أبدى محمد أنور السادات، رئيس حزب الإصلاح والتنمية، تعجبه مما أعلنه وزير الإسكان قبل أيام عن إطلاق مشروع جديد لربط العاصمة بمدينة 6 أكتوبر عبر محور روض الفرج الجديد بطول 52 كيلو مترا وتكلفة إجمالية قدرها مليار ونصف المليار دولار أمريكى (حوالى 12 مليار جنيه)، ويمول هذا المشروع العملاق بقرض يتم سداده على مدى 14 عاما، قائلا: "يبدو هذا المشروع وكأنه طفرة حضارية ستغير وجه الحياة فى مصر".
وتساءل السادات، فى بيان له، عن جدوى المشروع من الناحية الاقتصادية، خاصة أنه يتوقع ألا تزيد عربات هذا القطار على 100 عربة بقدرة 50-100 راكب للعربة، الأمر الذى يعنى أن تكلفة المشروع لكل عربة ستصل إلى 120 مليون جنيه للعربة الواحدة، مؤكدا أن هذا الأمر جنونى بكل المقاييس.
وأوضح "السادات" أن تكلفة أوتوبيس النقل العام العادى لا تتجاوز المليون جنيه، وتكلفة الفاخر لا تتجاوز الـ2 مليون جنيه، يعنى أن تلك التكلفة تستطيع توسيع أسطول النقل العام بمقدار 6 إلى 12 ألف أوتوبيس على الأقل، وهذا الكم من الأوتوبيسات يكفى لحل مشكلة الازدحام بشكل جذرى للعاصمة بأكملها والمدن المحيطة بها وليس مجرد خط واحد يعمل بين مدينتين.
وتابع قائلا: "إذا كان المشروع غرضه تخفيف الضغط على المحور الجديد، هل سيتسبب هذا العدد المحدود من العربات فى ضغط غير محتمل على المحور الجديد المتطور والذى تكلف أيضا مئات الملايين لدرجة تجبرنا على إنشاء كوبرى لقطار معلق بطول خط المحور وبتكلفة 12 مليار جنيه، متساءلا: لماذا الإصرار على ربط 6 أكتوبر بالقاهرة والجيزة وتجاهل فتح محاور جديدة للمدينة الصناعية تصلها بالفيوم وبنى سويف الأكثر فقرا واحتياجا لفرص العمل.
واستطرد: "من حقنا أن نتساءل فى ظل انعدام الجدوى الاقتصادية للمشروع واضطرارنا للاستدانة من أجل تنفيذه، فهل هناك مصالح خفية تحرك اتخاذ القرار فى الدولة، وأيضا الإفراط الشديد الذى تمارسه الحكومة فى تنفيذ مشروعات بالقروض الخارجية فى ظل غياب برلمان منتخب وتضع الدولة وماليتها فى مآزق مستقبلية لا مبرر لها سوى غياب الرؤية والفكر لدى المسئولين".
عدد الردود 0
بواسطة:
احمد فاروق
نعم التخطيط