يعتبر كتاب «وصف مصر» أهم ما نتج عن الحملة الفرنسية، إذ أطلق نابليون العنان لعلمائه كى يكتبوا عن مصر، وكان منهم علماء الطب والهندسة والبناء والآثار والجغرافيا والاجتماع واللغة والتاريخ والتصوير وحتى الشعر والموسيقى واللغات، وساعدهم ما عثروا عليه فى دور القاهرة وغيرها من المدن المصرية من وثائق وبرديات نجحوا فى فك طلاسمها، ففتحت أمامهم مزيدًا من الأسرار عن تاريخ مصر.
ولقيمة هذا العمل التاريخى، فقد واكبت زيارة الرئيس المصرى، عبدالفتاح السيسى لإسبانيا، قام المركز الثقافى المصرى فى مدريد، بعرض نسخة أصلية نادرة من كتاب «وصف مصر» للجمهور يعود تاريخها لعام 1812م، داخل الجناح المصرى بالمتحف الوطنى للآثار فى مدريد، احتفالاً بزيارة الرئيس.
والمفاجأة فى الأمر، ما أكده الكاتب الكبير حلمى النمنم، رئيس دار الكتب والوثائق القومية، بأن موسوعة «وصف مصر»، لم تترجم كاملة إلى اللغة العربية حتى الآن، وأن جميع النسخ الموجودة فى مصر، لازال بها أجزاء مكتوبة باللغة الفرنسية، مطالبًا، بضرورة استكمال مشروع ترجمة كتاب «وصف مصر»، ونقله إلى اللغة العربية، مؤكدًا أنه مشروع قومى، وأن الدكتور زهير الشايب، قام بترجمة أجزاء من الموسوعة، إلا أن الوقت لم يسعفه، ومات قبل أن يتمه، فواصلت ابنته منى زهير الشايب ترجمة بعضه، وكذلك كان للدكتور حسين البنهاوى، مجهود كبير فى ترجمة أجزاء منه أيضًا.
وأوضح الكاتب حلمى النمنم، أن دار الكتب والوثائق تضم أربع نسخ أصلية من الموسوعة باللغة الفرنسية، وأن هناك نسخة فى قصر عابدين، وأخرى فى جامعة القاهرة، وواحدة فى جامعة عين شمس، وجامعة السويس، كما تضم مكتبة الإسكندية نسخة من الكتاب، ونسخة أخرى فى مكتبة البلدية بالإسكندرية، وأخرى فى مكتبة دار المحفوظات بالقلعة، وواحدة بالجمعية الجغرافية، إضافة إلى النسخة التى كانت موجودة فى المجمع العلمى قبل حرقه.
وأضاف الكاتب حلمى النمنم، أن هناك أيضًا نسخة فى مكتبة الكاتب الكبير محمد حسنين هيكل، ونسخة فى مكتبة بطرس غالى، رئيس وزراء مصر الأسبق، عن وجود نسخ أصلية فى الدول الأجنية بجانب فرنسا وإسبانيا، أكد النمنم على ضرورة وجودة نسخة أصلية فى كل الدول المهتمة بعلم المصريات، منها «الهند، تركيا، إيران، والسودان».
وكان الدكتور حسين البنهاوى، قال فى ندوة سابقة أقيمت بالمجلس الأعلى للثقافة، إنه تم طبع موسوعة «وصف مصر» عقب رحيل الحملة الفرنسية، ولكنه واجه العديد من المشاكل، حتى وافق لويس الخامس على نشره وأصدر مرسومًا ملكيًا بذلك، واستغرقت المطابع عامين لنشر الموسوعة، مضيفًا أنه تم طبع الموسوعة مرتين بعد عودة الحملة، الطبعة الأولى من 1809 إلى 1822 والطبعة الثانية من 1821 إلى 1829 وظهرت فى 26 مجلدًا بالإضافة إلى 11 مجلدًا للوحات والرسوم
"وصف مصر"..كتبه الفرنسيون منذ 200 سنة ويحتفظ به ملوك العالم ومصر لم تترجمه كاملا..مصر تضم 50 نسخة جميعها باللغة الفرنسية..وحلمى النمنم يطالب بإعادة ترجمة الموسوعة
الأربعاء، 06 مايو 2015 07:29 م
الكاتب حلمى النمنم
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة