المدمنون بعد الشفاء يروون حكايات "غُرز" التعاطى والمخدرات "الدليفرى".. وليد: المخدرات تباع فى الشوارع.. و"محمد": أى طفل صغير يستطيع شراءها.. و"مهاب": سيدى كرير وكينج مريوط أشهر مناطق التعاطى

السبت، 09 مايو 2015 11:35 ص
المدمنون بعد الشفاء يروون حكايات "غُرز" التعاطى والمخدرات "الدليفرى".. وليد: المخدرات تباع فى الشوارع.. و"محمد": أى طفل صغير يستطيع شراءها.. و"مهاب": سيدى كرير وكينج مريوط أشهر مناطق التعاطى أحد الشباب المتعافين من أدمان المخدرات
كتب - مدحت وهبة - جاكلين منير وتصوير - أحمد عرب

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
بمجرد أن تنظر إلى وجوههم تجد لديهم الإصرار والتحدى على تخطى العقبات لاستكمال حياتهم بعد استرجاعها مرة أخرى، نتيجة تلقيهم العلاج لمدة ثلاثة أشهر، للتخلص من سموم المخدرات، خاصة بعد ضياع سنوات عمرهم العشرين فى تعاطى كل أنواع المواد المخدرة.

البحث عن التجارب، وتقليد أصدقاء السوء كانا أحد العوامل الرئيسية التى جعلت الكثير من الشباب يلجأ لتعاطى المواد المخدرة، مما تسبب فى ضياع مستقبلهم، وتعرض أسرهم للكثير من المشاكل.

مدمنو المخدرات عانوا نظرة المجتمع لهم بشكل غير لائق حتى استطاع الكثيرون منهم التغلب على المشكلة من خلال تلقى العلاج بالمجان، بالتعاون مع صندوق مكافحة وعلاج الإدمان والتعاطى، برئاسة غادة والى، وزيرة التضامن الاجتماعى.

«دليفرى» المخدرات


«اليوم السابع» التقت الكثير من الشباب المتعافين من الإدمان داخل مستشفى المعمورة بالإسكندرية، والذين أكدوا أن تعاطى المخدرات تسبب فى الكثير من المشاكل لهم ولأسرهم، فمنهم من تطاول على والديه بدون وعى، ومنهم من حاول سرقة أسرته ليتمكن من شراء المخدرات، خاصة أن البعض منهم أكد أن الحصول على المخدرات حاليًا، خاصة الحشيش، يعد أسهل من الحصول على أى سلعة غذائية، قائلين: «المخدرات تباع دليفرى فى المحلات والسوبر ماركت فى الكثير من المناطق».

«تناولت كل أنواع المواد المخدرة، ولم يكن صعبًا الحصول عليها حتى تلقيت العلاج بعدما ضاعت أجمل أيام عمرى فى رحلة التعاطى».. هذه الكلمات جسدت معاناة «وليد»، الشاب الحاصل على بكالوريوس إدارة الأعمال من الأكاديمية البحرية بالإسكندرية، والذى عبر عن ندمه على تعاطى المخدرات، مؤكدًا أنه بدأ تعاطى المواد المخدرة بإدمان السجائر فى عمر 17 عامًا، ثم بعد ذلك تناول الخمور، حتى تعاطى الهيروين وكل أنواع المواد المخدرة، قائلًا: الحصول على المخدرات لم يكن صعبًا، حتى أصبحت تباع «دليفرى» فى الشوارع والمحال، وأحيانا كنت أحضرها بـ«السَبَت» من تحت المنزل «دليفرى» بزيادة فى الثمن مقابل خدمة التوصيل.

وأوضح أن الظروف الاجتماعية الميسورة لأسرته سهلت له شراء المخدرات، حتى تلقى العلاج داخل مستشفى المعمورة بالإسكندرية من خلال صندوق مكافحة وعلاج الإدمان والتعاطى، لافتًا إلى أنه تعرض لمواقف عديدة بسبب تعاطى المخدرات، منها القبض عليه، ومواجهته خطر السجن 25 سنة فى إحدى القضايا.

سيدى كرير وكينج مريوط أشهر «غرز» الإسكندرية


«مهاب» أكد أنه بدأ تعاطى المواد المخدرة فى عمر 15 عامًا، وذلك بعد انتشار أقراص مخدرة فى التسعينيات تسمى «أبوصليبة»، ثم بعد ذلك تناول الحشيش والبيرة، ثم تدرج فى التعاطى حتى وصل إلى تعاطى الهيروين.

اليوم السابع -5 -2015

وأضاف أنه تم تحويله من إعدادى إلى إعدادى مهنى بسبب سوء سلوكه، لافتًا إلى أن تعاطى المخدرات جعله يخسر كل شىء، ولم يشعر بنفسه إلا بعد وصوله سن 32 عامًا، حيث تعرض لحادثة نتيجة تعاطى المخدر وتم تركيب شرائح ومسامير فى العمود الفقرى، حتى تلقى العلاج بالمجان، لافتًا إلى أن المدمن يستطيع أن يحصل على الأموال بأى طريقة، مضيفًا: كنت أبيع نوعًا آخر من المخدرات حتى أستطيع الإنفاق على التعاطى، فالمواد المخدرة سهل الحصول عليها، خاصة بمنطقة سيدى كرير وكينج مريوط بالإسكندرية، حيث توجد مناطق تسمى «غرز» معروفة، الأمر الذى يتطلب تكثيف الحملات والرقابة للتصدى للظاهرة.

«مهاب» وجه نصيحة للشباب قائلًا: المخدرات أخذت منى كل شىء، «غمضت عينى وصحيت فوجئت بأن عمرى أصبح 32 سنة»، وفقدت سمعتى وأموالى وثقة أهلى، ولم أتمكن من تكوين أسرة خلال فترة التعاطى حتى عادت الحياة لى مرة أخرى بعد تلقى العلاج.

محمد غازى، أحد الشباب الذين تعافوا من تعاطى المود المخدرة، أكد أن الإسعاف نقلته أكثر من مرة إلى أحد المستشفيات وهو بين الحياة والموت، وأنه دخل السجن 37 شهرًا بسبب تعاطى المخدرات، حتى قامت أسرته بطرده من المنزل 4 سنوات، ولم يجد مأوى سوى الإقامة تحت الكبارى.

«محمد» أكد أنه جاء إلى المستشفى إرضاء لوالدته التى بحثت عنه فى الشوارع 4 سنوات، وقامت بمساعدته فى الوصول إلى مستشفى المعمورة، بالتعاون مع صندوق مكافحة وعلاج الإدمان لتلقى العلاج، حيث فوجئ بنماذج جيدة استطاعت الإقلاع لمدة 3 سنوات، لافتًا إلى أنه كان رافضًا فى بداية الأمر فكرة تغيير حياته الحالية أو الإقلاع عن تعاطى المخدرات حتى تم علاجه، وأنه يعمل حاليًا مشرفًا على المبتدئين فى الإقلاع عن تعاطى المخدرات فى أحد المراكز العلاجية ضد الإدمان.

اليوم السابع -5 -2015

المخدرات تباع بسهولة


نفس السيناريو تكرر مع «أحمد» الذى بدأ فى تعاطى المواد المخدرة وعمره 23 عامًا، رغم أن لديه طفلين، لافتًا إلى أن تعاطيه المخدرات جاء فى البداية كحب استطلاع، حتى تحول إلى تعاطى كل أنواع المخدرات، منها الهيروين، قائلًا: المدمن يحصل على الأموال بأى طريقة، مثل النصب والسرقة، مؤكدًا سهولة الحصول على المخدرات، حيث تباع فى المحال، قائلًا: إذا مررت فى منطقة لا تعرف فيها أحدًا تجد أكثر من شخص يسألك «عاوز حاجة؟»، وتعنى السؤال عما إذا كنت تريد شراء المواد المخدرة، وهو أمر منتشر حاليًا فى مصر.

وزيرة التضامن: علاج مدمنى المخدرات بالمجان


من جانبها، أكدت غادة والى، وزيرة التضامن الاجتماعى، رئيس مجلس إدارة صندوق مكافحة وعلاج الإدمان والتعاطى، أنه يتم علاج المتعافين من الإدمان بالمجان، وفى سرية تامة، لافتة إلى أن الخط الساخن للصندوق «16023» تلقى 9297 مكالمة هاتفية خلال شهرين، وأن المكالمات الهاتفية تضمنت طلبات للعلاج من المتعاطين للمواد المخدرة، فى حين تضمنت بعض المكالمات الأخرى المتابعة والمشورة، وذلك من المرضى أنفسهم ومن أقاربهم، إلى جانب استقبال 13591 مريضًا بالمستشفيات المتعاونة مع الخط الساخن، منهم 4261 مريضًا جديدًا، و9330 مريضًا يترددون للمتابعة.

وتابعت «والى» أنه تم افتتاح فرع جديد للخط الساخن لصندوق مكافحة وعلاج الإدمان فى محافظة أسيوط، بالتنسيق مع الأمانة العامة للصحة النفسية، حيث يتم تلقى الاتصالات من المرضى عبر الخط الساخن للصندوق لعلاجهم بالمجان، وفى سرية تامة من خلال المستشفيات والمراكز العلاجية الشريكة مع الخط الساخن، والتابعة للأمانة العامة للصحة النفسية والمستشفيات الجامعية المتخصصة، والتى يصل عددها إلى 15 مستشفى ومركزًا علاجيًا متخصصًا فى علاج الإدمان على مستوى الجمهورية.

12 ألف قتيل فى حوادث الطرق بسبب المخدرات


وقال عمرو عثمان، مدير صندوق مكافحة وعلاج الإدمان، إن تلقى المتعافين من المخدرات العلاج جاء نتيجة إصرارهم على العلاج، حيث يتم توفير العلاج لهم بالمجان فى سرية تامة داخل المستشفيات التابعة للأمانة العامة للصحة النفسية، والمستشفيات المتخصصة، لافتًا إلى أن مستشفى المعمورة له دور كبير فى علاج المتعافين من الإدمان، وأن الخط الساخن للصندوق سيدعمه خلال الفترة المقبلة.

وقال عمرو عثمان، مدير صندوق مكافحة وعلاج الإدمان والتعاطى، إن مخدر الحشيش يشكل سببًا رئيسيًا لحوادث الطرق فى مصر، والتى وصل عدد ضحاياها عام 2014 إلى 12 ألف قتيل، حيث تشير الإحصائيات إلى أن نسبة القيادة تحت تأثير المخدر فى مصر كانت %24 فى شهر نوفمبر من العام الماضى، ونتيجة تكثيف الحملات للكشف على السائقين انخفضت إلى %11، حيث إن مخدر الحشيش يلعب دورًا رئيسيًا فى حوادث الطرق، كونه مسببًا لخلل فى الإدراك الزمانى والمكانى.

يأتى ذلك فى الوقت الذى أجرى فيه صندوق مكافحة وعلاج الإدمان والتعاطى دراسة على نزلاء إحدى المؤسسات العقابية، وكشفت أن هناك ارتباطًا وثيقًا بين تعاطى مخدر الحشيش وجرائم بعينها تفجع المجتمع المصرى الآمن بطبعه، حيث تشير النتائج إلى أن %87 من مرتكبى جرائم الاغتصاب كانوا متعاطين لمخدر الحشيش، وأن %58 من مرتكبى جرائم هتك العرض كانوا متعاطين لمخدر الحشيش، وأن %23,7 من مرتكبى جرائم القتل العمد كانوا متعاطين لمخدر الحشيش، وأن %24,3 من مرتكبى جرائم السرقة بالإكراه كانوا متعاطين لمخدر الحشيش، وتشير النتائج إلى أن %56,7 من مرتكبى الجرائم كانوا متعاطين للمخدرات قبل ارتكابهم الجريمة بساعات، وهذا مؤشر قوى على العلاقة الوثيقة بين تعاطى المخدرات ووقوع الجرائم، وتشير إحصائيات مصلحة الطب الشرعى التابعة لوزارة العدل إلى أن %87 من الجرائم غير المبررة يأتى تعاطى المواد المخدرة.

فيما أكد الدكتور محمد زهدى، استشارى الطب النفسى، مدير مستشفى المعمورة للطب النفسى وعلاج الإدمان، أن المستشفى لديه قسم كامل لعلاج الإدمان، يضم العيادات الخارجية والقسم الداخلى، والمريض الذى يحتاج إلى احتجازه بالقسم الداخلى يتم على الفور احتجازه لمدة 10 أيام فى قسم إزالة السموم، ثم يلتحق بقسم إعادة التأهيل الذى يضم علاجًا نفسيًا، وعلاجًا سلوكيًا لمدة 3 أشهر، ثم يتم خروجه من المستشفى ويلتحق ببرنامج المتابعة النهارية لمدة 3 أشهر أخرى.

وأضاف زهدى أن المستشفى يتبع سياسة الباب المفتوح لزيادة الدافع لدى الشخص المدمن للإقلاع عن المخدرات من داخله دون إجبار، مما يساعد فى خطوات العلاج، حيث يستقبل المستشفى المرضى، وأن صندوق مكافحة وعلاج الإدمان والتعاطى يتحمل نفقات العلاج لمتعاطى المخدرات، لافتًا إلى أن هناك 90 شخصًا تعافوا من الإدمان.











مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة