وقام عدد كبير من أعضاء جماعة الإخوان بنشر تلك المراجعات، من بينهم المذيع بقناة الجزيرة زين العابدين توفيق، عضو الجماعة، فيما قال عمرو فراج، أحد مؤسسى شبكة رصد الإخوانية، ساخرا من الذين انتقدوا عصام تليمة قائلا: "وهو ده وقته يعنى يا أخ عصام تليمة، سيب الناس تركز".
وقال تليمة فى تصريحات نشرها عبر صفحته الرسمية على "فيس بوك": "لامنى بعض الأصدقاء بسبب مقالى الأخير (مراجعات الإخوان.. لماذا وكيف ومتى؟)، وكان كل كلامى فيها نقدا لأداء الإخوان المسلمين، وعن التحديات التى تواجههم الآن، وأخطائهم الحالية، ونماذج من تجربة حسن البنا فى التعامل مع مثل هذه الملفات، فقد كان كل اللوم كعادة كثير من الإخوان: وهل هذا وقته؟ وهل هذا مكانه؟ إن كلماتك تستطيع أن تصل بها لكل مستويات الجماعة، فلماذا الكلام فى الإعلام؟!.
وأضاف مدير مكتب القرضاوى السابق: "هى ثقافة مغلوطة قام -ولا يزال يقوم- بغرسها فى الإخوان أناس لا يخرجون عن ثلاث احتمالات غالبا 1ـ إما شخص حسن النية، 2ـ أو شخص يجهل طبيعة الدعوة الإسلامية بوجه عام، وجماعة الإخوان بشكل خاص. 3ـ وإما بغرض شخصى، كى يكون بمأمن من الحساب، فأسبغ على ذلك تبريرا دعويا ليكون بدون وجه حق ثقافة ومبدأ راسخا فى الجماعة".
الإخوان تواصلت معى بعد دعوتى للمراجعات
وأوضح تليمة أن كل هذه الأعذار لا تمنع من ممارسة النقد الذاتى، أو نقد من بالخارج للجماعة، وقال "بداية أوضح أمرا يفهم خطأ فى ثقافتنا العربية، وهو أن النقد معناه التجريح، أو معناه التركيز على الأخطاء، النقد معناه تناول الشىء بما فيه من عيوب ومميزات على حد سواء، وقد يكون التركيز على نقطة دون أخرى، حسب مقام النقد والمراجعة، وليس معنى المراجعة كذلك أنها تغيير كامل لخطتك".
وتابع مدير مكتب القرضاوى السابق:"كنت على وشك إنهاء كتاب بعنوان: (الإخوان بين نقد الذات والآخر)، رصدت فيه فى حياة حسن البنا أكثر من أربعين موقفا نقديا للجماعة نشرت كلها فى مجلات وصحف الإخوان، ومنها سؤال خاص بذمة حسن البنا المالية، ومواقف أخرى قامت فيها جماعة الإخوان بالنقد الذاتى، أو النقد بوجه عام، يتضح منه أن النقد عمل ممارس فى فترات ذهبية من تاريخ الجماعة".
وأوضح تليمة أن حجة بعض من يرفض نقد الإخوان علنا، مخافة شماتة الخصوم، والحقيقة إن الشماتة من النقد لتصحيح الأخطاء والمراجعة، أشد منها شماتة هى إبقاء المخطئ على خطئه، وعدم تصحيحه، وستكون شماتة الخصم أكثر فى فشلك الذى سيستمر لو لم يستجب للنصح، أو المراجعة التى يقوم بها من داخله، ويقوم بها المخلصون كذلك من خارجه.
القرآن يأمر بالمراجعات
وأشار تليمة، إلى أن حجة البعض الآخر من رفض النقد أن الجماعة فى محنة، والسؤال هنا: منذ متى والجماعة ليست فى محنة، منذ أول يوم قامت فيه، إما بين محنة السجن، أو بين محنة المطاردة، أو بين محنة التمكين الجزئى، وكل هذه محن، فهل يمنع ذلك من نقدها، وترشيد مسيرتها؟، وتابعا :"أما دعوى أنه ليس من الخلق نقد من فى محنة، فهذا ليس صحيحا، بل إنه ينافى صحيح الشرع الإسلامى الحنيف، وينافى القرآن الكريم، وهدى محمد صلى الله عليه وسلم، إن جل الرافضين لهذه المراجعات الآن علنا، ومن يقول: ليس هذا وقته؟ ".
وأوضح تليمة أن القرآن يأمر بالمراجعة لأن النصر مرتبط بالأخذ بأسبابه، ومن أولى أسبابه المحاسبة والمراجعة، مستطردا: "القرآن حاسب الصحابة وبينهم رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأمرهم بمراجعة الموقف، ووصف ما حدث منهم بهذه الأوصاف: الفشل، والتنازع فى الأمر، والمعصية، وإرادة الدنيا، واستزلهم الشيطان، أفبعد ذلك يغضب بشر لا يبلغ معشار هؤلاء الكرام، عندنا نناقش فشله وإخفاقه؟!".
التيار القطبى سيقف أمامه
من جانبه قال خالد الزعفرانى، القيادى السابق بجماعة الإخوان، إن ما يذكره مدير مكتب القرضاوى السابق هى محاولة منه لإنقاذ التنظيم، ويفعل ما فعله عبود الزمر، ولكن مراجعاته لن تشهد استجابات واسعة من القيادات.
وأضاف الزعفرانى لـ"اليوم السابع" أن قيادات التنظيم لا تسمح لأحد بأن يقيم مواقفها ويراجع قراراتها، لافتا إلى أن من صفات التيار القبطى أنه لا يقبل النقد على الإطلاق، كما لا يقبل أيضا بأن من يقود المراجعات خارج هذا التيار القطبى.
موضوعات متعلقة :
- مراجعات مدير مكتب القرضاوى السابق تدفع حلفاء "الإخوان" لإعادة طرح مبادرات جديدة داخل التنظيم.. ويؤكدون:أصوات شباب الجماعة تعالت للمطالبة بالتغيير.. ومنشقون:تدليس على الشعب ويجب أن تشمل محاسبة القيادات
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة