كثيرا ما يصادفنا بعض المواقف يصعب التصرف فيها أو نفقد القدرة والسيطرة عليها، أو لا تجد طريقة واضحة فى كيفية التعامل مع بعض الأشخاص، التى تجد فيهم قصورا فكريا وعقليا ومعرفيا وقد لا تجد مفرا فى التعامل معهم إلا أن تتظاهر بعدم المعرفة، وهنا لا تظهر سمات شخصيتك بصورتها الحقيقية نتيجة الموقف الذى لا تحسد عليه، وقد يبدو الجهل لاصقا بك، ولكنه تظاهر بالجهل فقط كون الأمر لا يتحمل الجدال والمعارك الشرسة، التى تكون عواقبها وخيمة وحتى لا تكون فى النهاية أنت الخاسر، فلا خير أن تكون حكيمًا بين جهلاء وحمقى وهم لا يدركون ما تقول وما تفعل، فقد يكون التظاهر بالجهل طريقة لإدراك ما يفكر فيه الآخر ومحاولة التعايش مع عقول ينقصها الكثير من الأصول والثوابت أو قد يكون إنقاذك من ورطة أو إخراجك من مأزق ولو ظهرت ذكاءك المعهود لخسرت الكثير يقول كورت توشولسكى: "ميزة العاقل أنه يستطيع التظاهر بالجهل، أما العكس فصعب جدًا".
فكثيرا ما يكون التفوق والذكاء سبب من أسباب كره الآخرين لك دون أن تشعر، فإذا أردت أن يحبك الآخرون عليك عدم إظهار نبوغك وتفوقك بصورة قوية ومبهرة حتى لا يبتعدون عنك، فهم يشعرون برضا أفضل عن أنفسهم لاعتقادهم أنهم أذكى وأدهى منك، يقول الشاعر الفارسى السعدى: "الحمقى يكرهون ملاقاة العقلاء أكثر مائة مرة من نفور العقلاء من صحبة الحمقى".
وقد يكون اكتشاف الآخرون لمهاراتك وقدراتك وإنك ذو عقلية فذة وبطريقة تدريجية وبدون قصد منك يفرض احترامهم لك لتحفظك وعدم تعاليك عليهم، وفى تلك الحالة يكون صعب التظاهر بالجهل الزائد ولكن احتفظ بقدر من التوازن إلى حد ما يضمن لك بقاء الآخرين حولك بصورة طيبة. يقول المعرى: "ولما رأيت الجهل فى الناس فاشيًا تجاهلتُ حتى ظُن أَنى جاهلُ".
فى نفس الوقت قد يتطلب منك فى بعض المواقف أن تلعب دورا رئيسيًا عند الضرورة ببساطة التفكير ورؤيتك المرنة بل عدم تدخلك وسلبيتك سوف يكون كارثة، فيكون تدخلك بحكمة إنقاذًا للموقف وليس من أجل إثبات قدرتك وشجاعتك.
عصام كرم الطوخى يكتب: عندما تكون السلبية كارثة
الإثنين، 01 يونيو 2015 08:09 ص
شاب يشاهد حريق - أرشيفية
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة