يظهر بين كل ذلك ورغم كل الظروف الشقيقة الكبرى دعاء تلك الفتاة الوحيدة التى نجت من فقدان البصر، كانت كلما نظرت إلى شقيقاتها ينتابها الشعور بالحزن، فقررت أن تشاركهن فى الأمل، وبدء حياة جديدة معهن، فأقنعتهن بضرورة التعلم، وساعدهتن على تعلم القرآة والكتابة، ومع أول إحساس لها باستجابتهن للتعليم تقدمت لهن باوراقهن إلى فصول محو الأمية للحصول على الشهادة، وبالفعل تمكن الفتيات الثلاثة من الحصول على شهادة محو الأمية، ولم تكن تلك هى المحطة الأخيرة، وقررت دعاء ان تعلمن شقيقاتها الثلاثة الكمبيوتر فبدأت فى شرح الأمر لهن وأستعانت بمساعد لتعليم للمكفوفين حتى تعلم الفتيات الكمبيوتر، وفى تلك الاثناء كانت الفتيات الثلاثه يقمن بحفظ القران الكريم حتى تمكنت سحر والتي تبلغ من العمر 31 عاما من حفظ القران كاملا وعزة حفظت 24 جزء اما عايده فقد تمكنت من حفظ 18 جزء من القران.
اختهم الكبرى: انا سعيدة بتفوق شقيقاتى على فقدان البصر
وتقول دعاء "والدى يبلغ من العمر 54 سنة كان يعمل في مصنع الغزل والنسيج بالمحافظة لكنه كان يعاني من ظروف خرج بسببها معاش مبكر والحمد الله عايشين".
وتضيف دعاء فى تصريحات لـ"اليوم السابع"، والدى ووالدتى كانا يشجعان أخواتى دائما وكانا فرحين بهم، وأنا بدأت معهن كنت أقرء آيات القرآن وهما بيرددوا ورايا لحد ماحفظوا من القران الكريم وأنا سعيدة بتفوق شقيقاتى على فقدان البصر".
فيما كرم اللواء صلاح الدين زيادة محافظ المنيا الشقيقات الثلاثه اللذين يقطن في قرية بني أحمد الغربية بالمنيا، حيث قام المحافظ بإهدائهن جهاز الكتروني خاص بذوي الاحتياجات الخاصة للقراءة عليه، كما قرر صرف مكافأة مالية تشجيعا وتقديرا لتفوقهن.
محافظ المنيا: نماذج رائعة للتحدى والارادة
وقال المحافظ فى كلمته لهن أثنء مقابلته لهن، أنهن مثال للتحدى والإصرار والعزيمة الناجحة، وأن مصر أخرجت العديد من العظماء من ذوي الاحتياجات الخاصة الذين لم يستسلموا لليأس ووصلوا بإبداعاتهم إلى العالمية مثل الدكتور طه حسين، مشيرا إلى أنهن نماذج رائعة للتحدى والارادة.
