محمد أبوهرجة يكتب: العلاج بالمسرح

السبت، 13 يونيو 2015 08:07 ص
محمد أبوهرجة يكتب: العلاج بالمسرح مسرح - صورة أرشيفية

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
ما هو المسرح ؟ المسرح هو أحد فروع فنون الأداء أو التمثيل الذى يجسد قصص أو نصوص أدبية أمام المشاهدين باستخدام مزيج من الكلام او الإيماءات او الموسيقى ويطلق عليه أبو الفنون وهنا سوف أتكلم عن فرع مهم جدا من المسرح ألا وهو العلاج بالمسرح أو السيكودراما.

السيكودراما هى طريقة مبتكرة للعلاج النفسى بالدراما وتكمن وظيفتها الاساسية فى تفريغ تفاعلات الفرد ومشاعره المكبوتة من مواقف أو مشاكل حدثت له وأثرت فى الجانب الانسانى داخله وزادت من الطاقة السلبية داخله ويعتبر الدكتور جاكوب ليفى مورينو ( 1889 – 1974 ) هو المؤسس الأول للعلاج بالسيكو دراما وما زالت الجمعية التى أسسها تعمل حتى هذه اللحظة. وهذه الطريقة مستخدمة فى أوروبا وأمريكا.

العلاج بالدراما يعالج الأشخاص الذين عانوا من كبت نفسى كبير أو تعرضوا لمشاكل اجتماعية كبيرة مثل الفقر والحرمان والقهر ونذكر هنا فى فترة الستينيات من القرن الماضى وعقب حدوث نكسة يونيو 67 كان المسرح فى قمة ازدهاره وساهم كثيرا فى ضبط الحياة العامة وحدوث اتزان نفسى لدى الناس فى هذه الفترة وما احوجنا فى هذه الايام لهذا النوع من المسرح.

فى لبنان على سبيل المثال استخدمت المخرجة زينة دكاش هذه الطريقة فى أحد السجون الذى يضم ثلاثة عشر سيدة يقضون فترة العقوبة وقامت بإشراكهم فى مسرحية (شهرزاد فى بعبدا) ونجحت نجاحا كبيرا وساهمت فى تخفيف معاناة هؤلاء السجينات والتعديل من سلوكهم عن طريق خروج الطاقة الزائدة من حياتهم المليئة بالفقر والحرمان وتعرضهم للعنف وكان تمويل المسرحية من مؤسسة خيرية فى سويسرا تدعى( دروسوس ) فغيرت هذه المسرحية كثيرا من شخصياتهم وصاروا اكثر هدوءا واتزانا وانضباطا مما يؤهلهم ليكونوا أكثر تقبلا للحياة فيما بعد السجن وعدم عودتهم للجريمة مرة أخرى.

وأستطيع أن أقول إننا نحتاج هذا النوع من الدراما للشباب فى الجامعات فبعد اندلاع الثورات العربية وحدوث طاقة ثورية هائلة والضغوطات التى يتعرض لها شباب الجامعات من تهميش المجتمع واتهام الآباء والنخبة الثقافية لهم انهم مازالوا أطفالا يمثل عبئا كبيرا عليهم بالإضافة إلى المخاوف التى يشعروا بها من المستقبل الغامض الذى ينتظرهم وهذه الطاقات الهائلة التى يمتلكونها ولذلك لابد أن يتم التنفيس عنها فى شكل احترافى ومفيد وقد لفت انتباهى ما قام به مجموعه من طلاب إحدى الجامعات الخاصة وبداخل كلية الصيدلة وهى كلية عملية ودراستها معقدة ورغم ذلك استطاعوا أن ينطلقوا إلى عالم المسرح كوسيلة لخروج طاقتهم المكبوتة بطريقة سليمة بدلا من أن يتم استغلالهم فى الصراعات السياسية وقاموا بتكوين فرقة مسرحية تسمى ( حواديت) وبدأت الفرقة بعمل إسكتشات لمسرحية قوة سادة المعروفة ثم حققوا نجاحا كبيرا فى عدد من المسرحيات كان آخرها مسرحية ( آخر وردة ) فكانوا مثالا للعمل الجماعى والصبر فقاموا بإنتاج أعمال أدبية رائعة بعيدا عن الإسفاف فكانوا مثالا يحتذى بهم.

وفى النهاية أدعو الجميع إلى الاهتمام بالمسرح ليعود كما كان فى السابق والبحث عن نص جيد يبتعد عن الإسفاف والشكل التجارى القبيح الذى سيطر على السينما وشوه الذوق العام. فالمسرح له دور كبير فى تكوين الجانب الحضارى والثقافى للمجتمع وعلاج للسلبيات التى تحدث داخله.





مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة