مصير البشير يسيطر على إعلام جنوب أفريقيا.. انقسام بين الحفاظ على الوحدة الإفريقية أو الانصياع لقرار الجنائية الدولية.. مسئول: استضافته تقلل من إمكانية القبض عليه.. وصحيفة: سلموه والمحكمة تقرر

الإثنين، 15 يونيو 2015 12:10 م
مصير البشير يسيطر على إعلام جنوب أفريقيا.. انقسام بين الحفاظ على الوحدة الإفريقية أو الانصياع لقرار الجنائية الدولية.. مسئول: استضافته تقلل من إمكانية القبض عليه.. وصحيفة: سلموه والمحكمة تقرر الرئيس السودانى عمر البشير
رسالة جوهانسبرج – يوسف أيوب

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
رسالة جوهانسبرج - يوسف أيوب - 2015-03 - اليوم السابع

سيطرت قضية إصدار محكمة قرارا بمنع الرئيس السودانى عمر حسن البشير من السفر من جنوب أفريقيا فى إطار ملاحقات المحكمة الجنائية الدولية له منذ 2009 على خلفية اتهامه بارتكاب جرائم حرب على صحف جنوب أفريقيا الصادرة اليوم الاثنين، وقالت صحيفة "أخبار بريتوريا" إن جنوب أفريقيا وجدت نفسها صباح اليوم وسط عاصفة دبلوماسية دولية متزايدة، وعما إذا كانت جنوب أفريقيا التى استضافته للمشاركة فى قمة الاتحاد الإفريقى يجب أن تقبض عليه.

استئناف القضية اليوم الاثنين


وقالت الصحيفة إن القاضى هانس فابريشوس قد أمر مقدمى الطلب بتقديم الأوراق صباح اليوم حيث من المقرر أن يتم استئناف القضية اليوم الاثنين، بينما أصدرت لاهاى حكماً هذا الأسبوع أوضح أن جنوب إفريقيا ملزمة بالقبض على البشير لدى وصوله للبلاد وتسليمه لمحكمة الجنايات الدولية.

وأشار التقرير إلى أن البشير متهم بارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية وتطهير عرقى أدت إلى مقتل أكثر من 400,000 شخص وتشريد أكثر من 2 مليون شخص آخر خلال الصراع فى إقليم دارفور.

جنوب أفريقيا على علم بالتزاماتها


وقد أوضح القاضى كونو تارفيوسر من محكمة الجنايات الدولية أن جنوب أفريقيا على علم بالتزاماتها وفقاً لميثاق روما، ولا يمكنها أن تأتى بقرار آخر مخالف، بما فى ذلك القرارات الصادرة من الاتحاد الإفريقى.

وذكر التقرير أن حكومة حزب المؤتمر الوطنى الإفريقى ظلت فى موازنة صعبة لبعض الوقت بين التزامها حيال التضامن الإفريقى والقانون الدولى من جهة، وبين دستور جنوب أفريقيا نفسه من جهة أخرى.

مركز المقاضاة فى الجنوب الإفريقى قدم طلباً لإلقاء القبض على البشير


وتطرق التقرير لملابسات القضية حيث ذكر أن مركز المقاضاة فى الجنوب الإفريقى قدم طلباً ضد الوزراء والمدراء العموميون لكل من وزارة العدل ووزارة أمن الدولة ووزارة العلاقات الدولية ووزارة الداخلية والمفوضية الوطنية للشرطة وهيئة الادعاء العام ورؤساء وحدة التحقيقات الخاصة (الصقور) ورئيس وحدة مكافحة الجرائم ذات الأولوية لإلقاء القبض على البشير.

وأضافت إيزابيل جودمان، من مركز المقاضاة، موضحة أمس بأن هناك خطراً حقيقياً فى أن يغادر البشير للبلاد، منوهة عن حالات مماثلة لأشخاص غادروا البلاد على الرغم من صدور قرار بإيقافهم.

مطالبات بتأجيل القضية


وخلال جلسة المحكمة التى عقدت أمس، طالب المحامى وليام موخارى، نيابة عن الدولة، بأن يتم تأجيل القضية للسماح بمزيد من التشاور ودراسة الوثائق، مشيراً إلى أنهم يتعاملون مع قضية شديدة الحساسية متعلقة برئيس حالى لدولة إفريقية أخرى.

وأضاف أن البشير فى البلاد للمشاركة فى قمة الاتحاد الإفريقى ولا يوجد مؤشر بأنه سوف يغادر قبل انتهاء فعاليات القمة، إلا أن وزير الإعلام السودانى، أحمد بلال عثمان، يقال إنه أكد مساء أمس أن البشير فى طريقه للبلاد (السودان). إلا أن هذا الأمر لم يتم تأكيده من قبل السلطات الجنوب أفريقية.

البشير يظهر فى الصورة التذكارية للقمة


وقد تم تصوير البشير فى قمة رؤساء الدول والحكومات التى خاطبها الرئيس جاكوب زوما فى سانتون مساء أمس، إلا أن وكالة إخبارية أفادت بأنها قد شاهدته يغادر القاعة بعد ساعة من ذلك.

وقالت الصحيفة إن دعوة البشير لحضور القمة على الرغم من قرار إيقافه من قبل محكمة الجنايات الدولية يعكس موقف الاتحاد الإفريقى إزاء المحكمة وحقيقة أنه فى المستقبل سوف يعتمد الاتحاد الإفريقى على المحكمة الإفريقية للعدالة وحقوق الإنسان للنظر فى القضايا المتعلقة بجرائم الحرب.

حكومة جنوب أفريقيا متمسكة بقرارها


وأشارت الصحيفة إلى تمسك حكومة جنوب أفريقيا بقرارها الذى تم نشره الخميس الماضى فى الصحيفة الحكومية الرسمية بأن البشير لن يتم اعتقاله، ويأتى هذا متوافقاً مع قرار الاتحاد الإفريقى فى قمة الاتحاد التى عقدت عام 2012م التى أقرت بعدم التعاون مع محكمة الجنايات الدولية وحذرت جميع الدول الإفريقية بالالتزام بذلك القرار، وأن عدم التقيد بهذا القرار يستدعى فرض عقوبة على الدولة من قبل الاتحاد الإفريقى.

ونقل التقرير عن مسئول جنوب أفريقى، فضل عدم الكشف عن اسمه قوله: أن قرار حكومة جنوب أفريقيا باستضافة الرئيس السودانى عمر البشير سوف يقلل من إمكانية محكمة الجنايات الدولية فى القبض على البشير فى نهاية المطاف.

جنوب أفريقيا ترى أنها ملزمة بقرارات الاتحاد الإفريقى


وأضاف أن جنوب أفريقيا ترى أنها ملزمة بقرارات الاتحاد الإفريقى فيما يتعلق بمحكمة الجنايات الدولية، وتعتقد بأنه يجب على القارة الإفريقية أن تتحدث بصوت واحد.

وأشار التقرير إلى أن البشير شارك فى قمة الكوميسا التى عقدت العام الماضى فى جمهورية الكونغو الديمقراطية وذلك على الرغم من أن جمهورية الكونغو الديمقراطية من الدول الموقعة على ميثاق روما، وقد رفضت اعتقاله مع أنه قد صدر قرار أشبه بالذى صدر فى جنوب أفريقيا.

وفى حادثة سابقة، تجاهلت حكومة نيجيريا أيضاً محكمة الجنايات الدولية واستضافت البشير فى يوليو 2013م معتقدة أن قرار الاتحاد الإفريقى يتجاوز قرار المحكمة عندما يتعلق الأمر بالقارة الإفريقية.

عدم اعتقال البشير يعد وصمة كبرى لسمعة جنوب أفريقيا


من جانبه حذر أليس كيبلر، مدير العدل فى منظمة العدل الدولية، قائلاً: إن عدم اعتقال البشير يعد وصمة كبرى لسمعة جنوب أفريقيا.

THE STAR


كما نشرت صحيفة The Star نفس التقرير الذى تناول ملابسات مشاركة البشير فى فعاليات قمة الاتحاد الإفريقى. بينما أوردت الصحيفة تقرير آخر فى نفس السياق تحت عنوان: "حزب المناضلون من أجل الحرية الاقتصادية يقول: اتركوا البشير" تناول وجهة نظر جوليس ماليما، رئيس حزب المناضلون من أجل الحرية الاقتصادية، الذى طالب حكومة حزب المؤتمر الوطنى الإفريقى والقادة الأفارقة المتجمعون فى قمة الاتحاد الإفريقى بحماية الرئيس السودانى عمر البشير ضد محكمة الجنايات الدولية التى وصفها بالأمبريالية.

ووجه ماليما انتقاداً حاداً للمحكمة مشيراً إلى أنها خلقت فقط لمحاكمة القادة السود وليس قادة الدول الغربية. وأضاف ماليما لدى مخاطبته الطلاب فى جامعة ليمبوبو قائلاً: دعونا نختبر مدى حب حزب المؤتمر الوطنى الإفريقى للقارة الإفريقية.. أن محكمة الجنايات الدولية قد أمرتهم بالقبض على البشير، وإننا الآن نمتحن القادة الأفارقة ونطالبهم بحماية البشير.

كما أوردت الصحيفة The Star تعليقاً تحت عنوان: "أكبر امتحان لمحكمة الجنايات الدولية" ذكرت أن القضية وضعت الرئيس زوما والحكومة فى أزمة دبلوماسية غير مسبوقة. وتوصلت الصحيفة إلى أنه أكبر امتحان ليس فقط لمسؤولية الرئيس زوما المزدوجة حيال محكمة الجنايات الدولية والاتحاد الإفريقى، بل بالنسبة للمحكمة نفسها. واختتمت الصحيفة تعليقها بأن الملابسات الأخيرة فى جنوب أفريقيا قد تعلن عن موت المحكمة.

صحيفة THE CITIZEN


وفى سياق متصل، علقت صحيفة The Citizen تحت عنوان: "اقبضوا على البشير وسلموه" الذى ذكر أنه كان ينبغى على السلطات الجنوب أفريقية القبض على البشير وتسليمه لمحكمة الجنايات الدولية حيث يمكن حينها التأكد عما إذا كان بريئاً أو مجرماً.

وأشارت الصحيفة إلى أن المحكمة قد قامت فى السابق بسحب اتهامات مماثلة ضد الرئيس الكينى أوهارو كينياتا. وخلصت الصحيفة للقول: إن جنوب إفريقيا لا يجب أن تسمح لنفسها بأن تتخوف من أعضاء الاتحاد الإفريقى الذين ليس لديهم الاستعداد للإيفاء بالتزاماتهم تجاه حقوق الإنسان.

وفى نفس الإطار، أوردت صحيفة Business Dayتعليقاً تحت عنوان: "جنوب إفريقيا وجدت نفسها بين عالمين" حول ملابسات مشاركة البشير فى قمة الاتحاد الإفريقى، الذى ذكر أن دعوة البشير كانت قراراً لم يخضع لاعتبارات جيدة وانتهى بالإحراج كما كان متوقعاً. وبدلاً من مناقشة جدول أعمال القمة، ظل التركيز على الهروب المتسرع للبشير وانتهاك حكومة جنوب أفريقيا لقرار المحكمة بسماحها له بالمغادرة.


اليوم السابع -6 -2015



موضوعات متعلقة..



بان كى مون: حكم الجنائية الدولية بحق البشير يجب أن ينفذ










مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة