تابعت مجلة (الإيكونوميست) البريطانية رصدها معاناة مسلمى الروهينيجيا الذين عبروا إلى ماليزيا على متون قوارب متهالكة هاربين من اضطهاد البوذيين فى ولاية الراخين بميانمار.
ونقلت فى تقرير على موقعها الإلكترونى عن رئيس جمعية الروهينيجيا فى ماليزيا ويدعى عبد الحميد، إن هؤلاء الوافدين الجدد يعانون نقصا فى الفيتامينات بحيث لا يستطيعون الاعتدال فى وقفتهم، كما لو كانوا مصابين بالشلل.
ونوهت المجلة عن أن ماليزيا كانت مقصد أكثر من 3 آلاف من هؤلاء اللاجئين القادمين عبر القوارب فى شهر مايو المنصرم فقط .. وأكدت أن هؤلاء الروهينجيين لم ينجذبوا إلى ماليزيا لأنها غنية فحسب ولكن أيضا لما تزخر به من ثقافة إسلامية.
ولفتت إلى أن ماليزيا لم توقع على اتفاقية الأمم المتحدة الخاصة باللاجئين، ومن ثم فهى لا تفرق بين طالبى اللجوء والمهاجرين المتسللين إلى أراضيها بحثا عن عمل.
وقالت المجلة "إن الروهينجيين فى ماليزيا قد لا يحصلون على وظيفة بشكل قانونى ولا لديهم الحق فى التمتع برعاية صحية ولا يحصلون على خدمات تعليمية، كما أنهم أكثر عرضة من المواطنين الماليزيين للاعتداءات من قبيل الضرب أو الاغتصاب أو حتى القتل".
ورأت الإيكونوميست أن حصول الروهينجيين فى ماليزيا على بطاقات اللجوء التى توفر الأمم المتحدة لحامليها نوعا من الحماية، هو أولوية يبنغى أن يتمتع بها هؤلاء الروهينجيون ممن لم يحمل العديد منهم فى حياته أى ورقة يثبت بها هويته.
وعزت المجلة قبول السلطات فى ماليزيا لمهاجرين ليس معهم وثائق تثبت هويتهم، إلى ثقتها فى أن هؤلاء اللاجئين يمثلون مصدرا جيدا للعمالة الرخيصة التى ترضى بالقيام بأعمال يأنف منها المواطنون الماليزيون، إضافة إلى وقوف هذه السلطات على صعوبة تأمين سواحلها البحرية الشمالية مع ميانمار ليس فقط بسبب طول تلك السواحل وإنما بسبب فساد القائمين على خفارتها.
ونبهت المجلة على أن الروهينجيين فى ماليزيا يتعين عليهم أن يساعدوا أنفسهم فى ظل قلة العون الذى تقدمه لهم حكومة ماليزيا.
ورصدت الإيكونوميست تزايد الاهتمام الإعلامى بمأساة الروهينجيا مؤخرا، لا سيما بعد ما شهده شهر مايو المنصرم من رفض الدول المحيطة بهم استقبال قواربهم على سواحلها، حيث باتت كل جهة إعلامية تسعى إلى التقاط صور لهم كما لو كان الروهينجى "سبايدر مان" أو الرجل العنكبوت.
وأكدت المجلة أن واقع حياة هؤلاء الروهينجيين فى ماليزيا يزيد سوءا يوما بعد يوم، كما أن عرْض حكومة البلاد بتقديم تسهيلات بخصوص بعض الخدمات الصحية للروهينجيا من المقرر أن تنتهى مدته خلال الشهر الجاري، إضافة إلى أن تباطؤ النمو الاقتصادى فى ماليزيا قد يدفع السلطات إلى تضييق الخناق على هؤلاء المهاجرين.
لكن رغم كل ذلك، فإن الروهينجيين سيواصلون العبور إلى ماليزيا هربا من الجوع والاضطهاد والعنف فى ميانمار على أيدى البوذيين، بحسب الإيكونوميست التى نقلت عن أحد هؤلاء اللاجئين القول: "نحن لا شيء فى ميانمار، لقد فقدنا كل شيء: كرامتنا وحقوقنا، وحيثما ذهبنا ينظر إلينا الناس كما لو كنا طفيليات".
مجلة "الإيكونوميست" تطالب بحصول الروهينجيا فى ماليزيا على بطاقات لجوء
الثلاثاء، 16 يونيو 2015 03:59 ص
الروهينجيا
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة