ومن جانبه يقول الدكتور عصام الطوخى أستاذ طب وجراحة العيون، إن قطرات العيون، خلال الصيام فى شهر رمضان لا تسبب الإفطار، حتى فى حالة نزولها إلى الحنجرة، لأنها لم تصل بالطريق الطبيعى الذى يأكل ويشرب منه الشخص، بينما تصل عن طريق فتحات القنوات الدمعية الموجودة بالجفون ثم عن طريق الكيس الدمعى، وبعد ذلك إلى تجويف الأنف، وأيضا مراهم العيون لا تتسبب فى إفطار الصائم خلال شهر رمضان.
ومن جانبه يذكر الدكتور عاصم العيسوى أستاذ أمراض الصدر، أن بخاخات الصدر التى يتم استخدامها للأشخاص الذين يعانون من حساسية بالصدر، عند تناولهم بخاخات الإسبراى التقليدية لا تتسبب فى الإفطار، أما بالنسبة لبخاخات البودرة تتسبب فى الإفطار، لأن يتواجد بها اللاكتوز والذى يعد من أنواع السكر، وبالتالى يشعر الشخص بالطعم.
يتابع أنه هناك بخاخات معالجة لحساسية الصدر من البودرة، تكون ممتدة المفعول وتأخذ مرة واحدة فى الإفطار، ويظل المريض طوال اليوم دون أدوية.
وحول هذا تقول الدكتورة إيناس شلتوت أستاذ السكر والغدد الصماء كلية الطب القصر العينى، إن حقن الأنسولين لا تفطر، وذلك بقرار من مشيخة الأزهر، لأنها تؤخذ تحت الجلد ولا تدخل إلى الحنجرة أو مكان الطعام والشراب.
ويتابع د. سمير الأشقر أستاذ جراحة الجيوب الأنفية، أن قطرات الأنف التى يأخذها مرضى الجيوب الأنفية لا تسبب الإفطار، حتى فى حالة وصولها للحنجرة أو بلعها، لأنها يتم بلعها عن غير قصد، ومن الممكن أن تؤخذ بعد الإفطار، ليتجنب الشخص الشكوك التى تراوده أنه أفطر.
وكانت دار الإفتاء المصرية قد أصدرت عدة فتاوى بخصوص تناول الأدوية فى رمضان وأوضحت فيها بعض النقاط ومنها:
حقن الوريد والعضل لا تفسد الصوم حتى وإن كانت للتغذية
أكدت الفتاوى الصادرة عن دار الإفتاء المصرية، أن حقن الوريد أو العضل لا تفطر الصائم إذا أخذها فى أى موضع من مواضع ظاهر البدن، سواء أكانت للتداوى أو للتغذية أو للتخدير، لأن شرط نقض الصوم أن يصل الداخل إلى الجوف من منفذ مفتوح ظاهرًا حسًّا، والمادة التى يُحقَن بها لا تصل إلى الجوف أصلاً، ولا تدخل من منفذ طبَعى مفتوح ظاهرًا حسًّا، فوصولها إلى الجسم من طريق المسام لا ينقض الصوم.
وأمّا الحقن الشرجية فمذهب جمهور العلماء كما أكدت دار الإفتاء أنها مفسدة للصوم إذا استُعمِلت مع العمد والاختيار، لأن فيها إيصالاً للسائل المحقون بها إلى الجوف من منفذ مفتوح، وذهب المالكية إلى أنها مباحة لا تُفطِر، وفى قول آخر عند المالكية إنها مكروهة وبناءً على ذلك: فيمكن تقليد هذا القول عند المالكية لمن ابتُلِى بالحقنة الشرجية فى الصوم ولم يكن له مجال فى تأخير ذلك إلى ما بعد الإفطار، ويكون صيامه حينئذٍ صحيحًا ولا يجب القضاء عليه، وإن كان يستحب القضاء خروجًا من خلاف جمهور العلماء.
● نقط الأنف والأذن تفسد الصوم إذا وصلت للدماغ
الجوف عند الفقهاء كما تشير دار الإفتاء المصرية عبارةٌ عن: المعدة، والأمعاء، والمثانة -على اختلاف بينهم فيها-، وباطن الدماغ، فإذا دخل المفَطِّر إلى أى واحدة منها من منفذ مفتوح ظاهرًا حسًّا فإنه يكون مُفسِدًا للصوم.
ولذلك يجعلون وضع النقط فى الأنف مفسِدًا للصوم إذا وصل الدواء إلى الدماغ، فإذا لم يجاوز الخيشوم فلا قضاء فيه.
وكذلك وضع النقط فى الأذن: مذهب جمهور الفقهاء والأصح عند الشافعية أن الصوم يفسد بالتقطير فى الأذن إذا كان يصل إلى الدماغ، بينما يرى بعض الشافعية أنه لا يفطر، ذهابًا منهم إلى أنه لا يوجد منفذ منفتح حسًّا من الأذن إلى الدماغ، وإنما يصله بالمسامّ كالكحل.
بخّاخة الربوتفسد الصوم
وأكدت دار الإفتاء أن استعمال بخاخة الربو يفسد الصوم، لأنها توصل السائل الذى تحمله على هيئة رذاذ إلى الجوف عن طريق منفذ منفتح وهو الفم، وليس صحيحًا ما يُقال عن أنه مجرَّد هواء وإلا لم يكن علاجًا، فإن الهواء المجرد يتنفسه المريض وغيره.
وعلى ذلك أكدت دار الإفتاء أنه على المريض الذى لا يستغنى عن هذه البخاخة أن يفطر، بل إذا كان يخشى على نفسه الهلاك أن لم يستخدمها طوال النهار فإن الفطر واجب عليه شرعًا حتى لو طال ذلك أو استدام معه، ويجب عليه مع ذلك إخراج فدية وهى أن يُطعِم عن كل يوم مسكينًا، فإذا برئ من مرضه وقدر على الصيام وجب عليه القضاء ولا تكفيه الفدية التى أخرجها قبل ذلك، لأن شرط الانتقال من وجوب القضاء إلى الفدية استمرارُ العجز أو عدم استطاعة الصيام.
● نقل الدم والحجامة لا يفسدان الصوم
وأكدت دار الإفتاء فى فتواها على اتفاق جمهور الفقهاء بأن الحجامة لا تُفسِد الصوم، لأن الفطر مما دخل لا مما خرج، ومثلُ الحجامة فى الحكم نقلُ الدم، فإنه لا يؤثر على صحة الصوم، لكن بشرط أن يأمن الصائم على نفسه الضعف أو الضرر.
فالتبرع بالدم فى نهار رمضان لا يفسد الصيام إلا إذا أدى إلى الضعف أو عدم القدرة على إتمام الصيام فيحرم التبرع بالدم.
ويؤكد الدكتور أحمد حسنى نائب رئيس جامعة اأإزهر، أن الله سبحانه وتعالى أعطانا العديد من الرخص لعدم الصيام كالمسافر والمريض بالأمراض المزمنة.
ويقدم نائب رئيس قسم جامعة الأزهر، الأدوية التى تفطر فى نهار رمضان والأدوية التى لا تفطر، ومنها:
1- الحقن، تنقسم إلى ثلاث نقاط الأول هو الحقن التى يتم أخذها فى العضل، لا تفطر.
أما الحقن التى تؤخذ فى العرق تفطر لأنها تصل إلى الدم مباشرة.
أما الأشخاص المصابون بمرض السكر فمسموح لهم أخذ حقن الأنسولين، لأنها لا تفطر حيث تؤخذ تحت الجلد.
2- البخاخات، اختلف حولها العلماء، ولكن الله سبحانه وتعالى أعطانا العديد من الرخص للإفطار فإذا كنت مصابا بأحد الأمراض المزمنة وإذا كانت ضرورة على صحة المريض أن يأخذها أثناء نهار رمضان، ولابد من أخذها، ولكنها تفطر.