صرح الدكتور أشرف لطيف تادرس رئيس قسم الفلك بالمعهد القومى للبحوث الفلكية والجيوفيزيقية بأن بعد غد الأحد هو اليوم الأطول فى العام حيث يوافق "يوم الانقلاب الصيفى" ، وفيه يبلغ طول النهار أقصاه فى الدول الواقعة فى نصف الكرة الأرضية الشمالى ومن بينها مصر، وتصبح أشعة الشمس عمودية تماما على مدار السرطان وأقرب إلى العمودى على سطح الأرض، وبذلك يحصل نصف الكرة الشمالى على حرارة أكثر من نصفها الجنوبى.
وقال إن شروق الشمس فى هذا اليوم سيكون فى الساعة الرابعة، و٥٣ دقيقة، و٥٩ ثانية صباحا، فيما تتوسط الشمس السماء فى الساعة ١١ ، ٥٦ دقيقة، ٢٩ ثانية ظهرا، وتغرب عند الساعة ٦، و٥٨ دقيقة، و٥٩ ثانية مساء.
وأضاف أنه فى هذا اليوم يصل القطب الشمالى الأرضى أقصى ما يكون باتجاه الشمس، ويتصل الشفق المسائى بالشفق الصباحى فى الأماكن الواقعة فى المنطقة المتجمدة الشمالية ويظل النهار لمدة ٢٤ ساعة لمدة ٦ أشهر وتسمى هذه الظاهرة بظاهرة "شمس منتصف الليل "وتعرف لياليها "بالليالى البيضاء".
وأشار فى - تقرير لوكالة أنباء الشرق الأوسط - عن الانقلاب الصيفى إلى أن فصل الصيف طبقا للحسابات الفلكية التى أجراها علماء المعهد سيستمر حسابيا حتى يوم الثالث والعشرين من شهر سبتمبر القادم كأطول فصل من فصول السنة، مستغرقا بذلك ٩٣ يوما، ١٥ ساعة، ٤٣ دقيقة، وفيه ترتفع درجة الحرارة ويزداد عدد ساعات النهار على ساعات الليل.
وليس لقرب الشمس أوبعدها من الأرض دلالة على شدة الحرارة وانخفاضها، وذلك لأنه بعد فترة من الانقلاب الصيفى تكون الأرض قد وصلت إلى أقصى مسافة لها فى مدارها حول الشمس، فيما تكون أقرب فى الشتاء، والسبب الذى يجعل الحرارة أعلى صيفا هو الوضع الذى تسقط فيه أشعة الشمس على النصف الشمالى للكرة الأرضية، حيث تكون عمودية، أو شبه عمودية على بعض المناطق، وتكون على منطقة محددة من الأرض، وقد اجتازت غلاف جوى رقيق نسبيا، مما يجعلها شديدة الحرارة نتيجة لتشبع الأرض بأكثر من ١٣ ساعة ونصف من أشعة الشمس العمودية، بعكس الشتاء حيث تسقط مائلة وتجتاز طبقات سميكة فى الغلاف الجوى فتكون أقل حرارة.
والشمس فى يوم 21 يونيو تكون فى أقصى نقطة شمالية من خط الاستواء السماوى، الذى يتقابل مع دائرة البروج بزاوية مقدارها 23 درجة و27 دقيقة، وهو الموعد الذى ينتهى فيه فصل الربيع ويبدأ عنده فصل «الصيف»، وهنا تصبح الشمس فى مواجهة القطب الشمالى مباشرة وتسقط أشعتها عمودية ، وقريبة من مدار السرطان فى نصف الكرة الشمالى.
والانقلاب الصيفى يحدث حول يوم 21 يونيو من كل عام يكون موعدا لبداية فصل الصيف، وتكون الدول الواقعة فى نصف الكرة الشمالى لها فترات نهار أطول من فترات الإظلام (بسبب ميل محور الأرض حول الشمس)، أى أن النهار أطول من الليل فى نصف الكرة الشمالى، فيما يحدث العكس فى نصف الكرة الجنوبى أى أن الليل يكون أطول من النهار.
وجرت عادة العرب أن يجعلوا مطالع النجوم بمثابة تقاويم لهم، فجعلوا لكل فصل نجوما معينة ويترافق مع ظهورها حالة جوية معينة، بالرغم من أنه لا علاقة لمطالع النجوم بالحالة الجوية بسبب البعد الكبير للنجوم عن الكرة الأرضية، ولعل السبب الأقرب هو ابتعاد الأرض عن الشمس من منطقة لأخرى فحين يكون الوقت صيفا فى شمال الكرة الأرضية يكون شتاء فى جنوبها.
ويحدث الانقلاب الشمسى مرتين فى العام، حيث يحدث الانقلاب الشمسى الشتوى فى نصف الكرة الأرضية الشمالى يوم 21 أو 22 ديسمبر وفيه تصل الشمس إلى أدنى ارتفاع لها خلال الظهر فوق الأفق، فيما يحدث الانقلاب الشمسى الصيفى حول يوم 21 يونيو فى نصف الكرة الأرضية الشمالى، حيث تكون الشمس فى أعلى ارتفاع لها ظهرا فوق الأفق، وتكون الأوضاع معكوسة بالنسبة لنصف الكرة الأرضية الجنوبى، فبينما يكون الشتاء فى نصف الكرة الشمالى يكون صيفا فى نصف الكرة الأرضية الجنوبى وبالعكس.
بعد غد الأحد "يوم الانقلاب الصيفى" الأطول نهارا فى العام لدول النصف الشمالى من الكرة الأرضية
الجمعة، 19 يونيو 2015 03:41 م
مرصد فلكى ـ صورة أرشيفية