فتعتبر قائمة "other" هى مصدر التحرشات والتعديات الجنسية التى يتبعها بعض مستخدمى موقع التواصل الاجتماعى "فيس بوك"، والتى تصل على هيئة رسائل تحمل كلمات خارجة عن إطار الأدب والأخلاق فتعد "هاى"، و"ممكن نتعرف"، و"أنتى مزة" هى أكثر الكلمات أدبا التى تجدها أى فتاة على هذه القائمة، بينما قد يصل الأمر إلى صور وكلمات جنسية صريحة تعد تحرشا وتعديا على حقوق الفتيات.
ممكن أتعرف لو مفيش مانع
تقول "زينب عبد الله" إحدى ضحايا قائمة "other" هناك العشرات من الرسائل الخارجة عن النص التى ترسل إلى حسابى الخاص على فيس بوك ، والتى تتسبب لى فى حالة نفسية سيئة للغاية لدرجة جعلتنى أتجاهل هذه القائمة تماما.
شخص مجهول يريد التعرف
بينما تقول "ياسمين الشرقاوى" 27 سنة عن كم الرسائل التى ترسل لها يوميا: "لا أستطيع نشر نصوص الرسائل التى ترسل لى يوميا من أشخاص متطفلين يقتحموا خصوصياتنا بصور وكلام جنسى صريح يؤثر علينا نفسيا بشكل سلبى، فأقل ما يمكن أن استقبله محاولات تعرف وإضافة من أشخاص مجهولة بالنسبة لى".
مجهول يأمرها بأن تضيفه حالا
مجهول يتطفل عليها
الكلمة الشهير ممكن نتعرف
فى حين قالت ليلى السنباطى 30 سنة: "أرى من يحاول التطفل على الفتيات سواء بالتعرف أو بتعدى حدود الأخلاق أنه فى الأصل مريض نفسيا، ويستخدم هذه الوسائل التكنولوجية الحديثة فى غير محلها".
بعض الطرق للتسلل للفتيات
قالت منة العشماوى 24 سنة: "المعاكسات والتغزل وطلب الصداقة وحتى الكلمات الخارجة عن الإطار أصبحت أمرا طبيعيا جدا تعودت عليه كل الفتيات، ولا نمتلك سوى أن نغلق هذه القائمة".
أقل أضرار رسائل "فيس بوك"
وعلى الجانب الآخر تعتبر الدكتورة شيماء عرفة، أخصائى الطب النفسى، أن أى متحرش حتى وإن كان عبر الإنترنت ما هو إلا مريض نفسى يعانى من كبت وغريزة جنسية بداخله قد يكون المجتمع وعاداته وقيوده هى السبب فى هذا، لكن هذا لا يعطى له الحق للتعدى على حقوق الآخرين.
وأضافت: "فمن يعتقد أن الرسائل الخارجة أو التى تحتوى على صور أو ألفاظ جنسية تمر مرور الكرام على الفتيات، فهو مخطئ فالأمر يؤثر سلبا على نفسية الفتاة ويترك لديها تراكمات قد تعيقها عن التواصل مع المحيطين بها، أو تجعلها تنغلق على ذاتها متربصة لأى كلمة من أى رجل حتى، وإذا كانت نيته سليمة مما يخلق عندها مع الوقت فوبيا التعامل مع الرجال".
بينما أعادت الدكتورة فدوى عبد المعطى هذه الظاهرة السلبية على المجتمع الذى يرفض الخطأ فى العلن ويتقبله فى السر قائلة: "كم من شاب ظاهره يبرز ويؤكد أخلاقه ومبادئه، لكنه فى الباطن يرتضى على نفسه أن يرسل هذه الرسائل الخارجة لفتيات لا يعرفها بمجرد إرسالها من حساب مجهول لا يكشف هويته الأصلية.
وأضافت: "وهذا إن دل على شىء فهو يدل على العادات الخاطئة التى نكتسبها من مجتمعاتنا المكبوتة جنسيا وغريزيا التى تلقى اللوم على الفرد إذا اخطأ فى العلن، بينما تتجاهل أى مشكلة طالما ظلت فى الخفاء".
وتابعت: "هذا بالإضافة إلى كم الكبت الجنسى والخطوط الحمراء التى يفرضها علينا مجتمعنا من الصغر لمجرد التطرق بالحديث إلى الجنس.. مما يخلق بداخلنا رغبة مكبوتة تريد الإفصاح عن حالها حتى إذا كان ذلك بطرق غير مشروعة".
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة