فؤاد المهندس
«اليوم السابع» تفتح ملف برامج الكاميرا الخفية بعدما أصبحت مثيرة للجدل وغاضبة لبعض الضيوف، لأنها تضعهم فى مواقف محرجة وتسخر من بعضهم من أجل حفنة دولارات يحصل عليها النجوم والمشاهير.
النجم الكبير الراحل فؤاد المهندس كان أول النجوم الذين قدموا هذه النوعية من البرامج عام 1983 واعتمد فى برنامجه على تقديم شخصيات حقيقية من الواقع المصرى وكان يضع المواطن فى موقف محرج وقد حقق البرنامج استحسان الكثيرين لكونه كان يقدم لأول مرة وانضم إليه الفنان إسماعيل يسرى الذى عمل على تطوير شكل الفكرة ليصبح برنامج الكاميرا الخفية أكثر جذبا للمشاهدين، وبعد مرحلة الفنان فؤاد المهندس جاءت مرحلة الفنان إسماعيل يسرى الذى استعان بالكاتب يوسف معاطى فى كتابة وتقديم البرنامج معه وكانت نقلة نوعية فى استخدم تكنولوجيا جديدة والتصوير خارج مصر، فقد صور يسرى ومعاطى فى لبنان عددا من الحلقات وكانت المواقف طبيعية جدا ومضحكة جدا.
أما نجم برامج الكاميرا الخفية إبراهيم نصر فقد أحدث نقلة نوعية فى برامج الكاميرا الخفية وكانت برامجه الخاصة بالكاميرا الخفية تحظى بأعلى نسبة مشاهدة ومازالت شخصياتها محفورة فى أذهاننا حتى الآن مثل «زكية زكريا» و«نجاتى» و«تقاوى» ومن أشهر إفيهات زكية زكريا «بخ» و«حضرتك مرتبط؟» وغيرهما من الإفيهات.
النجم الراحل حسين الإمام استغل علاقاته وصداقاته بكل النجوم وقرر تقديم برنامج يضع فيه زملاءه فى موقف كوميدى مضحك، وكان يتميز الراحل بقدرته الكبيرة على إقناع «الضحية» بأنه ضيف بأحد البرامج الفنية، ومن أبرز برامج المقالب التى قدمها «حسين على الهواء» و«حسين على الناصية»، و«كلام حسين»، و«ماتيجى أقولك»، و«عفاريت حسين». كما استطاعت النجمة نشوى مصطفى من خلال برنامج «نجومنا فى اليابان» أن توهم ضيوفها من النجوم أنها مذيعة يابانية ولا تجيد اللغة العربية فتتحدث بطريقة مضحكة، وبعد حوار طويل تفاجئ الضيف بأنها نشوى مصطفى، ولأن «الماكياج» تم تنفيذه بشكل مميز فكان من الصعب أن يكتشف النجوم أنها نشوى بالرغم من أن بعض الضيوف كانت تجمعهم بها صداقة قوية مثل أشرف عبدالباقى وعلاء ولى الدين وهانى رمزى وأحمد عبدالعزيز.
كما قدم الفنان عمرو رمزى الذى هو فى الأساس مخرج تجربة فريدة من نوعها وهى برنامج (حيلهم بينهم) الذى حقق من خلاله نجاحا كبيرا وشهرة حولته من مخرج برامج لمقدم برنامج لممثل فيما بعد، وكان برنامجه من أكثر برامج المقالب نجاحا فى السنوات الماضية، وكان بوابة التعارف بينه وبين الفنان الشاب عمرو رمزى والجمهور، وقد استطاع رمزى أن يثير غضب كل ضيوفه بالبرنامج مثل غادة عادل وهانى رمزى، إضافة إلى المطرب الشعبى شعبان عبدالرحيم الذى تعامل مع فريق عمل البرنامج وتشاجر مع عدد منهم. بعد نجاح عدد من برامج الكاميرا الخفية وتحولها لوجبة دسمة فى الموسم الرمضانى ظهرت هوجة من البرامج وانتشر كم كبير من برامج الكاميرا الخفية مثل برنامج «بين السماء والأرض» و«فى الهوا سوا» و«فابريكانو» و«بفلوسى» و«الزفة» و«حيلهم بينهم من الآخر» و«الصلح خير» و«الحقونا» و«ادينى عقلك»، وجميعها كانت برامج فاترة بلا طعم واستنساخ من برامج أخرى. جاءت مرحلة الفنان رامز جلال فى تقديم برامج الكاميرا الخفية مستغلا خفة دمه ومقالبه الحقيقية فى بعض زملائه أثناء تصوير أعماله، ولكنه حينما قرر تقديم برنامج ربما يكون موسمه الأول (رامز قلب الأسد) كان بشكل طبيعى وبدون تمثيل، لكن مرحلة ما بعد هذا البرامج كان التمثيل واضحا على الضيوف وكشف بعضهم أنه يكون على علم بالمقلب مثلما صرح الفنان باسم سمرة، ويعتمد رامز وصناع برامجه على فكرة الدفع للنجم، وكلما دفع له أكثر فعل معه ما يشاء، وخير دليل على ذلك حلقة الفنانة آثار الحكيم التى عندما طلبت «فلوس» أكثر ولم يستجيبوا لها رفضت الإذاعة. الناقد الفنى طارق الشناوى قال إن الكاميرا الخفية قالب موجود فى العالم كله، والشعب المصرى أخذ هذة الفكرة وقام بتطبيقها بحرفية شديدة منذ أيام الفنان القدير فؤاد المهندس، وإبراهيم نصر، والكاميرا الخفية وجودها فى الشارع مع الجمهور كان أحد نجاحها فى ذلك الوقت وكان المشاهد مندمجا إليها، لأنه فى لحظة يشعر بأنه هو البطل، بخلاف الوقت الحالى لا يشعر المشاهد أنه فى أى لحظة يشعر بأن تكون هيفاء وهبى على سبيل المثال، ولكن المواطن فى لحظة ما سيكون هو بطل الحلقة، وبالتالى عندما ابتكر الفنان القدير فؤاد المهندس، وإبراهيم نصر كان البطل وقتها هو الجمهور.
وأوضح الشناوى، أن النجم يكون على دراية بما يحدث فيه، ورغم ذلك يستمر فى دخول اللعبة حتى يصل فى نهاية الأمر إلى الأجر الذى اتفق عليه، لاستغلال البرنامج شهرته واسمه المميز.
وتابع الشناوى، أن نوعية هذه البرامج فيها من يجيدها وبها من لا يجيدها، ومن المؤكد أن الفنان رامز جلال ناجح وقوى، لأن أفكاره تعتبر قوية ولديه موهبة لإقناع الضيف والمشاهد بما يقدمه من ترفيه رغم خطورة بعض المواقف على الضيف.
وقالت الناقدة ماجدة موريس، إن برامج المقالب والكاميرا الخفية غير آمنة، لأنها تسبب للمشاهد وبعض الضيوف العنف والإثارة والمشاهد يحتاج للضحك والترفيه فى مثل هذه البرامج .
وأوضحت ماجدة موريس، أن هذه البرامج تلجأ للنجوم، لأنهم الأكثر شهرة من أجل الحصول على إعلانات، واختفت نوعية البرامج التى تنزل الشارع وتصنع مواقف كوميدية مع المواطنين مثلما كان يفعل الفنان إبراهيم نصر فى برنامجه الذى كان يقدم فيه شخصية «زكية زكريا» كان يعتمد على المشاهد والجمهور. وقالت ماجدة، إن برامج رمضان بشكل عام لابد أن تختار ضيوفها من جميع الاتجاهات وليس من صندوق النجوم فقط، فهناك العديد من النجوم من العلماء والصحفيين، ولكن المعلنين فرضوا على صناع البرامج اختيار النجوم فقط.
إبراهيم نصر
ضحايا برامج الكاميرا الخفية من النجوم والمشاهير ..
وقع عدد كبير من النجوم والمشاهير ضحايا لبرامج المقالب التى تم تقديمها على مدار السنوات الماضية ومنهم من يقع بالفعل ضحية لهذه البرامج وبشكل طبيعى وبدون تمثيل ومنهم البعض الآخر الذى يمثل المقلب بالاتفاق مع صناع البرنامج وسيان كان الضيف على علم أم على غير علم هناك مواقف ومقالب مازالت عالقة بأذهان عشاق ومشاهدى ومحبى برامج الكامير الخفية.
من أبرزهم النجمة اللبنانية هيفاء وهبى التى فاجأت المشاهدين فى برنامج «رامز عنخ آمون» بعصبيتها الشديدة بعد تعرضها للمقلب الذى جعلها تتواجد داخل «مقبرة» حيث أصيبت بحالة من الخوف والفزع الشديدين، مما جعل رامز جلال مقدم البرنامج يتوجه إليها بالفندق الذى تقيم فيه ليعتذر لها أمام عدسة الكاميرا.
فى حين وقعت النجمة سيرين عبد النور ضحية برنامج «رامز ثعلب الصحراء» والتى كانت بصحبة زوجها حيث أصيبت سيرين بحالة بكاء هيستيرى وصراخ وأيضا حدثت حالة من الهلع للفنان حسن حسنى عندما تعرض لموقف من مواقف رامز جلال فى نفس البرنامج. فى حين أظهرت الفنانة الشابة آيتن عامر مدى تعاملها على طبيعتها وببراءة شديدة بعد تعرضها لمقلب فى برنامج «من غير زعل» والتى بكت خلال الحلقة بعد استفزاز المذيعة ريهام سعيد لها، كذلك الفنانة أميرة فتحى أصيبت بحالة من الغضب أمام الكاميرا بسبب لنفس «المقلب» وقررت أن تترك الأستوديو خلال التصوير ولن تعود إلا بعد اعتذار ريهام لها أمام الجميع. فى حين كان المطرب سعد الصغير صاحب رد الفعل الأغرب من خلال برنامج «فؤش فى المعسكر» الذى دخل فى نوبة بكاء بعد أن علم أنه مخطوف من قبل إسرائيليين.
ولو عدنا للوراء قليلا سنجد أن الفنان فؤاد المهندس حينما كان يقدم برنامجه (مقالب الكاميرا الخفية) تعرض هو شخصيا لموقف صعب فقد اعتدى عليه العاملون بأحد محطات الوقود حينما تخفى فى زى سائق عربة (كارو) وتوجه لمحطة تعبئة وقود وطلب منه تعبئة العربة (الكارو) فاعتقدوا أنه يسخر منهم فانهالوا عليه بالضرب.
نجوم برامج الكاميرا الخفية يتحدثون
رصدت «اليوم السابع» شهادات وآراء نجوم برامج الكاميرا الخفية حول الشكل الجديد والتطور الذى حدث فى نوعية هذه البرامج، التى ابتعدت عن الضحكة والكوميديا وصناعة المواقف الكوميدية بشكل طبيعى حتى مع الضيوف إلى فكرة ترهيب الضيف، وتخويفه وتقديم ثلاثة برامج حول فكرة واحدة وهى الطائرة، إفلاس فى الأفكار.
فى البداية قال النجم الكوميدى إبراهيم نصر لـ«اليوم السابع»: إن برامج المقالب التى تقدم حاليا يغلب عليها العنف، فالضحك الذى يأتى عن طريق الترهيب والدموع والبكاء وحالة الرعب التى يضع فيها البرنامج النجم لا تضحك ومبالغ فيها جدا، ولذلك أطالب المشاهدين بمقاطعة هذه البرامج لأنها تنجح بسبب الإعلانات التى تأتى عليها.
حسين الامام
وأوضح نصر أنه قدم برامج الكاميرا الخفية لفترة امتدت إلى 12 عاما فى مصر، و ما زالت حتى الآن هذه البرامج حاصدة للنجاحات، فمثلا يقوم الآن طارق نور بإعادة عرض «زكيا زكريا» وغيرها من برامجى الخاصة بالكاميرا الخفية على قناته «القاهرة والناس».
الممثل عمرو رمزى قال لـ«اليوم السابع»: تقمصت شخصية المذيع المستفز أمام 60 نجما ونجمة، والثبات والضغط والاستفزاز المستمر للضيف كان عنصر النجاح لدى، وبالرغم من ذلك فإننى كنت أحاول بقدر كبير أن أحافظ على عدم وجود فرصة للتجاوز مع الضيف، ومن أغرب المواقف كانت من المطرب الشعبى شعبان عبدالرحيم، الذى فاجأنا جميعا بأنه «ماسك مطواة» وأكد شعبان حينها أنها «للتهويش» فقط، خاصة أنه يمشى دائما ومعه مبالغ مادية كبيرة، كذلك النجم الراحل سعيد صالح أصيب بحالة من الغضب الشديد و«حلف بالطلاق» أنه لن يكمل البرنامج، وبالرغم من ذلك أكمل تسجيل الحلقة، وبعدما سألته عن «الطلاق» أكد سعيد صالح أنه طلق زوجته منذ أكثر من 15 عاما، ومن أجمل الحلقات التى لاقت ردود أفعال إيجابية جدا هى حلقة ساموزين وأحمد بدير وخالد سليم.
وعن تطور أفكار برامج المقالب علق رمزى قائلا: «إن المشاهدين يملوا من تكرار الأفكار، فيبحثوا دائما عن كل ما هو جديد، والفكرة الجديدة تجد إقبالا أكبر من قبل المشاهدين، والمؤشر الحقيقى لنجاح هذه البرامج هو «اليوتيوب» والإعلانات، فعن «اليوتيوب» هو المشاهد الحر الذى يستخدمه، فيدخل الشخص ليبحث عبر شبكة الإنترنت على الحلقات، ومن هنا يظهر مؤشر النجاح بنسبة المشاهدات، فى حين تعد الإعلانات المقدمة للبرنامج هو معيار النجاح التجارى.
واستكمل عمرو: كنت من متابعى برامج الكاميرا الخفية أهمهم إسماعيل يسرى وإبراهيم نصر وحسين الإمام، ولم أكن أتوقع فى يوم ما أننى سأقدم برنامج «مقالب».
الفنان منير مكرم أكد لـ«اليوم السابع» أنه لا يوجد مقارنة بين برامج المقالب الحديثة والقديمة، لأن الجمهور يختلف والتوقيت كان مختلفا عن التوقيت الحالى، والمشاهد يحتاج لهذه النوعية من البرامج للضحك والترفيه.
وأشار مكرم إلى أن هذه البرامج تحتاج إلى أفكار جديدة ومتنوعة، وعن نوعية برامج رامز جلال فإنها مختلفة، ولكن مثيرة وبها نوع من الخطورة بالنسبة للضيف ولكن فكرته جيدة، خاصة هذا العام يقوم بتقديم برنامج جديد له «رامز واكل الجو»، فهذا النوع يحمل العديد من التكلفة وشبيه بالبرامج العالمية.
وتابع منير أن عدم وجود كاميرا خفية فى الشارع المصرى جاء نتيجة الظروف التى مرت بها مصر فى الأعوام الماضية والانفلات الأمنى، قائلا: "عندما كنت أقدم برنامج "إدينى عقلك"، كان وقتها لا يوجد انفلات أمنى وأوضاع مصر كانت مستقرة بخلاف وقتنا هذا، والجمهور نفسة كان يستقبل تلك المقالب الكوميدية بحب بعد ما نستفزه أثناء الحلقة ولا يوجد استغلال مادى أو معنوى لعرض الحلقة لأنه كان يشعر بأنه بطل الحلقة عندما يقال له "نذيع ولا منذيعش".
وأضاف منير أن بعده عن تقديم هذه النوعية من برامج المقالب والكاميرا الخفية لتركيزه حاليا فى الدراما التليفزيونية، مشيرا إلى أنه من المحتمل أن يقدم العام المقبل فى الموسم الرمضانى برنامج شبيه "بإدينى عقلك" ولكن يشترط أن يكون إنتاجه مميز.