ولم يكن الإعلان الذى نشرته صفحة "إسرائيل فى مصر" التابعة للسفارة الإسرائيلية لدى القاهرة على موقع التواصل الاجتماعى "فيس بوك" قبل ظهر اليوم الاثنين، جديدا فيما يتعلق بمحاولات استقطاب إسرائيل الدءوبة المستمرة للشباب المصرى، فهناك عشرات من الصفحات الإسرائيلية تبثها تل أبيب بـ"اللغة العربية" منذ سنوات قليلة لترسيخ صورة إيجابية مزعومة عنها داخل ذهن الشباب العربى والمصرى خاصة.
صفحات إسرائيلية باللغة العربية
فما بين صفحة باللغة العربية للمتحدث الرسمى باسم الجيش الإسرائيلى أفيخاى أدرعى، وأخرى لرئيس وزرائها بنيامين نتانياهو، وصفحات أخرى لمؤسسات حكومية إسرائيلية، يقع بعضاً من ضعاف النفوس والمحبطين فى العالم العربى، فريسة لصورة إسرائيل الزائفة، واخبارها المفبركة والتهنئات بالمناسبات الإسلامية المختلفة التى يطلقها أدرعى كوسيلة لاستمالة قلوب الشباب العربى.
استقطاب الشباب المصرى
وتأتى كل تلك الصفحات فى مواقع التواصل الاجتماعى التى تطلقها تل أبيب باللغة العربية لاستهداف الجمهور العربى بصورة عامة والمصرى بصفة خاصة، وتلعب وزارة الخارجية الإسرائيلية وأجهزة الأمن والاستخبارات فى تل أبيب دورا كبيرا فى هذا الشأن، من أجل تأسيس كيان ووجود إسرائيلى بالعربية على مواقع التواصل الاجتماعية، وعلى شبكة الإنترنت بصفة عامة وتجنيد عملاء لها ورصد توجهات الشباب فى المنطقة ومحاولة تحليل أفكارهم.
استخدام السوشيال ميديا للإيقاع بالشباب
وتسعى إسرائيل بشكل ممنهج، لتحقيق أهداف استراتيجية لها، باستخدام تكنولوجيا العصر بعد انتشار "السوشيال ميديا" بدرجة هائلة بين الشباب، وذلك من خلال هذه الصفحات المكثفة التى تبثها باللغة العربية لاختراق الشباب العربى والمصرى وخاصة المحبطين منهم، وإبهار المشاركين فى هذه الصفحات بأن إسرائيل دولة ديمقراطية ومتقدمة وتتميز بالتعددية، وصاحبة تاريخ وحق فى أرض فلسطين.
وتتحدث تلك الصفحات "المشبوهة" الناطقة بالعربية، عن مساعدات إنسانية إسرائيلية فى مجالات عدة لدول العالم النامى خاصة الدول الإفريقية، خاصة فى الطب والزراعة، كما تبث صورا وكتابات عن آثار إسرائيلية "مزعومة" لغرس فكرة أن الأراضى الفلسطينية التى قامت باحتلالها عام 1948 هى أراض إسرائيلية وبالتالى تدمير عقول الآلاف من العرب ممن يشتركون فى هذه الصفحات.
رحلة وهمية لإسرائيل
وكانت آخر هذه الدعوات المشبوهة لاستقطاب الشباب المصرى بصورة خاصة، ما أعلنته السفارة الإسرائيلية بالقاهرة بتنظيم رحلة مجانية إلى إسرائيل للتعرف على إسرائيل.
ودعت السفارة فى إعلانها على صفحتها الرسمية التى تشرف عليها أيضا وزارة الخارجية الإسرائيلية المصريين بأن يتفاعلوا مع الإعلان بتعليقاتهم قائلة: "دعنا نتخيل انها حقيقية فهل ستشارك فى الرحله أم لا؟".
وعقب نشر الإعلان بدأت التعليقات تنهال على الصفحة وكانت المفاجأة، استجابة عدد كبير من الشباب لتلك الدعوة المغرضة، مؤكدين رغبتهم للسفر إلى إسرائيل على الفور، حيث قال أحد المعلقين يدعى طارق جيلو: "مستعد أجى دلوقتى"، فيما قال أخر يدعى محمد سيد: "أكيد"، بينما أكد أخر يدعى على عيسى انه مستعد للسفر إلى هناك قائلا: "هاجى وش".
وقال أحد الشباب يدعى بهاء محمد فى تعليق له: "أكيد طبعا.. إسرائيل دى زيها زينا ومن حقها تعيش فى أمن وسلام"، بينما تساءل آخرون عن كيفية طريقة الحجز وميعاد الرحلة التى تم الإعلان عنها.
ولا تزال التعليقات تنهال على الصفحة حتى كتابة تلك السطور، والتى تعدت الـ250 تعليقا معظمها مؤيد للفكرة ومبديا رغبتهم فى السفر إلى إسرائيل، وهو ما تسعى إليه دولة الاحتلال فى استقطاب الشباب المصرى وإغرائهم للعمل لصالحها فى المستقبل.
طرق أخرى لتودد إلى المصريين
وبجانب استخدام وسائل "السوشيال ميديا" لاستقطاب الشباب المصرى والتودد إليهم للإيقاع بهم، استخدمت دولة الاحتلال الإسرائيلى طريقة أخرى كانت بنشر السفير الإسرائيلى لدى مصر حاييم كورن، تهنئة مصورة منذ عدة أيام بمناسبة شهر رمضان ونشرها على صفحته فى موقع اليوتيوب.
صفحة إسرائيل فى مصر باللغة العربية
صفحة إسرائيل تتكلم بالعربية
صفحة إسرائيل بدون رقابة
وحدة "السايبر" التابعة لجاز "الشاباك" المختصة بتجنيد الشباب
شعار صفة سفارة إسرائيل بالقاهرة
تل أبيب
جانب من تعليقات المصريين على صفحة السفارة الإسرائيلية
دعوة السفارة الإسرائيلية للسفر إلى إسرائيل
السفير الإسرائيلى لدى مصر حاييم كورن