في حديثه اليومى على الفضائية المصرية..

شيخ الأزهر: الصحابى الذى ثبتت صحبته لا يُسأل عن عدالته ولا يحتاج لتزكية

الإثنين، 22 يونيو 2015 09:59 ص
شيخ الأزهر: الصحابى الذى ثبتت صحبته لا يُسأل عن عدالته ولا يحتاج لتزكية الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر الشريف
كتب ــ لؤى على

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
قال الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر الشريف: إن الصحابى الذى ثبتت صحبته لا يُسأل عن عدالته ولا يحتاج لشهادة تزكية؛ لأن عدالته ثبتت له من عند الله، فلا يصح للبشر أبدا أن يبحث عن تزكية الله، فالصحابى صحب النبى -صلى الله عليه وسلم- وهذه الصحبة تعطيه هذه الشهادة بشكل تلقائى.

وتابع الإمام الأكبر أن العدالة ملكة راسخة، ويمكن أن نسميها "طبع ثابت" عند الإنسان، وهذا الطبع هو الذى يمنعه من أن يرتكب الكبيرة، ويحول بينه وبينها، كما يحول بينه وبين ارتكاب الصغائر الخسيسة، ومن الصغائر أن يمزح شخص مع آخر بشكل غير متزن، أو المباحات التى تمس الموبقات، فالرجل الذى يمتنع من تلقاء نفسه من ارتكابها هو رجل عدل؛ لأن الرجل إذا كان عنده هذه الملكة التى تمنعه من الكبائر فإنه سوف يمتنع عن الكذب بالضرورة، وحين يريد أن يكذب لا تطاوعه نفسه فيقول الصدق مهما حصل، فإذًا العدالة هى ملكة راسخة فى النفس تحول دون الوقوع فى الكبائر أو الصغائر الخسيسة.

وأضاف فى حديثه اليومى، الذى يذاع اليوم على الفضائية المصرية قبيل الإفطار، أن الرواية والشهادة مطلوب فيهما العدل، سواء أكان من الصحابة أم من غير الصحابة، والرواية هى أن تروى أخبارًا عن شخص، ولذا يجب أن يكون الراوى صادقا فى هذه الرواية، لأنه سيترتب على كذبه كوارث ومصائب كثيرة، ومن هنا اشترط فى راوى الحديث أن يكون عدلا، حتى يطمئن الناس فى أن ما نقله الراوى قد قاله النبى -صلى الله عليه وسلم- فعلا، وأما الشهادة فتعنى أن يكون الشاهد عدلا لا يكذب فى شهادته.

وبيَّن الإمامُ الأكبر أنه بدون عدالة لا تثبت رواية صحيحة، ولا تصح شهادة، وعرج على قضية معاصرة وهى استيفاء الأخبار بدون تثبت من خلال مواقع التواصل، ومن ثم إدانة بعض الناس بما هو مكتوب على تلك المواقع، ويجعلون من تلك الأخبار قضية صادقة، وراويها عدل، كل ذلك كلام يحاسب ويسأل عنه كاتبه أمام الله يوم القيامة، فالشاهد لا بد أن يأتى بشهادة موثقة بأنه صادقٌ فى خَبرِه، حتى تقبل روايته، وهذا ما يعتمد عليه علم الجرح والتعديل بالنسبة للرواية، ويعتمد عليه القضاء فى طلب التزكية قبل الشهادة، إذًا العدالة مطلوبة فى الرواية والشهادة.

وأوضح أن الصحابى الذى ثبتت صحبته لا يسأل عن عدالته ولا يحتاج لشهادة تزكية؛ لأن عدالته ثبتت له من عند الله، فلا يصح للبشر أبدا أن يبحث عن تزكية الله، فالصحابى صحب النبى -صلى الله عليه وسلم- وهذه الصحبة تعطيه هذه الشهادة بشكل تلقائى، فإذا روى الصحابى حديثًا، أو شهد فى واقعة، فإن روايته تقبل وكذلك شهادته بدون أن أقول من هو؟ وما تاريخ حياته؟ هذه هى معنى عدالة الصحابة، وهذا ما تميز به عن غيره، أما غير الصحابى بدءًا من التابعين حينما يروى أو يشهد، فلا بد من شهادة بعدله قبل قبول شهادته أو روايته، لافتًا إلى أن هذه الميزة لم يأخذها الصحابة بعمل كثير ولا بصلاة كثيرة ولا بصوم كثير ولا بأخلاق حميدة، وإنما هى ميزة منحهم الله إياها؛ لأنه وردت فى القرآن الكريم نصوص قاطعة أن هؤلاء الجمع من حول رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وصفوا بأنهم (رضى الله عنهم) وفى آية أخرى: (ورضوا عنه)، وأن الله أعد له جنات تجرى من تحتها الأنهار، وحقيقة هم يستحقوا أكثر من العدالة، لأن الصحابى الفقير الذى ربما لا يمتلك نعلا يمشى به، ثم يجود بنفسه وبكل ما يملك وعنده استعداد ليراق دمه حفاظا على رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وعلى الدين - يستحق أن تنزل فيه آيات القرآن الكريم لتقرر عدالته.








مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة