أبحاث طبية عالمية تفسر الفوائد الصحية للصوم.. يقلل مستويات الهرمونات التى تسبب السرطان.. ودراسات تؤكد: يمنح الجسم الوقت الكافى لإصلاح عيوبه.. ينشط الخلايا الجذعية ويتخلص من الخلايا المناعية التالفة

صيام شهر رمضان من العقائد الثابتة لدى ما يزيد على مليار ونصف مسلم حول العالم، نظراً لأنه إحدى القواعد الخمس التى بنى عليها الإسلام، المثير أن الكثير من الدراسات والأبحاث العلمية التى نشرت خلال العقود الماضية قد كشفت عن الكثير من الفوائد الصحية للصوم، ونفسر لكم من خلال هذا التقرير السبب الحقيقى وراء هذه الفوائد.

وكشفت دراسة بريطانية حديثة نشرت فى شهر نوفمبر الماضى بالدورية الأمريكية "فاعليات الأكاديمية الوطنية للعلوم" أن صيام يومين فى الأسبوع يحد من سرطان الثدى وأمراض القلب، شريطة عدم الإسراف فى تناول الطعام.

وفسر الباحثون ذلك، مشيرين إلى أن الصيام يحد من مستويات هرمون الأنسولين والليبتين، واللذين يعززان من فرص الإصابة بسرطان الثدى، ويحرق الدهون الخطيرة التى ترفع خطر الإصابة بأمراض القلب والسكتة الدماغية، وكما أن حرمان الخلايا من الطعام لفترات طويلة يمنحها أيضاً الوقت الكافى لإصلاح نفسها ضد التلف والخلل الذى يصيبها، وتصلح وترمم الخلايا التالفة، وهو ما يحد من الأمراض الخطيرة.

ومنذ أقل من عام، كشف المؤتمر الذى عقدته الجمعية الأمريكية للسكرى أن الصيام لمدة تصل إلى 12 ساعة فى اليوم يحمى الإنسان من الإصابة بمقدمات السكرى، ويحد من مقاومة الأنسولين، وكما ثبت دوره فى الحد من مستويات الكولسترول الضار "ldl"، وكذلك خفض وزن الإنسان.

ويرجع ذلك إلى أن الصيام يحفز الجسم للبحث عن مصدر طاقة جديد، ولذا يلجأ إلى تحويل الدهون المختزنة داخل الخلايا، وخاصة الكولسترول الضار "ldl"، إلى طاقة، وذلك حسبما أكد الباحثون.

وكشفت دراسة أخرى أشرف عليها باحثون من جامعة ساوثرن كاليفورنيا الأمريكية أن الصيام لساعات طويلة لمدة يومين أو أكثر يقوى جهاز المناعة، وينشط الخلايا الجذعية بالجسم لتكوين خلايا مناعية جديدة، وكما يحد من مستويات بعض الأنزيمات والهرمونات الضارة، الأمر الذى ينجم عنه الحد من فرص تطور الأورام وتقليل خطر السرطان والحد من أعراض الشيخوخة، وذلك حسبما نشر بالمجلة الطبية "Cell Stem Cell".

وفسر الباحثون ذلك، مشيرين إلى أن الصيام يحفز الجهاز المناعى لجسم الإنسان على استبدال الخلايا التالفة والمصابة بالشيخوخة بأخرى جديدة، لافتة إلى أن الجسم عندما يدخل فى مرحلة الجوع الشديد بسبب الصيام يلجأ إلى توفير الطاقة عن طريق العديد من الوسائل، ومنها التخلص من الخلايا المناعية التى لا يحتاجها، وخاصة الخلايا التالفة والمعيبة.