عام 1972 اغتالت الموساد الأديب الكاتب والصحفى الفلسطينى غسان كنفانى، عن طريق تفخيخ سيارته وهو ما يزال فى السادسة والثلاثين من عمره، وقتلت معه ابنة أخته لميس ذات التسعة عشر عاماً، كان هذا الانفجار كافيًا لإثارة الرعب فى المنطقة اللبنانية كلها، كأنهم كانوا يخشون من أى فرصة لنجاة غسان كنفانى، لما كان يمثله فى كتاباته من نضال وقوف فى وجه الاحتلال الإسرائيلى، الذى قرر أن يتخلص من كل رموز النضال الفلسطينى، حتى أن جولدا مائير كانت قد أصدرت تعليمات بتصفيته إلى جانب وديع حداد، وكمال عدوان، وكمال ناصر، وأبو يوسف النجار، وبسام أبو شريف، وأنيس الصائغ.
كان غسان كنفانى أديباً وصحفياً وفناناً مناضلا بالكلمة والقلم وبالحرف يشهره فى وجه أعداء الإنسانية بحثا عن وطن منشود تفلت من بين يدى أهله فانتهوا مشردين فى بلاد الله حيث عاش غسان فى فلسطين، ودمشق و مات فى لبنان.
قتل الإسرائيليون "غسان كنفاني" لأنه ظل فى كتاباته مشغول بالوطن الضائع يبحث عنه ففى روايته "رجال فى الشمس" والتى تحولت لفيلم "المخدوعون" وصف الفلسطينيين بـ"كانت السيارة الضخمة تشق الطريق بهم وبأحلامهم وعائلاتهم ومطامحهم وآمالهم وبؤسهم وبأسهم وقوتهم وضعفهم وماضيهم ومستقبلهم.. كما لو أنها آخذة فى نطح باب جبار لقدر مجهول".
قتل الإسرائيليون "غسان كنفانى" لأنه قدم شهادة إدانة للجميع الذين سرقوا الوطن والذين لم يقوموا بدورهم وتركوه ينهب ويضيع فأبطال روايته ماتوا لـ"صمتهم"، لأنهم "لم يدقوا جدران الخزان" الموجود فى السيارة وقبعوا محبوسين بداخله، بدا كأنه يقول إن فلسطين ماتت حين غاب عنها الصوت.
كذلك بجانب الإبداع صنع غسان دراسة عن "الأدب الصهيونى"، ونشرتها مؤسسة الأبحاث بعنوان "فى الأدب الصهيونى"، كما عبر عن الأطفال فى قصصه التى نشرها بعنوان "أطفال غسان كنفانى" وكتب فى فن المسرح "جسر إلى الأبد.
موضوعات متعلقة..
رجال الدين والسياسة والشيعة والصوفية يضعون الحلاج على الصليب
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة