لا يعتمد الفنان طارق عبد العزيز فى تجسيد أدواره الفنية على موهبته فقط، بل على دراسة الشخصية جيدا والإلمام بكل تفاصيلها، يعيشها بكل مفرداتها، لتخرج للمشاهد فى صورة حية تحاكى الواقع الذى يجسده خلف الكاميرا، لذلك صدقه الجمهور فى شخصية "مصطفى حليمة" فى مسلسل "عدى النهار" إخراج إسماعيل عبد الحافظ، وهى الشخصية التى أثنى عليه الكاتب الكبير أسامة أنور عكاشة وقت عرض العمل عام 2008، أيضا اجتهد فى تقديم شخصية الكاتب الصحفى الكبير موسى صبرى فى مسلسل "أبو ضحكة جنان"، وأجاد تقديم شخصية "بدير" الرجل الصعيدى فى "موعد مع الوحوش"، ومصطفى النحاس فى "مشرفة رجل لهذا الزمان".
طارق عبد العزيز يعشق التمرد، لذا يقدم هذا العام واحدة من أجمل أدواره وهى شخصية "متولى" فى مسلسل "أستاذ ورئيس قسم" مع الزعيم عادل إمام والمخرج وائل إحسان، هذا الشاب المكافح القادم من الشرقية (يعبر عن فئة كبيرة من المطحونين) متفوق فى دراسته ويحصل على الماجستير فى كلية الزراعة، ونظرا لفساد المؤسسات يتم استبعاده من العمل معيدا بالجامعة، ورفته من المدينة الجامعية، ليؤكد طارق من خلال الشخصية التى قدمها على احترافه تجسيد الشخصيات المركبة، إذ حملت الشخصية حسا مركبا مزج بين "الغلب وعدم القدرة على الانتقام" وأيضا الفكاهة التى استخدمها من باب "شر البلية ما يضحك".
طارق عبر عن فئة حقيقية فى المجتمع، وأظهر المآسى التى تجتاح هؤلاء البشر، برز هذا فى المشاهد التى جمعته بالزعيم عندما تم رفته من المدينة الجامعية وراح يبحث عن مكان يقطن فيه، فلم يجد سوى منزل دكتور "فوزى جمعة" عادل إمام.. فطارق عبد العزيز واحد من الناس استطاع أن يجسد الآمهم وأحلامهم على الشاشة بخفة ظل.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة