ولابن عطاء الله مؤلفات كثيرة ومتداولة منها "الحكم العطائية" التى أفرد كثير من العلماء كتبهم فى تفسيرها، ومن كتبه "التنوير ومفتاح الفلاح وتاج العروس وعنوان التوفيق فى آداب الطريق – شرح بها قصيدة الغوث أبو مدين – ومن كتبه القول المجرد فى الاسم الفرد.
توفى بالمدرسة المنصورية بمصر سنة 709 هجرية ودفن بمقبرة المقطم بسفح الجبل بزاويته التى كان يتعبد فيها وفى كتابه "التنوير فى إسقاط التدبير" أثار إشكالية كبرى حيث رأى بعض الباحثين أن "مفهوم إسقاط التدبير"، دليل على أن ابن عطاء الله السكندرى ينفى قدرة الإنسان على الفعل والاختيار أى يؤمن بالجبر، لكن القراءة المتانيه للكتاب تكشف خطأ هذا القول، وليس فى القول بإسقاط التدبير ما يؤدى إلى أن يقف الإنسان موقف العاجز عن الاختيار لنفسه والعمل فى الحياة، وقال ابن وفاء التفتزانى عن الكتاب، إنهم يهدفون من وراء القول بإسقاط التدبير إلى غاية نفسية يضعونها نصب أعين السالك فى طريقه إلى الله، بالحث على إسقاط تدبيره فى حياته وفى سلوكه بمعنى ألا يكون متطلعًا فى قلق إلى استكناه المجهول من أمر المستقبل، لأن هذا التطلع يترتب عليه إشغال وقته وتعذيب فكره، فضلا عما يتضمنه من منازعة الربوبية ومشاركتها فيما هو من أمرها، وهذا كله يقطعه عن الوصول إلى الله.
وعن مفهوم "إسقاط التدبير" عند ابن عطاء الله السكندرى بين الجبر والاختياريقول الدكتور صبرى محمد خليل، أستاذ بجامعة الخرطوم، يميز ابن عطاء الله السكندرى بين التدبير المحمود والذى يقبله، والتدبير المذموم الذى يرفضه يقول (اعلم أن التدبير على قسمين، تدبير محمود وتدبير مذموم، فالتدبير المذموم هو كل تدبير ينعطف على نفسك بوجود حظها لا لله قياما بحقه،كالتدبير فى تحصيل معصية، أو حظ بوجود غفلة، أو طاعة بوجود رياء وسمعه ونحو هذا، فقد تبين من هذا أن التدبير على قسمين: تدبير محمود وتدبير مذموم: فالتدبير المحمود هو ما كان تدبيرا لما يقربك إلى الله، كالتدبير فى براءة الذمة من حقوق المخلوقين، إما وفاء أو استحلالا، وتصحيح التوبة إلى رب العالمين، والفكرة فيما يؤدى إلى قمع الهوى المردى والشيطان المغوى، فكل ذلك محمود لا شك فيه).
كما أن الدكتور صبرى أكد أن ابن عطاء الله السكندرى قد أقر بالأخذ بالأسباب يقول (اعلم أنه لا ينافى التوكل على الله فى أمر الرزق وجود السبب كما قد أشار إليه رسول الله (صلى الله عليه وسلم) لأنه قال "فاتقوا الله وأجملوا الطلب"، وفى الأسباب فوائد منها: أن الحق سبحانه علم ضعف قلوب العباد وقصورهم عن مشاهدة القسمة، وعجزهم عن صدق الثقة، فأباح لهم الأسباب إسنادا لقلوبهم، وتثبيتا لنفوسهم فكان ذلك من فضله عليهم، والفائدة الثانية أن فى الأسباب صيانة للوجوه عن الابتذال بالسؤال وحفظا لبهجة الإيمان أن تزال بالطلب من الخلق.
موضوعات متعلقة..
"منطق الطير" لـ"فريد العطار".. الصوفية تضعك أمام نفسك "الأنقى"