الإفتاء: إزالة شعر العانة والإبطين للرجال والنساء بالليزر "جائز شرعا"

الأحد، 28 يونيو 2015 05:54 ص
الإفتاء: إزالة شعر العانة والإبطين للرجال والنساء بالليزر "جائز شرعا" إزالة الشعر الزائد - صورة أرشيفية
كتب لؤى على

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
قالت دار الإفتاء المصرية، فى فتوى لها إنه لا بأس بإزالة الشعور التى شُرعت إزالتها "العانة والإبطين" بأى طريقة مباحة غير ضارة، حتى لو كانت الإزالة فيها دائمة أى باستعمال الوسائل الحديثة كـ"الليزر"، بشرط مراعاة الجنس عند فعل ذلك، فيفعل ذلك الرجل بالرجل والمرأة بالمرأة.

وجاء رد دار الإفتاء على سؤال هل يجوز إزالة شعر العانة والإبطين نهائيًّا ببعض الوسائل الحديثة كالليزر؟، كالأتى: "خلق الله تعالى الإنسان مفضلًا على غيره من جنس الحيوان، قال تعالى "لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ فِي أَحْسَنِ تَقْوِيمٍ"، وأباح له الزينة بضوابطها الشرعية، فقال تعالى: "قُلْ مَنْ حَرَّمَ زِينَةَ اللهِ الَّتِي أَخْرَجَ لِعِبَادِهِ وَالطَّيِّبَاتِ مِنَ الرِّزْقِ قُلْ هِيَ لِلَّذِينَ آمَنُوا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا خَالِصَةً يَوْمَ الْقِيَامَةِ كَذَلِكَ نُفَصِّلُ الْآيَاتِ لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ".

وفى السنة النبوية المطهرة نجد ذلك جليًّا في حبِّ النبى- صلى الله عليه وسلم- للتزين، ولما سأله رَجُلٌ: ((إِنَّ الرَّجُلَ يُحِبُّ أَنْ يَكُونَ ثَوْبُهُ حَسَنًا وَنَعْلُهُ حَسَنَةً، قَالَ: إِنَّ اللهَ جَمِيلٌ يُحِبُّ الْجَمَالَ)) أخرجه مسلم.

وتابعت الدار فى الرد على السؤال:كما بيَّن النبى- صلى الله عليه وسلم- أن من الفطرة التى فطر الله الناس عليها، وكان عليها النبيون- عليهم السلام- خصالًا ينبغى أن يأخذ الناس بها، فعنْ أَبِي هُرَيْرَةَ عَنِ النَّبِيِّ-صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: ((الْفِطْرَةُ خَمْسٌ- أَوْ خَمْسٌ مِنَ الْفِطْرَةِ- الْخِتَانُ، وَالِاسْتِحْدَادُ، وَتَقْلِيمُ الْأَظْفَارِ، وَنَتْفُ الْإِبْطِ، وَقَصُّ الشَّارِبِ)) متفق عليه، وأخرج البخارى نحوه عن ابن عمر.

وأوضحت أن من هذا يتبين أن ما سأل عنه السائل، وهو إزالة شعر العانة والإبطين مطلوب شرعًا، أما باقي السؤال، وهو أنه هل من الممكن الإزالة ببعض الوسائل الحديثة؟ فالإجابة أنه جائز، وما ورد فى الحديث من تعيين الطريقة التى يزال بها الشعر ليست مقصودة فى ذاتها، بل هي وسيلة ذُكرت للشائع، أو كمثال للطريقة، وعلى أقصى تقدير يكون المذكور أفضل من غيره، لا أن غيره غير جائز. وقد مثلوا لذلك باستعمال النُّورة، بل قد رُوى ذلك فى بعض الروايات من فعل النبى- صلى الله عليه وسلم، فيُروى عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ: ((أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ إِذَا اطَّلَى بَدَأَ بِعَوْرَتِهِ، فَطَلَاهَا بِالنُّورَةِ، وَسَائِرَ جَسَدِهِ أَهْلُهُ)). أخرجه ابن ماجه، "وَالنُّورَةُ بِضَمِّ النُّونِ حَجَرُ الْكِلْسِ، ثُمَّ غَلَبَتْ عَلَى أَخْلاطٍ تُضَافُ إلَى الْكِلْسِ مِنْ زِرْنِيخٍ وَغَيْرِهِ، وَتُسْتَعْمَلُ لإِزَالَةِ الشَّعْرِ، وَتَنَوَّرَ: اطَّلَى بِالنُّورَةِ، وَنَوَّرْتُهُ: طَلَيْتُهُ بِهَا. قِيلَ عَرَبِيَّةٌ وَقِيلَ مُعَرَّبَةٌ".

ثم إن تعليل العلماء لما ورد فى الحديث بأنه أفضل على أساس أنه يضعف أصل الشعر كما فى نتف الإبط، أو أنه أيسر على الإنسان كما فى حلق العانة، يجرنا هذا التعليل إلى المقصود الأعظم من السؤال، وهو أن الإزالة النهائية تستفاد من كل ما ذكروا من تعليلات وحِكَم، فهى تستأصل أصل الشعر مع اليسر فى الإزالة.

وأشارت أن هناك مدخل لطيف يشهد لما ذهبنا إليه، وهو ما ذكره بعض العلماء عن خصائص النبى- صلى الله عليه وسلم- من كون إبطيه لا شعر فيهما، ولذا ورد لفظ: ((بياض إبطيه)) فى عدة روايات. ومعلوم أنه صلى الله عليه وسلم الكامل فى خَلقه وخُلقه، ولم يخلقه الله تعالى إلا فى الكمال البشرى. فدل ذلك على أن إزالة مثل ذلك من الإنسان مشروع إذا استطاعه الإنسان.

واستشهدت الدار بما قاله السيوطى في الخصائص الكبرى [1 /107، ط. دار الكتب العلمية]: "بَاب الْآيَة فِى إبطه الشريف صلى الله عَلَيْهِ وَسلم، أخْرج الشَّيْخَانِ عَن أنس قَالَ: ((رَأَيْت رَسُول الله -صلى الله عَلَيْهِ وَسلم- يرفع يَدَيْهِ فِي الدُّعَاء حَتَّى يرى بَيَاض إبْطَيْهِ. وَأخرج ابْن سعد عَن جَابر قَالَ: ((كَانَ النَّبِى- صلى الله عَلَيْهِ وَسلم- إِذا سجد يرى بَيَاض إبطَيْهِ)). وَقد ورد ذكر بَيَاض إبطَيْهِ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فِى عدَّة أَحَادِيث عَن جمَاعَة من الصَّحَابَة. قَالَ الْمُحب الطَّبَرِى: من خصائصه صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أن الْإِبْط من جَمِيع النَّاس متغير اللَّوْن غَيره، وَذكر الْقُرْطُبِى مثل ذَلِك وَزَاد: وَأَنه لَا شعر فِيهِ" أهـ.

وأضافت لما تعرض الفقهاء لمسألة معالجة الحمامى- وهو عامل النظافة والزينة فى الحمام العام؛ حيث ورد عن بعض أهل العلم جواز قيامه بإزالة شعر العانة للمتنظف للضرورة. ولا شك أن كشف العورة مرة واحدة للإزالة النهائية أولى من كشفها للحمامى مرات عديدة، وقد يصيب الإنسان المرض أو الوهن أو الكبر فيحتاج إلى الاستعانة بغيره مرارًا.





مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة