ويقع الكتاب فى سبعة أبواب، ويتكلم عن تنزل روحه القدسية وتعاليها فى الحضرات الإلاهية، وعن عظيم شأن سيدنا رسول الله عند الله تعالى، ويتكلم أيضا عن كمال خلقته، وظهور جمالها وجلالها ظاهرا وباطن، وعن تمييز قابليته، وعن تسميته بالحبيب، وعن كيفية التعلق بجنابه والعكوف على بابه، وعن ثمرة ملازمة الحضرة اللطيفة بمعانيها، وأشار إلى الولى الكامل، والبشرى فى رؤية النبى.
والكتاب (قاب قوسين وملتقى الناموسين) تحدث فيه عن الكمال المحمدى حساً ومعنى، مفصلاً الحديث عن محتد روحه وتعاليها فى الحضرات الذاتية وتنزلها فى مجالى الصفات والأسماء الحسنى، وتحدث فيه عن تميز قابليته صلى الله عليه وسلم عن قابلية الموجودات سواه وعن سر كونه حبيب الله، وعن كيفية التخلق بأخلاقه صلى الله عليه وسلم، وغير ذلك من أنوار ملكوتية وأسراره جبروتية.
ويعدُّ عبد الكريم الجيلى، أكثر الصوفية المسلمين رمزيةً فى التعبير، واستغلاقاً فى البيان.. ولا يعنى ذلك أنه كان أقل بلاغةً من الصوفية الآخرين، بل هو بالعكس، واحدٌ من أكثر رجال التصوف تأنُّقاً فى لغته ومعانيه، ويكفيه أنه عبَّر عن علة لجوئه إلى الرمز، بقوله البليغ الآسر فى كتابه (الإنسان الكامل فى معرفة الأواخر والأوائل): مَنْ كان يعقوبىَّ الحزنِ، جَلَى عن بصره العمى، بطرحِ البشيرِ إليه قميصَ يوسف!
ولعبد الكريم الجيلى مؤلفاتٌ كثيرة، شعرية ونثرية. فمن بديع أشعاره قصيدته (النادرات العينية فى البادرات الغيبية) وهى ثانى القصائد الصوفية طولاً بعد تائية ابن الفارض الكبرى. وتقع النادرات فى 540 بيتاً من روائع الأبيات، وقد نشرتُها قبل قرابة ربع قرن، مع مختاراتٍ من شرح النابلسى.
موضوعات متعلقة..
"الفتوحات المكية" لابن عربى: خلاصة فكر وصوفية "الشيخ الأكبر"
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة