طعم الانتظار ربما يختلف من حدث لحدث آخر، ولكن هو واحد صداه فى خفقات الروح، فعندما تعترينا تلك اللحظات التى ننتظر فيها شىء ما يحدث أو شخص ما يأتى ويتأخر الوقت ولا يحدث شىء ولا يأتى الشخص المنتظر حينها فقط ترتبك بداخلنا كل المشاعر ما بين قلق وخوف وحيرة ويأس وربما نحدث أنفسنا قائلين: الشمس لا تشرق مرتين فى يوم واحد.
فعندما ننتظر يتجمد العالم من حولنا وإذا دققنا أكثر لشعرنا أن النبض توقف فى قلوبنا، كل هذا من أجل من ننتظر فهو كإشراقة الشمس تتفتح كل العيون من أجل إطلالتها وإذا غابت نامت خلايا الروح مع مغيبها وتوقفت الحياة، فمن منا لم ينتظر فى حياته شىء ما أو شخص ما، من منا لم يذق ذلك الطعم اللاذع لدقائق الانتظار، من منا لم يستسلم يوما ما لتلك الحاله لينسى بها ومعها كل ما حوله ويتوحد كليا مع طعم الانتظار، وتصبح العيون أسيرة فقط لحدود الشىء المنتظر تبحث وتبحث حتى وإن تعبت تظل تبحث والبعض يختصر كل الكلام على شفتيه لتتوقف المعانى عنده على كلمتين فقط هما "أنا أنتظر".
دقائق الانتظار هى أكثر ما يؤرق عقارب الساعة وهى أيضا أكثر ما يحرك كل شىء ساكن بداخلنا هى دقائق عجيبة لا تعرف السيطرة ثائرة بطبيعتها حتى وإن بدت فاترة، تغير ملامح الكون من حولنا وترسم معانى لم تعرف طريقها من قبل على وجوهنا لا يغرها شىء ولا تهوى غير ذلك الشىء المنتظر، فلديها ميثاقها الخاص الذى كتب بلا حروف ولا تهمه الظروف هو رسم بيانى يتصاعد ويهبط مع كل حركة ترسم على ملامحنا وتختزلها نظرة من نظراتنا.
فإليك يا من تنتظر لا تدع اليأس يهزمك فيوما ما سيأتى من تركك فريسة لعيون الانتظار وربما يعتذر، وإن لم يعتذر لا تندم على ما فاتك وأنت تنتظر فقد اختبرت تجربة فريدة عشت فى دقائقها بقلب حذر..... ولقلبك لا تعتذر.
صورة أرشيفية
اضف تعليق
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة
عدد الردود 0
بواسطة:
حوراء
رائع
الانتضار صعب جدا الانتضار