"جت تكحلها عمتها".. هذه المثل الشعبى ينطبق تمامًا على جماعة الإخوان فى هذا الموقف، فبعدما صدر بيان "نداء الكنانة" الذى ولته الجماعة اهتمامًا كبيرًا جاء على غير ما تمنت الإخوان، حيث توحد موقف أنصار الإخوان ضد هذا البيان، وظهر ذلك فى موقف الجماعة الإسلامية الذى شنت هجومًا شديدًا ضده.
الجماعة الإسلامية تخاطب موقعى البيان لانتقاد موقفهم
وكشفت مصادر داخل الجماعة الإسلامية عن أن الجماعة أرسلت خطابات للشيوخ الموقعة على البيان لانتقاد موقفهم وإظهار الرأى الشرعى فى الموقف المصرى.
وقال أسامة حافظ، القائم بأعمال رئيس مجلس شورى الجماعة الإسلامية فى تعليقه على البيان: "هناك صيحات متصاعدة هذه الأيام تشجع على قتل الشرطة والجيش بدعوى القصاص، متجاهلة أن القتل جريمة شخصية لا يؤخذ بها إلا صاحبها وأن القتل لا يكون إلا بعد تحقيق قضائى وأن يكون صاحبه قادرًا على فعل هذا، وغير ذلك من شروط مع غلبة الظن ألا يترتب على فعله مفاسد أعظم من مصلحة الزجر وهى جميعا شروط يصعب تحقيقها أو ضبطها من شباب قد تغلب حماسته على تقدير هذه الأشياء".
الأحزاب المؤيدة للإخوان تهاجم بيانها
لم يقتصر هجوم الجماعة الإسلامية على هذا البيان، بل رفضته كثير من الأحزاب الإسلامية إن لم تكن كلها حيث هاجمه كل من أحزاب البناء والتنمية والوسط والوطن، ووصفته بأنه دعوة صريحة للعنف، فى الوقت الذى طالب فيه حزب الاصالة السلفى، بألا ترتبط مواقفها من نصرة الحق بأى متغيرات إقليمية أو نحوها.
وقال حزب الوطن السلفى، إنه يرفض العنف بكل صوره وأشكاله من أى طرف تجاه أى طرف مهما كانت الأسباب والدوافع، كما يرفض استباحة الدم المصرى تحت أى مسمى أو سبب، ويرفض إزهاق أرواح المصريين.
كما أعلن حزب الوطن رفضه للشحن وإشعال نار الكراهية بين المصريين، وأعلن رفضه أيضًا التعدى على دور العبادة والاعتداء على المصلين.
وأكد الحزب أن الاعتداء على الأفراد والمنشآت يتنافى مع الانتماء الأصيل لهذا البلد العظيم مصر المحروسة، مشيرًا إلى أن هناك أصابع خفية مدفوعة من الخارج تريد العبث بأمن واستقرار البلاد، وتسعى لإحداث فتنة بين أبناء الوطن الواحد، وهو ما ترفضه كل الأديان وتستنكره كل القيم والأخلاق والمبادئ الإنسانية ولن يقبله أى مصرى أبدًا.
فيما قال حزب الأصالة إنه يرجو من أهل العلم أن يتقدموا الأمة فى بيان الحق دائمًا والدعوة إليه، وألا ترتبط مواقفها من نصرة الحق بأى متغيرات إقليمية أو نحوها.
السلفيون يهاجمون بيان الإخوان
كما شن السلفيون هجومًا واسعًا على بيان نداء الكنانة، مؤكدين وجود مخالفات شرعية به وفقًا لما ذكر فى الكتاب والسنة، وأن الدم كله حرام، مشيرين إلى أن مواقف علماء نداء الكنانة متذبذبة حول ما يحدث للمسلمين حول العالم.
