بدأت قصة الطفلة هنا تراف ذات الـ7 أعوام من مدينة سيدنى، عندما اكتشف والداها إصابتها بورم فى المخ، يناير 2014، حيث خضعت لجراحة لإزالة الورم، لكن الجراحة تركت الطفلة تعانى من حالة نادرة وخطيرة تسببت فى زيادة وزنها إلى 57 كيلوجراما بالمقارنة بـ24 كيلوجراما قبل العملية، بينما تقول الأم أن الآثار الجانبية التى كانت متوقعة قبيل العملية تتراوح بين الإصابة بالعمى أو التشنجات العصبية أو حتى الموت.
وبحسب صحيفة الديلى ميل البريطانية، فإن الجراحة تسببت فى حالة نادرة حيث جعلت الطفلة تشعر باستمرار بالجوع مما دفع والديها لاتخاذ قرار بالسفر إلى مصر لإجراء جراحة تصغير المعدة، بعد أن رفضت السلطات الصحية فى أستراليا إجراء الجراحة نظرًا لصغر سنها، إذ وفقا لقوانين أستراليا فإن هذا النوع من الجراحات التى تعالج نهم الطعام لا تجرى فى سن أقل من 15 عاما.
معدتها مليئة بالطعام لكن عقلها جائعا
وتقول الأم "نعومى كوك" فى تصريحات لصحيفة ديلى تليجراف أستراليا، إن الحالة التى أصيبت بها هنا جعلتها تشعر بجوع دائم حيث يرسل المخ باستمرار إشارات إلى المعدة بالجوع، حيث باتت معدة الطفلة ممتلئة بالطعام لكن مخها جائعا، لافتة إلى أن هذا الوضع ومع زيادة وزنها جعل هنا مكتئبة وغاضبة وتبكى دائما.
ويشير الأب نور طراف "كثيرا ما كانت تذهب للعب وتقول لى: بابا لا أريد أن أفكر فى الطعام"، وباءت محاولات الأب والأم إخضاع طفلتهما لنظام غذائى بهدف تقليل الوزن بالفشل، فلقد داوم الوالدان على إمداد طفلتهما بكميات قليلة من الطعام الصحى جدا وإشغالها فى أنشطة باستمرار لكن هذا لم يجدِ حيث ظل مخها يرسل إشارات الجوع باستمرار للجسم.
هنا لا تأكل سوى بعد سماح والديها
ويقول الأب إن "هنا" طفلة منضبطة جدًا، ولم تكن تذهب لتناول الطعام سوى بعد سماح والديها لها، ويضيف "أحيانا كانت تجلس وتبكى لشعورها بالجوع لكنها لا تقدم قط على فعل ذلك سوى بعد السماح لها"، فيما تقول الأم "لقد قررت وزوجى أنه كفا، وعلينا أن نأخذ ابنتنا إلى الخارج لإنقاذها بعد أن تأكدنا أن بلادنا ليس بوسعها مساعدتنا، على الأقل فى الوقت الحالى مما يعنى استمرار تدهور صحة هنا".
وأشارت الصحيفة البريطانية إلى أن جراح أمريكى، يعمل فى سيدنى، عرض فى وقت سابق من العام، إجراء عملية جراحية لهنا، لعلاج السمنة، لكن القيود التى تفرضها المستشفى والنظام الصحى الأسترالى قضى على آمال العائلة فى إنهاء هذه المأساة، وهو ما اضطرهم للبحث عن بديل خارج بلادهم حيث لجأوا لمستشفى متخصصة للأطفال فى منطقة المهندسين بالجيزة، المنطقة التى ولد فيها أبيها نور طراف.
نتائج مشجعة للعملية
وتقول الأم إن طفلتها أجرت العملية بالفعل فى مصر حيث تسير الأمور بشكل سلس جدا، وتضيف أن الأيام الأولى عقب العملية كانت مشجعة جدًا، حيث لم يبدُ على هنا أعراض الجوع السابقة، مما يعنى تغيير مسار حياتها واستعادة الحياة الطبيعية. وتنتظر عائلة هنا النتائج النهائية للعملية من تقليل الشهية وتناول كميات قليلة جدا من الطعام.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة