ومن أبرز هذه الأسماء كل من كمال الجنزورى رئيس الوزراء الأسبق، وعمرو موسى أمين عام جامعة الدول العربية السابق، والسيد البدوى رئيس حزب الوفد ورجل الأعمال نجيب ساويرس وأحمد شفيق المرشح السابق لرئاسة الجمهورية.
كمال الجنزورى
حاول كمال الجنزورى رئيس الوزراء الأسبق، أن يلم شمل القوى السياسية فى قائمة واحدة وأجرى عددا من الاتصالات بمختلف الأحزاب السياسية والتقى بهم كل حزب على حدة، ورفض الإفصاح عن أى تفاصيل حول القائمة التى يشكلها لوسائل الإعلام أو الأحزاب التى تشارك معه لدرجة أن ثمة خلافا شديدا نشب بينه وبين حزب الوفد بسبب عدم الإعلان عن باقى المشاركين معه، ما اضطر الوفد لعدم القبول بالانضمام لها.
ولم يستطع الجنزورى أن يستمر فى إعداد القائمة التى بدأها وسط اتهامات أطلقتها الأحزاب ضده بسبب وجوده مستشارا اقتصاديا للرئيس عبد الفتاح السيسى، فى الوقت الذى كان يسعى لتشكيل القائمة وبالتالى فإن الاتهامات نالت مؤسسة الرئاسة بأن تعلن أنها بعيدة كل البعد عن أى قائمة على الساحة السياسية.
وبعد ذلك اختفى الجنزورى من المشهد تماما، ولم يعد له أى دور فى الحياة السياسية المصرية ولم يعد يجرى أى اتصالات مع الأحزاب، ورفض فكرة خوض الانتخابات البرلمانية تحت أى ظرف رغم أن البعض طرح اسمه أكثر من مرة للوصول إلى منصب رئيس البرلمان.
عمرو موسى
فشل عمرو موسى الأمين العام السابق لجامعة الدول العربية، فى توحيد الأحزاب والقوى السياسية فى قائمة واحدة فى بداية العام الحالى بعدما حاول أن يجمع الأحزاب والحركات كلها فى بوتقة واحدة رغم اختلاف أيدلوجياتها ورغم نصائح البعض له بعدم خوض التجربة والاكتفاء بالانضمام إلى قائمة بعينها وخوض الانتخابات على رأسها، إلا أنه أصر على المضى قدما نحو إعداد القائمة، ومن ثم فشل فيها.
وتوقف عمرو موسى عن إعداد القائمة وأعلن ذلك فى بيان رسمى صدر عنه ثم ابتعد تماما عن المشهد السياسى، ولم يحضر أى اجتماع للأحزاب ورفض فكرة عودته لرئاسة حزب المؤتمر من جديد - الحزب الذى أسسه عقب ثورة 25 يناير - واستمر فى الاختفاء عن المشهد السياسى حتى الآن، فيما يجرى فقط عددا من المقابلات مع مسئولين فى دول أخرى نظرا لمنصبه السابق فى جامعة الدول العربية.
أحمد شفيق
بينما باتت أرصدة الفريق أحمد شفيق المرشح الرئاسى الأسبق، ومؤسس حزب الحركة الوطنية تهبط فى الشارع المصرى يوماً تلو الآخر، منذ مغادرته البلاد إبان حكم الإخوان، ما اعتبره البعض هروباً من المواجهة وتخلياً عن الوطن فى لحظات صعبة، مروراً بما سُرب من تسجيلات بعدها، انتقد فيها المجلس العسكرى بشكل حاد، الأمر الذى أغضب جزء كبير من محبيه، على خلفية أنهم يدعمونه بالأساس لأنه أحد أبناء القوات المسلحة.
تأسيس "شفيق" لحزب الحركة الوطنية، أعاد روحه بين الشارع المصرى بشكل ما، إلا أن إدارته للحزب من خارج البلاد، إضافة إلى أن المتحكم فى الأمور هو المستشار يحيى قدرى نائب رئيس حزب، فضلاً عن تصريح المرشح الرئاسى الأسبق بين الحين والآخر، أنه سيعود لمصر خلال أيام دون عودة، أفقده جزءا كبيرا ممن اعتمد عليهم "شفيق" فى الانضمام للحزب، الأمل فى عودته، إلى أن استقال عدد من قيادات الحزب مؤخراً.
استمرار هبوط أرصدة أحمد شفيق، بعدما تداولت أنباء بشكل متواصل عن محاولته، بمعاونة عدد من رجال الأعمال والسياسيين، تنفيذ خطة للاستحواذ على البرلمان المقبل، إضافة إلى الأقاويل التى ترددت بين أوساط الرأى العام فى تلك الأثناء، أن علاقته مع الرئيس السيسى ليست على ما يرام، وهو ما جاء بارزاً، حينما أكدت أنباء إعلامية أن النظام أرسل له رسالة حادة مفادها: "لا عودة ولا سياسة".
السيد البدوى
أما الدكتور السيد البدوى رئيس حزب الوفد، فلم تسلم أرصدته هو الآخر من حمى الهبوط فى الشارع المصرى، فرغم أن حزب الوفد هو أكبر وأعرق الأحزاب المصرية، إضافة إلى أنه كان رقماً مهماً فى الحياة السياسية المصرية، منذ بداية الحديث عن الانتخابات، منذ أن ضم "الوفد" له عددا من الأحزاب، فى تحالف واحد حمل اسم "الوفد المصرى"، و كانت له قائمة تحمل ذلك الاسم، إلا أنه ومع ظهور قائمة "فى حب مصر" وبدأت قوة "البدوى" وحزبه ترتبك.
فكان لرئيس حزب الوفد تصريحات هاجم فيها القائمة بحدة، ومنذ ذلك الحين وهناك تراشق مستمر بين عدد من قيادات القائمة والحزب، ما شاب نقاء صورة الحزب أمام الرأى العام، خاصة وقد احتدمت خلافات داخلية فى "الوفد" حينئذ، اعتراضاً على المشاركة بالقائمة عن عدمه، حتى وصل "البدوى" لمفاجأة إعلان عدد من قيادات الحزب سحب الثقة منه بمؤتمر بمحافظة الشرقية، موجهين له اتهامات مستمرة بالفساد المالى والسياسى، وكان أبرزهم فؤاد بدراوى، ما دفع "البدوى" لإحالتهم للتحقيق.
توالت أرصدة "البدوى" فى الهبوط على خلفية ما تم تسريبه له من مكالمات، تهكم فيها على عدد من السياسيين، إلى أن تدخل الرئيس السيسى محاولاً حل أزمة "الوفد" على اعتبار أنه عنصر مهم فى المشهد السياسى، إلا أنه و بعد انتخابات الهيئة العليا للحزب، قرر رئيس حزب الوفد فصل تلك القيادات بعد رفضهم قرار تعيينهم، ما جعل صورة "البدوى" أمام الرأى العام، ليس كالتى ظهر بها منذ بداية إعلان صافرة بدء ترتيبات الانتخابات.
عبد الجليل مصطفى
وفى سياق متصل لرصد هبوط أرصدة الشخصيات الأقوى فى الشارع السياسى، يأتى الدكتور عبد الجليل مصطفى رئيس الجمعية الوطنية للتغيير، واحداً من الذين سقطوا من القمة للقاع، فبعدما كان لـ"مصطفى" بصماته فى ثورة 25 يناير، إضافة إلى جهوده فى لجنة الخمسين، وصولاً لمشاركته فى حملة الرئيس عبد الفتاح السيسى الانتخابية، إلا أنه منذ أن حاول أن يُشكل قائمة انتخابية، وأرصدته تأخذ منحنى الهبوط.
كان عبد الجليل مصطفى دائماً ما يراهن على أن لقائمته دورا فى البرلمان المقبل، حتى سطع نجم قائمة "فى حب مصر" التى خطفت الأضواء من المشهد السياسى، وبعد تأجيل الانتخابات البرلمانية وحالة الركود السياسى التى أصابت المشهد، اختفت قائمة "صحوة مصر" التى كان يراهن عليها "مصطفى" دائماً، حتى أن الدكتور أحمد دراج أحد المتحالفين مع قائمته أعلن تجميد نشاطها، ليختفى بذلك عبد الجليل وقائمته من المشهد.