ونحن فى "الواجهة" وعلى امتداد ثلاثمائة وثلاثين صفحة حافلة بأعلى درجات التشويق والاثارة، كما يؤكد الروائى سعيد سالم فى تقديمه لهذه الطبعة، فتمضى رحلة "ميم نون" من الحياة إلى الموت، وهى رحلة شاقة وعسيرة؛ منوعة بشتى صنوف العذاب والقسوة وأمر الأحزان.
ونحن بمجرد أن ننتهى من قراءة هذه الرواية نجد انفسنا وجهًا لوجه أمام الأسئلة الأبدية: من الخالق؟ ومن الإنسان؟ وما هى الحياة الدنيا؟ وما الآخرة؟ وماذا عن الجبر والاختيار وماهية الوجود الإنساني؟ وما معنى أن تنتهى كل هذه المسائل الملغزة بلغز أكبر منها ألا وهو الموت؟ الرواية مليئة بالرموز الموحية التى قد لا يختلف إثنان على المعنى القصود بأى منها.
والدكتور يوسف عز الدين عيسى لكى يعالج هذه الأفكار الفلسفية الشائكة كان يلجأ دائمًا إلى مزج الواقع بالرمز والخيال، وله نحو مائتى قصه قصيرة وست مسرحيات وثمان روايات، إضافة الى ما يفوق المائة مقال وقد كان من كتاب جريدة "الأهرام" تنشر له صفحة أسبوعية تحت عنوان "من مفكرة يوسف عز الدين عيسى".
وقد نظم الشعر، وكتب الأغنية التى تخللت الكثير من أعماله الدرامية وأهمها: "العسل المر"، وفد اختيرت أعماله ضمن مختارات الإذاعة المصرية وهو بعد فى بداية حياته، ولحنها وغناها كبار الفنانين مثل: عبد الحليم حافظ، ومحمود الشريف وغيرهم، نال جائزة الدولة التقديرية فى الآداب عام 1987
موضوعات متعلقة..
"عشرة طاولة" لـ"محمد الشاذلى" عندما نكون تحت رحمة "الزهر"