كثيرًا ما نسمع فى وسائل الإعلام عن كلمة أسقف متبوعة بلفظة الأنبا، التى يشار لها عند التعامل مع الرتب الكنسية الكبيرة من آباء الكنيسة الأرثوذكسية المصرية، ولكن ما معنى كلمة أسقف؟ ومتى ظهرت الحاجة إلى تعيين الأساقفة أو ترسيمهم وفقًا للفظة الكنسية أيضًا.
الأنبا رافائيل أسقف عام كنائس وسط القاهرة وسكرتير المجمع المقدس، يروى حكاية أول أسقف فى الكنيسة المصرية ولماذا ظهرت الحاجة لترسيم الأساقفة وما مهامهم؟
معنى كلمة أسقف
يقول الأنبا رافائيل، إن كلمة أسقف هى كلمة يونانية مكونة من مقطعين هي "أبى سكوب" وتم تعريبها لتصبح أسقف، ويعنى المقطع الأول الأب أما المقطع الثانى "اسكوب" فيعنى الناظر من فوق، ولا يقصد بالنظر من فوق هى التعالى بل النظرة الإجمالية للأمور من أعلى إلى أسفل، بالإضافة إلى كلمة أب لتصبح الكلمة فى معناها الشامل الأب الناظر من أعلى، وهو مصطلح يجمع بين الأبوة والحكمة، والأبوة فى الكنيسة تفترض البنوة المفروضة على الحر طوعًا فمن لا يستطيع أن يكون ابنًا لن يصبح أبًا، فكل أب كاهن هو ابن للأسقف والأسقف ابن للبابا، والشعب أبناء الجميع.
أول أسقف فى الكنيسة المصرية
ويضيف: ظهرت الحاجة إلى ترسيم الأساقفة في عهد البابا كيرلس السادس، حين قرر ترسيم ثلاثة من الأساقفة العاملين لمساعدته فى إدارة شئون الكنيسة كان من بينهم البابا شنودة السادس الذى أصبح بابا فيما بعد وكان أسقفًا للتعليم، بالإضافة إلى الأنبا صاموئيل وكان يعمل على العلاقات الدولية وأخرج الكنيسة إلى المجتمع الدولى، والأنبا جورجيوس الذى كان مختصًا بالدراسات القبطية، وخلق الأساقفة الثلاثة حالة من النشاط الرعوى والدعوى وساعدوا البابا كيرلس في رعاية شعب الكنيسة وخرج من بينهم البابا شنودة
الأسقفية تتسع في عصر البابا شنودة
ويستكمل: في عصر البابا شنودة الثالث، الذي آمن بفكرة ترسيم الأساقفة، بدأ يرسم أساقفة عمومين في مناطق متفرقة من القاهرة بعد أن اتسعت مساحتها وزاد عدد سكانها وامتدت حدودها لتختلط بمحافظات مجاورة، وهاجر إليها أهل الريف والصعيد، ثم رسم الأنبا موسى أسقفًا عامًا للشباب وهو أسقف الشباب حتى اليوم والذي يقوم بدور كبير جدًا في تلك الأسقفية مع شباب الكنيسة، ويترك أثرًا طيبًا فيهم، مستطردًا: اتساع مساحة القاهرة وسكانها أظهر للبابا عدم قدرته على رعاية شعب الكنيسة بالكامل مع الكهنة فظهرت الحاجة إلى الأساقفة وبدأ البابا شنودة بتقسيم القاهرة فرسم أسقفًا للمعادي وشرق القاهرة، ونجحت التجربة.
الأنبا تاوضروس يقسم القاهرة إلى 11 أسقفية
وتابع، في عهد البابا تاوضروس تبين له أن المناطق الموجود على رأسها أساقفة هي أقل مناطق تحدث فيها مشاكل، فقرر أن يرسم أساقفة لكل مناطق القاهرة وقسمها إلى أحد عشر قطاعًا، لكى يتفرغ لباقى شئونه كبطريرك للكنيسة الأرثوذكسية مثل العلاقات مع الدولة والعلاقات مع المسلمين، وشئون الرهبنة، والشأن الاكليركي وشئون الأحوال الشخصية وغيرها.
وظائف الأسقف
يستطرد: الأسقف العام هو مساعد للبابا ولديه كامل صلاحيات الكهنوت ويرسم شمامسة ويبني كنائس جديدة إذا دعت الحاجة إلى ذلك، ولكن عليه أن يأخذ رأى الشعب في ترسيم كاهن جديد، كما يشرف على مجالس إدارات الكنائس التابعة له، ولا بد أن يستريح ضمير البابا عند ترسيم أسقف جديد لأن الله سوف يسـأله عنه، وعلى الأسقف أيضًا أن يلتفت إلى الرعاية النفسية والروحية والمجتمعية فيخص الفقراء برعايته، ويسد احتياجاتهم ويوزع الخير من الغنى إلى الفقير لأن كلنا أبناء كنيسة واحدة، والفقر ليس ذنبًا ولا عيبًا، وعلى الرعية أيضًا أن يخضعوا للأسقف خضوع الحر، لأن في طاعته طاعة للرب.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة