الأصدقاء الذين يفهمونك جيداً ويحفظون تقلباتك ويعذرون أخطاءك رزق من المولى تعالى، بل أن الصديق اللى بجد تؤول إليه عشرون قيراطا من الرزق والباقى صحة وأبناء ومال وجمال، ليست مبالغة ولكنها حقيقة فى زمن يعج بالحثالة وأصحاب المصالح والشخصيات المعقدة المريضة، فأصدقاؤك بالفعل الطاقة الإيجابية الممتدة لحياتك .
الأصدقاء الصدوقين اللى بجد نادرون فاحمد ربنا على نعمتهم ولا تتوقف كثيراً عمن دونهم وبخر نفسك جيداً فأنت بسببهم عرضة للحسد، فهم نعمة من السماء تنجبهم لنا المواقف من رحم الأيام لنعيش حياة الإخوة ولكن بأسماء مختلفة، قلوب نفتح لهم أسرارنا ننثرها لهم نتبادل الهموم والآمال نفكر سوياً فى المستقبل ونتذكر الماضى.
هم الذين يمنحونك التنفس فى مكان مغلق توفى فيه الكثير، هم الذين نخجل أن نلقبهم بالأصدقاء لأنهم أكبر من ذلك إنهم إخوة وأعمق، هم أوطان صغيرة وجنة الدنيا هم الوجه الآخر من الحب الوجه الذى لا يصدأ أبدا، هم جمالهم ليس فى عمق أو كثرة السنين ولكن بصدق المشاعر، فشكراً على نعمة أصحاب القلوب الدافئة القريبة الواقفون بجوارنا شكراً على عصيهم التى نتوكأ عليها ولا تهترئ، هم دعوات أمهاتنا المستجاية .
لو رأيت صديق جيد المواصفات لكنه طاقة سلبية ابن كئيبة ابتعد عنه فوراً فالحياة قصيرة يا عزيزى لا تحتمل أمثالهم .
وإذا صادفت وضاعة من بعض الأصدقاء لا تجهد نفسك بالتفكير فيمن لا يستحق اطوى الصفحة بمنتهى السهولة أو اقطع الصفحة أو حتى ارمى الكتاب كله .
فمن لا يحسن اختيار الصديق ربما تنقلب الدنيا ضده فكل قرين بالمقارن يقتدى فلو لم يكن هناك اقتران ما كانت نظرة المجتمع له كنظرتهم إليك، كم من أناس ضاعت بسبب صديق سيئ وكم من أحدٍ ارتقى بفكره بسبب صديق طيب خلوق فالأصدقاء كنز يجب علينا استغلاله .
فى النصف الثانى من االثلاثنيات من العمر لا تتطلب المرحلة مزيد من التمثيل والصعبانيات واستمالة الآخرين بل نميل كل الميل إلى الطبيعية والعفوية، بمزايانا وعيوبنا التى نعلمها جيداً تقبلتها حللت أهلاٌ ونزلت سهلاً لم تتقبلها لا يجوز تضييع الوقت معك فلا يغير أحدٌ أحداً ولن يربينا شخص من أول وجديد، فى الثلاثينات نعيش شعورين شعور مراهق يتخبط بطيش وشعور مسن ذاق مر العيش، فإما نتحمل بعضنا على حالنا وإما لا .
لم أبغ من الصداقة يوماً نفاقاً ولا تطبيلاً ولكن صدق القول للمصلحة ولا مانع من الطبطبة هكذا يكون النقد وتقبله أسهل ولهذا كان أصدقائى المقربين أقل من أصابع اليد الواحدة واكتفيت بهم لا أريد زيادتهم ولا خسارة أحد منهم .
وعظتنى نفسى فعلمتنى أن لا أطرب لمديح ولا أجزع لذم وقبل أن تعظنى نفسى كنت أظل مرتابة فى قيمة أعمالى وقدرها حتى تبعث إليها الأيام بمن يقرضها أو يهجوها، أما الآن فقد عرفت أن الأشجار تزهر فى الربيع وتثمر فى الصيف ولا مطمع لها بالثناء، وتنثر أوراقها فى الخريف وتتعرى فى الشتاء ولا تخشى الملامة .
أصدقاء سعداء أرشيفية
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة