محمد خالد السباعى يكتب: كوابيس

الثلاثاء، 09 يونيو 2015 02:03 م
محمد خالد السباعى يكتب: كوابيس شخص نائم - أرشيفية

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لم يكن تركك للواقع بظلمه وهروبك منه بالنوم إلا بحثا جديدا للغوص فى ظلام لا هروب منه، لأنك هذا المرة لم يفرض عليك الواقع ظلمه بل أنك من تنسج خيوط الظلام بعقلك الباطن لتصور لنفسك "كوابيس "....

الليل، وقت النوم لبعضهم، وقت الحب للبعض الآخر، وقت السمر للكثير، ولكن بالنسبة إلى ما هو إلا الوقت الذى استعد فيه لمواجهة كابوسى اليومى، أسرارى التى لا استطيع أن أفصح بها لأى شخص، عيوبى التى فاقت ما امتاز به، عادة ينتهى الكابوس بقتلى ولكن الليلة الماضية كان مختلفا، لقد ظللت مقيدا لساعات ،ثم بدا لى أن هناك شخصا يقترب، لم اكن اعلم انه وسيلتى للهروب من هذا المكان، بعد أن فك قيدى لم ينطق سوى بكلمات مبهمة، باتت وكأنها تعاويذ لا اعلم ماذا كان يقصد بها، ولكنى شعرت بالخوف، بدأت بالهرب، أجرى.... واثناء هرولتى وجدت نفسى عند نقطة البداية من جديد وامامى هذا الرجل، فاسرعت اكثر ولكن للمرة الثانية اعود من حيث بدأت، لم افهم..ان كان يريد بى شرا فلم فك وثاقى وان كان خيرا لم لا يرد ولما يبتسم;كأنه يشعر بالراحة كلما ازددت تحيرا، لم اعد افهم ما يدور حولى، ولم تكن صرختى قد اخترقت الكابوس فقط ولكن منها ما هرب معى للواقع..

أصبحت أهاب النوم لمعرفتى بما سألاقيه داخل هذا المكان، ولكن حتما سأنام وعلى الرغم من خوفى من هذا إلا أننى فى شوق إلى تفسير كل هذا.

هذه المرة لم أكن مقيدا بل أننى طليق ومازال الرجل ينطق بتعاويذه، بل لاحظت أن اسمى قد اندرج فى جزء منها، شعرت بالخوف ولكنه توقف فجاة واقترب منى وقال "إن الراحة تكمن فى الرضا، فإن لم ترضى ستظل تعدو وتعدو ولن تنل من الدنيا غير ما هو مقسوم لك "، وابتسم، هنا علمت انه لم يكن هناك كوابيس قط ولكنها كانت دائما انعكاس لما يدور بداخلى من تخبط وسخط، الجرى بقوة والعودة إلى نفس المكان من جديد حتى التعاويذ التى كان يرددها الرجل كانت دائما كلام سخطى على ما حولى ولكن كانت مختلفة، كان ينطقها بطريقة معاكسة للحروف مما صعب على فهمها، حتى اختيارى للمواقف فى الكوابيس، فى البداية كنت أموت لأنى دائما وبعد الصراع يتملكنى الياس ولكن فى هذا اليوم قد اخترت الطريق، الوسيلة التى تجعلنى ابدأ فى تقبل الامر والرضا بما هو مقسوم لى وصورت هذا بصورة شخص يكون انعكاس لى، بل أشعر أنه سيكون أنا بالفعل ولكن فى لحظة رضا.

الكابوس الأكبر هو عنادك وتحدٍ مثير للشفقة خَلَقته بذاتك لتواجه قدرك وتحاول تغيير ما كتب بيد الرب ولكن أعلم أنه مهما حاولت فانك ستواجه هذا القدر لا محالة وما سيجعل الأمر أسهل هو رضاك به.









مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة