مصنع الكراسى أنشأته الدولة مطلع الخمسينيات
لكن ما لا يعرفه الكثيرون، أن مصنع الكراسى، هو بالفعل مصنع أنشأته الدولة مطلع الخمسينيات من القرن الماضى، يقع فى مدينة إمبابة أمام وزارة الرى، ويطل على نهر النيل، إلا أن سوء إدارته جعلت هذا المصنع مديناً للبنوك، فقامت بالحجز عليه، وهدمه وبيعه، وتقام مكانه الآن أبراج سكنية.
وتحول مصنع الكراسى، إلى أرض خاوية بعد أن قالت الدولة إنه أصبح عبأ عليها، حيث أنه يجلب خسائر كثيرة، وهناك من قال إن تصفية المصنع جاءت لأسباب سياسية ودارت الحكايات والأساطير حول المصنع وما خلف المصنع.
وكعادة الشعب المصرى العظيم أصبحت الشتائم متداولة باستخدام المصطلح الجديد: "خدتك ورا مصنع الكراسى"، وكان هذا المصطلح محصورا فى نطاق إمبابة والوراق إلى أن جاء الممثل أحمد مكى، واستعار التعبير فى فيلم من أفلامه.
العبارة من الحى الشعبى إلى العالمية
وهكذا خرجت العبارة من الحى الشعبى إلى العالمية وتحديدا إلى ألمانيا بعد أن كتبت الصفحة الرسمية لنادى كرة القدم الألمانى بايرن ميونيخ لغريمه "الروسى" باللغة الإنجليزية أنهم "أخذوا روسيا ورا مصنع الكراسى"، وأصبحت الجملة أكثر شعبية خصوصا فى مواقع التواصل الاجتماعى.
رصدت كاميرا "فيديو 7" قناة اليوم السابع المصورة بعض آراء السكان بمحيط منطقة مصنع الكراسى، والشارع الذى يقع خلف المصنع الذى أعطى المنطقة شهرة عالمية ليس بسبب المصنع ذاته ولكن علامات الاستفهام التى خلفها الشارع الغامض خلف المصنع وكل ما يتردد بشأنه، لتزيل الفهم الغامض لدى الكثيرين، عن هذا المكان، لا سيما بعد تكرار ذكره على هذا النحو، فى عدد من أفلام السينما المصرية، وعلى لسان نجوم بارزين، أمثال أحمد حلمى، وأحمد مكى، وغيرهما.
مسجد التقوى خلف المصنع
عندما تجول "اليوم السابع" بالمكان، اكتشف أن خلف مصنع الكراسى، يقبع "مسجد التقوى"، أكبر المساجد بالحى، يتبع لإدارة أوقاف الوراق، اشتكى عاملوه من سوء البنية التحتية، وعدم اهتمام المسئولين، بالرغم من وجود تشققات بالجدران، وكذلك يعانى من قلة الأئمة، حيث لا يوجد إمام ثابت للمسجد.
المواطن محمد أحمد، الذى يسكن فى المنطقة منذ ثلاثين عاما، أكد أن الشارع خلف مصنع الكراسى به مسجد التقوى الذى يعد من أكبر مساجد المنطقة على الإطلاق ويوجد به تحفيظ "قرآن" وكفالة الطفل اليتيم والشارع الذى يقع به المسجد خلف مصنع الكراسى يسمى بشارع مسجد التقوى، واستنكر العبارات التى يروج لها البعض بأن الموبقات تحدث فى هذه المنطقة.
"فرج" أحد مرتادى المسجد، أكد أن الأهالى هم من أقاموا هذا المسجد، بمجهوداتهم الخاصة، وتقام بداخله مقرأة خلال شهر رمضان، مما يدل على انتشار الثقافة الدينية بالمنطقة، كسائر أحياء مصر المحروسة.
وطالب عاملو المسجد، وبعض رواده، وزارة الأوقاف، بضرورة توفير إمام، وعمل كتاب لتحفيظ أبناء المنطقة القرآن الكريم، وتعليمهم صحيح الدين الإسلامى الحنيف، وكذلك عمل صيانة دورية للمسجد.
من جانبه قال صلاح عبد الحميد هاشم، أحد أبناء المنطقة، وخادم مصنع التقوى، إن أهالى المنطقة أناس طيبون يشهد لهم بالصلاح وأعمال الخير، مشيرا إلى أن أهالى الحى يقيمون مائدة إفطار رمضانية كبيرة، كل عام، لإفطار الفقراء والمساكين، نافيا الصورة التى تروج عن المنطقة، مشددا على ضرورة أن يتثبت الناس من هذه الأقوال، قبل ترديدها، مستشهدا بقوله تعالى: "يا أيها الذين آمنوا إن جاءكم فاسق بنبأ فتبينوا أن تصيبوا قوما بجهالة فتصبحوا على مافعلتم نادمين".
مواطن: مايشاع عن مصنع الكراسى لا علاقة له بالحقيقة
وقال ناصر بدوى، يعمل بصحبة الحاج رشاد العربى، الذى يساهم بشكل كبير فى المائدة الرمضانية التى يقيمها أهالى المنطقة، إن كل ما يشاع عن منطقة "مصنع الكراسى" كلام غير صحيح، كما أكد مجموعة من الشباب قاطنى الحى، أن أهالى المنطقة أهل تقوى وصلاح، ولا يوجد بينهم مدمن للمخدرات أو شارب للخمر.
وقال إسلام السيد، أحد سكان المنطقة، :"كل مايشاع عن مصنع الكراسى لا علاقة له بالحقيقة وبقول للناس انزلوا شوفوا بعنيكوا وحسبنا الله ونعم الوكيل فى الظالم".
الحاج عبد الرحيم، أكد أن الكلام والشائعات المغرضة التى تقال عن الحى، كلها فارغة ولا طائل من ورائها إلا تشويه سمعة أهالى المنطقة، مضيفا: "الناس رايحة جاية طول النهار والليل فى الشارع واللى ورا مصنع الكراسى مسجد وعمارات سكنية والأمن مستتب بسبب الآداء الأمنى النشط لقسمى إمبابة والوراق".
وأوضح محمد خادم المائدة الرمضانية، أن المائدة تخدم يوميا أكثر من 600 شخص، مشيرا إلى أن الطعام المقدم يكون فاخرا، عبارة عن طواجن أرز وأطباق سلطة، وفاصوليا ولوبيا وبططاس، وملوخية، مشيرا إلى استهلاك المائدة لشيكارتى أرز يوميا، وكذلك شيكارتى شعرية.
وعلى صعيد آخر، قال المواطن أحمد عبد الغفار إنه مازالت هناك بعض المواقف السلبية التى تحدث بالمنطقة فى الليل، حيث يتم ترويج المخدرات، مطالبا بتوفير سيارة شرطة بالمكان.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة