هكذا واجهت المناضلة الأمريكية اليهودية، راشيل كورى الموت دفاعا عن حقوق الشعب الفلسطينى التى سلبها منهم الاحتلال الإسرائيلى، من خلال دوها كعضوة فى وفد رسمى لـ"حركة التضامن من أجل الشعوب" التى توجهت إلى قطاع غزة أثناء الانتفاضة الثانية.
وصلت راشيل إلى مخيم رفح للاجئين، تاركة جامعتها فى عامها الأخير، وكانت تخصصت فيها بالأمراض العصبية، لتنضم مع وفد من زملائها المناهضين للاحتلال الإسرائيلى.
انضمت راشيل إلى إحدى الأسر الفلسطينية، فاقتربت منهم وأصبحت آلامهم جزءا منها، وأصبحت جزءا من آمالهم فى تحرير أرضهم المحتلة، كان مسموحا لها فى الوقت الذى فرض فيه الحظر على غزة بالخروج من المنزل وممارسة حقوقها بشكل كامل، فى الوقت الذى حرم فيه أصحاب الأرض من ذلك، فازداد كرهها للاحتلال.
كانت راشيل أثناء إقامتها مع الأسرة الفلسطينية ترسل لأسرتها رسائلا حملت كرها وضيق صدرها بحماقات الاحتلال، التى شهدت عليها يوما بعد يوم، وقالت فى إحدى هذه الرسائل:"من السخيف أن حكومتى الأمريكية تدعم إسرائيل، وتعتبر آريال شارون رجل سلم فى الوقت الذى تدمر فيه الجرافات الإسرائيلية البيوت الفلسطينين وتستولى على مواردهم الاقتصادية يوما بعد يوم".
وقامت راشيل أثناء فترة إقامتها بغزة أيضا، بعدة لقاءات صحفية عبرت فيها عن معاناة الشعب الفلسطينى وطالبت فيها برفع الظلم عن المدنيين هناك، منتقدة الحكومة الإسرائيلية وسياستها، فأثارت تصريحاتها غضب الإسرائليين.
بعد مقتل راشيل كورى، رفعت عائلتها دعوى قضائية تتهم فيها إسرائيل بتعمد قتل ابنتها، فيما أعلنت المحكمة الإسرائيلية فى عام 2005، عدم مسئوليتها عن مقتل الفتاة والذى تم خلال فترة حرب، بالإضافة إلى استعانتها بشهادة سائق الجرافة الذى تبرأ من فعلته، زاعما أنه لم ير راشيل أثناء مرورها أمام الجرافة، فيما تم تجاهل شهادات زملائها وكل من شهدوا الواقعة والذين أكدوا استهداف سائق الجرافة لراشيل، وبعد براءة المتهم، نظمت العديد من الوقفات الاحتجاجية التى وصفت الحكم بـ"العنصرى".
وكتبت راشيل فى رسالتها الأخيرة إلى عائلتها الأمريكية أن أى عمل أكاديمى أو أى قراءة أو أى مشاركة بمؤتمرات أو مشاهدة أفلام وثائقية أو سماع قصص وروايات لم تكن لتسمح لى بإدراك الواقع هنا، ولا يمكن تخيل ذلك إذا لم تشاهده بنفسك.
موضوعات متعلقة
..- أفكار قتلت أصحابها.. الحكمة قتلت سقراط بالسم بعد اتهامه بالهرطقة
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة