الإمارات "تلقح السحب" صناعيا للحصول على الأمطار

الجمعة، 17 يوليو 2015 07:00 م
الإمارات "تلقح السحب" صناعيا للحصول على الأمطار أمطار - صورة أرشيفية
كتب مؤنس حواس

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
افتقارها للمياه العذبة جعلها تسعى للاستفادة من كل قطرة ماء موجودة فى مختلف أرجائها، سواء فى الأراضى أو حتى فى السماء، حيث تسعى الإمارات حاليا إلى الاستفادة من مياه السماء من خلال تقنية تقوم على تلقيح الغيوم من أجل "الاستمطار"، وذلك لسد جزء من احتياجاتها من المياه.

الإمارات تفتقر للماء العذب

وتعتبر الإمارات واحدة من بين الدول العشر الأكثر فقرا بالمياه العذبة فى العالم، حيث يبلغ معدل هطول الأمطار بها حوالى 78 ميليمترا فى السنة، مقارنة بـ1220 ميليمترا فى بريطانيا على سبيل المثال، بحسب أرقام البنك الدولى.

فكرة عمل التلقيح الصناعى

ووفقا لما نشرته شبكة وكالة فرانس برس العالمية فإن هناك مجموعة من علماء الطقس الموجودين فى أبوظبى يراقبون تحركات السحب، كما يقومون أيضا بتعليم قادة طائرات التلقيح الموعد المناسب لهذه العملية، وذلك لضخ الأملاح، وهو الأمر الذى يزيد من احتمال هطول الأمطار، حيث تقف طائرة تعمل بمحركين مروحيين جاهزة للتحليق باتجاه الغيوم فى مطار العين الصحراوية.

أما عن حمولة الطائرة فهى عبارة عن عبوات من الأملاح يتم ضخها فى الغيوم المحملة بنسب عالية من الرطوبة لزيادة التكثيف المائى وتشكيل المطر.

ومن جانبه قال "مارك نيومن" نائب قائد الطيارين فى مركز "الأرصاد والزلازل"، إنهم ما أن يرصدوا تشكلا للسحب الدافئة المحملة بالرطوبة فإنه يتم إرسال قائدى الطائرات فى مهام استطلاعية، وذلك لمحاولة "تلقيح الغيوم"، مشيرا إلى أن فصل الصيف يعتبر موسم الذروة لهذا النوع من النشاط.

فصل الصيف هو الأنسب لتلقيح الغيوم

وأوضح أنه خلال فصل الصيف تتشكل الغيوم فوق سلسلة جبال "الحجر" شرق البلاد وسلطنة عمان، والتى تشكل حاجزا يعكس صعودا تحرك الرياح الدافئة التى تهب من خليج عمان، مضيفا أن الطيار يحدد عند استطلاعه قاعدة سحابة فى طور التشكل عدد عبوات الاملاح التى ستضخ فى الغيمة بحسب قوة التيار الصاعد، مشيرا إلى أنه ليس بالضرورة أن تؤدى كل عملية تلقيح إلى سقوط المطر، لكن هذا ما يحدث فى الكثير من الأحيان.

بدائل الإمارات لتوفير المياه

وقد لجأت الإمارات بشكل أساسى إلى تحلية المياه، وذلك لملاقاة حاجاتها المتزايدة من المياه بسبب النمو الاقتصادى السريع والتدفق الكبير للوافدين الأجانب، حيث تنتج الإمارات 14% من المياه المحلاة فى العالم، وهى ثانى أكبر منتج للمياه المحلاة بعد السعودية، فهى تمتلك 33 محطة لتحلية المياه والتى تؤمن 42% من حاجاتها، بحسب تقرير لوزارة المياه والبيئة عام 2013.

وفى نفس الوقت فإن المياه الجوفية تحتل نصيب الأسد بنسبة تصل إلى 44% من المياه المستخدمة ما يشكل ضغطا كبيرا على المخزونات الوطنية، فى حين تشكل المياه المبتذلة والمعالجة 14% من المياه المستخدمة فى البلاد، والتى تستخدم بشكل خاص لرى المساحات الخضراء والحدائق.

تكلفة الاستمتطار أقل من تكلفة تحلية المياه

فيما قال "عمر اليزيدى" رئيس الأبحاث فى مركز الأرصاد والزلازل، إن تكلفة "الاستمطار" أقل بكثير من تكلفة تحلية المياه، مضيفا أن هناك أمطارا هطلت خلال أربعة أيام فى 2010 ساهمت بسقوطها عمليات تلقيح للغيوم، كان حجمها يوازى تسع سنوات من الإنتاج فى محطة تحلية واحدة فى أبوظبى.

وأوضح قائلا: "هذا يدل على أن هناك كميات كبيرة من الأمطار التى يمكن الاستفادة منها.. إنه مصدر لا يمكن تجاهله"، وذكر أن الدراسات تظهر بأن تلقيح الغيوم يمكن أن يزيد كمية الأمطار بما يتراوح بين 5 و70%، بحسب نوعية الغيوم.

دول تستخدم أسلوب التلقيح الغيوم

الجدير بالذكر أن منتجعات التزلج فى ولاية كولورادو الأمريكية تستخدم تقنية التلقيح لزيادة منسوب تساقط الثلوج، أما الصين فقد لجأت إلى تلقيح الغيوم للاستمطار قبل وصولها إلى منطقة الألعاب الأوليمبية، وذلك لضمان طقس من دون أمطار خلال الألعاب عام 2008، وتبحث الإمارات أيضا عن سبل لجمع مياه الاستمطار التى تهطل على الأرض، بدلا من أن تتبخر بسرعة أو تنجرف إلى البحر، وكانت الإمارات قد بنت فى وقت سابق مجموعة من السدود لتخزين المياه التى تتدفق فى الوديان بعد سقوط الأمطار.

وتمتلك الإمارات 130 سدّا بقدرة استيعابية تقدر بـ120 مليون متر مكعب بحسب أرقام رسمية، وقال رئيس مركز الأرصاد والزلازل عبد الله المندوس: "لا نريد أن نضيع قطرة مياه واحدة".








مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة