نقلا عن العدد اليومى..
هذه الكوكبة من صناع البهجة والنقد والضحك.. اليوم اخترنا بعض أعمال كبار رسامى الكاريكاتير الكبار الذين رحل بعضهم ولا يزال الآخرون يمتعونا برسوماتهم التى تبدو فى جملها معاصرة.
الرسومات تقول لنا عن قضايانا لم تختلف كثيرا، وأيضا تخبرنا بأن الشعب المصرى يستمر فى حياته ينتقد ويسخر ويعيش ويواصل حياته وينتصر على ما يواجهه من تحديات.
فى هذا الملف الذى نقدمه فى العيد مختارات من رسومات كبار الرسامين، الذين رسموا ضحكة مصر فى كل حال، فى الفرح والحزن فى الشارع والمكتب، ناقشوا كل القضايا البسيطة والعميقة، السياسة والاقتصاد والغلاء والرجل والمرأة، نفس الكلام والقضايا نفس الهموم. العباقرة الكبار أحمد حجازى، بهجت عثمان، محىى الدين اللباد، محمد حاكم، مصطفى حسين،ممن رحلوا، ومن المعاصرين اخترنا جمعة فرحات وسمير عبد الغنى ممن يواصلون بإخلاص رحلة الرسامين العظام الذين قدموا مصر بكل عمق وبساطة، وحولوا أكثر الموضوعات تعقيدا إلى لوحات تنطق بالسخرية.
كان الرسامون الكبار ينتقدون ما يجرى وما يقع من أخطاء ويعبرون عن هموم الناس، وينتقدون الأفكار الخاطئة ويروجون دائما للبهجة، حتى فى أكثر اللحظات ألما.
سنجد لدى كل من الرسامين طعما خاصا يختلف عن غيره، لكنه يظل ضمن المواهب المتفجرة، فأحمد حجازى فنان البساطة العميقة، وبهجت عثمان ناقد سياسى واجتماعى، ومحيى الدين اللباد الريشة المثقفة التى تجمع العمق مع البساطة. ومحمد حاكم القادر على تقديم الابتسامة من الحركات الصامتة. وصلاح جاهين كان جامعة متكاملة للبهجة والضحك، بالرغم من أنه كان يحزن كطفل ويفرح كطفل. ومصطفى حسين الريشة التى ترجمت أكثر لحظات الحزن والفرح.
أما معاصرينا مثل جمعة فرحات، وسمير عبد الغنى، كل منهما نافذة فى السخرية والرسم المعبر، جمعة الأسطى الكبير، وسمير الطفل المشاغب.
نكتشف مع كبار الرسامين أن السخرية جينات مصرية، فنحن بداية خلق الضحكة، حتى وإن لم نكن نحمل شهادة بذلك من معابد ومقابر وأثار المصريين القدماء، والشعب الذى بنى حضارة بهذه الدقة، لم يكن له أن يحققها إلا بالصبر والضحك.
وتعبر المختارات التى نقدمها عن رحلة تمتد لخمسين عاما تعد من أخصب الفترات وأعمقها، ونكتشف كيف أن الهموم واحدة والريشة متعددة.
ضحكة المصريين ثائرة ناقدة صادقة صابرة، نحن أمام تنوع ضحكات المصريين هو انعكاس صادق لتنوع وثراء المجتمع المصرى، وهو الدرس الأهم، ستجد على صفحاتنا ضحكة فيلسوفة ناضجة لفنانين أساتذة كبار فى فن الكاريكاتير يرسمون البهجة، ويثيرون الخيال ويشرحون بدقة، من غادرنا وترك لنا التفكير فى الرسمة ومنهم من لا يزال يمتعنا رافعا راية من سبقوه، وتعيشى يا ضحكة مصر.
حجازى.. عبقرية البساطة العميقة
ولد الفنان الكبير أحمد حجازى فى الإسكندرية 1936 لأب كان سائق قطار، عاش بداية عمره فى طنطا، أنهى تعليمه الثانوى والتحق بكلية الفنون الجميلة، والتى رشحه لها الكاتب الكبير أحمد بهاء الدين، وعمل ضمن الكتيبة المؤسسة الأولى لمجلة صباح الخير، والتى كانت ترفع شعار مجلة القلوب الشابة والعقول المتحررة، وظل يرسم بصباح الخير إلى أن قرر التفرغ لرسوم الأطفال كنوع من أنواع الاحتجاج على تردى الأوضاع فى مصر، لعب القطار دورا كبيرا فى تشكيل وجدان حجازى، فكان كلما ركب القطار مع والده سائق القطار رأى مصر كلها من نافذته بكل متناقضاتها كانت من أهم شخصياته تنابلة السلطان فى مجلة سمير للأطفال.
كان حجازى هو فنان البساطة العبقرية ويمتلك قدرة هائلة على تقديم لوحات تنطق بالبهجة وتعبر عن أكثر الأفكار تعقيداً بكل بساطة.
اعتزل حجازى فى سنواته الأخيرة وسافر ليقيم فى طنطا لكنه سيبقى ملهما للكثير من أجيال الساخرين.
بهجت.. مدرسة فى اكتشاف البهجة فى عمق المرارة
بهجت محمد عثمان، من مواليد حى بولاق ولد عام 1931 وتوفى عام 2001، دفع ثمنا باهظا لموقفه السياسى من الرئيس الراحل أنور السادات، وكافنت ريشته فى قمة التألق أثناء هذا الموقف السياسى، فرسم جمهورية بهجاتيوس فى سلسلة كانت غاية فى الابتكار، وكذا غاية فى الحدة، عمل بداية تخرجه مدرسا فى إحدى المدارس الخاصة بالمنصورة، بعدها عمل بدار الهلال واهتم بالأعمال السياسية التى رفضت لمرارة محتواها، ثم انتقل إلى روز اليوسف التى قبلت أعماله رغم محتواها ثم إلى جريدة المساء، ثم عاد مرة أخرى إلى روز اليوسف لينضم مرة أخرى إلى فريق ساهم فى نجاح مجلة صباح الخير، وبعد عودته من منفاه عمل لدى جريدة الأهالى المعارضة.
كما استمر فى روز اليوسف وكان قادراً على تنشيط الأفكار العميقة وتحويلها إلى نقد اجتماعى وسياسى، فضلاً عن قدرته على استخراج البهجة من عمق المرارة.
محيى الدين اللباد. كيف يحول الرسام الأفكار السياسية إلى سخرية مبسطة؟
من مواليد عام 1940 وتوفى عام 2010 وهو فنان تشكيلى متخصص بالجرافيك، وتخرج فى كلية الفنون الجميلة بجامعة القاهرة عام 1962 وعمل بالعديد من المجلات قبل تخرجه ثم بعدها عمل رساما ومؤلفا لكتب الأطفال فى مجلة سندباد التى أصدرتها دار المعارف، كما شارك فى تأسيس العديد من المجلات والصحف، كان آخرها جريدة البديل اليسارية، وصدر له العديد من الكتب فى مصر وبلدان عربية أخرى، وقدم للمكتبة العربية العديد من الكتب، كما عمل مديرا فنيا ومصمما للجرافيك. وكان له قدرة على تحويل الأفكار السياسية الكبرى والعلاقات السياسية إلى رسوم واضحة ومعبرة.
وقد كان لدى محيى الدين اللباد موهبة خاصة فى التصميم الداخلى للكتب لدرجة أنه أعاد تصور المثقفين عن الكتب، فضلا عن الاهتمام الخاص بالتاريخ للكاريكاتير فى مصر والعالم من خلال شلسلة «نظر» التى قدم فيها أصناف فنون الرسم.
مصطفى حسين.. موهبة تحويل الفكرة إلى طلقة من الضحك
ولد فى 7 مارس 1935 صاحب أشهر الشخصيات الكاريكاتورية فى تاريخ الكاريكاتير، وتحولت شخصياته إلى العديد من المسلسلات التليفزيونية، بدأ حياته بدار الهلال، وانتقل إلى المساء، ومنها إلى أخبار اليوم عام 1974، فاز عن أعماله بجائزة الدولة التقديرية ونوط الامتياز، عمل رئيسا لتحرير مجلة الكاريكاتير التى ساهم فى تأسيسها مع آخرين من فنانى الكاريكاتير، قام بتصميم وسام نجمة سيناء، كما شغل منصب نقيب التشكيليين فى مصر، تم اختياره كأحسن رسام صحفى عام 1980 من خارج مجلة صباح الخير المهتمة بالكاريكاتير.
وكوّن مع الكاتب الساخر الراحل أحمد رجب ثنائيا عبقرياً يعبر عن كل ما هو مصرى من السخرية والضحك، وكان يحول بريشته الأفكار إلى حلقات من الضحك.
محمد حاكم.. البهجة الصامتة والسخرية بدون كلام
سودانى الأصل، مصرى المولد والنشأة والممات، ولد فى أنشاص بمحافظة الشرقية، وتخرج فى كلية الفنون الجميلة عام 1958 وعمل فى الصحافة قبل تخرجه وتميز بخطوطه القوية الساخرة، قبل تخرجه عمل بمجلة العربى الكويتية لفترة طويلة، وعاش هناك قرابة 28 عاما ساهم فى تأسيس مجلة الكاريكاتير مع مصطفى حسين وآخرين، كما سبق وساهم فى تأسيس مجلة الأطفال «كروان»، نال جائزة مصطفى أمين كأحسن رسام عربى، وصف فى أوساط المهتمين بالكاريكاتير فى العالم باعتباره علامة مميزة من مصر. وكان قادراً على تقديم أكثر الأفكار عمقاً بدون كلام
صلاح جاهين طفل متعدد المواهب.. شاعر رسام يحول كل لحظة إلى كائن حى من البهجة
نشأ جاهين فى حى شبرا، والده هو المستشار بهجت حلمى الذى تدرج فى القضاء حتى صار رئيسا لمحكمة استئناف المنصورة، ورغم بداية دراسته الجامعية فى كلية الفنون الجميلة فإنه تركها ليدرس الحقوق، عمل بروز اليوسف ومجلة صباح الخير، وانتقل بعدهما إلى العمل بجريدة الأهرام، وإلى جانب أنه رسام كاريكاتير بارع فإنه برع أيضا فى كتابة الشعر والتمثيل فنال بحق حب واحترام المصريين الذين أطلقوا عليه الفنان الشامل، كتب العديد من سيناريوهات الأفلام السينمائية الشهيرة، مثل «خللى بالك من زوزو» و«أميرة حبى أنا» وكانت أهم وأكبر أعماله الشعرية والتى تخطت الأرقام القياسية فى توزيع الهيئة العامة للكتاب هى الرباعيات والتى تم تحويلها لعمل فنى كبير احتفت به كل طبقات مصر ولحنها سيد مكاوى، وغناها على الحجار، وسيظل جاهين متعدد المواهب والاهتمامات كتنوع مصر التى عشقها وتحمس لكل انتصاراتها وأوجعته انكساراتها.
كان صلاح جاهين موهبة استثنائية، طفلاً متعدد المواهب رسام شاعر كاتب سيناريست ممثل، يحول كل لحظة إلى كائن حى من البهجة والضحك، ومع أنه كان يحمل الكثير من الهموم كان متفجراً بالبهجة.
جمعة فرحات.. السخرية الرائقة واستيعاب للحس الشعبى مع عمق وتنوع
جمعة فرحات مواليد 24 إبريل 1941 فى القاهرة، حاصل على بكالوريوس التجارة عام 1964 وهو نفس العام الذى التحق به بمؤسسة روزاليوسف، بدأ نشر أعماله فى مجلة روز اليوسف، ثم صباح الخير، وعمل بها على مدى 35 عاما. يرسم لجريدة الأهرام بمطبوعاتها المختلفة، ونشرت أعماله بعدة صحف منها الأحرار والوفد والعالم اليوم والأهالى والفجر، وحالياً ينشر فى الأهرام.أحب أعمال صلاح جاهين وبهجت عثمان رسام صباح الخير، ويوضح أنه معجب برسوم أستاذيه هذين لمضمونها أكثر من خطوطها، لا سيما تنوع صلاح جاهين وخفة دمه واتساع دائرة وعيه السياسى والثقافى، وتتميز أعماله بالقدرة على التعامل مع الحدث اليومى بسخرية رائقة، واستيعاب للحس الشعبى مع عمق وتنوع. تجاوز جمعة فرحات محليته إلى العالمية، ونشر رسومه فى أنحاء العالم، لا سيما فى صحيفة «هيرالد تريبيون» الأمريكية، ويوميورى اليابانية، ويقدم برنامجه التليفزيونى «جمعة كل جمعة» أسبوعيا يتناول فيه الرسوم الكاريكاتيرية المنشورة بالصحف الأجنبية بالشرح والتحليل، حاصل على جائزة على ومصطفى أمين، كذلك جائزة نقابة الصحفيين مرتين عامى 1986 و1989.
- اشترك فى عدد كبير من المعارض المحلية والدولية.
- أصدر كتابين لرسومه الكاريكاتيرية.
سمير عبدالغنى.. الضحكة الطفولية.. والسهل الممتنع
سمير عبدالغنى إبراهيم مواليد 1967 بالإسكندرية، عمل بالعديد من الصحف كان أبرزها جريدة العربى الناصرى، والتى كانت تشارك رسومه أبرز كتابها الساخرين والسياسيين، وانتقل بعدها لجريدة الكرامة لتصبح ريشته الساخرة إحدى أهم سمات الجريدة لفترة طويلة، شارك برسومه فى العديد من أبرز الصحف المصرية والعربية، مثل كاريكاتير وروزاليوسف وأخبار الأدب والبورجرية، حصل على العديد من الجوائز أهمها جائزة الصحافة المصرية فى الكاريكاتير من نقابة الصحفيين عام 2007 وقام بإعداد فيلم عن الفنان جورج بهجورى، وإعداد آخر عن الفنان ناجى العلى لنفس المخرجة زينب زمزم.
ويحتفظ سمير عبدالغنى بدرجة من البراءة والطفولة جعلته قادرا على تقديم الكاريكاتير المشاكس والعمل البرىء السهل الممتنع.
عدد الردود 0
بواسطة:
احمدحسنين
اليبراليه المصره
عدد الردود 0
بواسطة:
فرج
كيف نسيتم هؤلاء؟