أنت لم تعد تمت بصلة لسيد الخلق الذى صنعه الله من طين ثم نفخ فيه من روحه الطاهرة، أرأيت الشيطان الذى رفض أن يسجد لك لاعتقاده أنه أحسن منك؟ أنت أصبحت من سلالته وبامتياز، أصبحت عبدا لمن هو أدنى منك، هنيئا لك إلهك الجديد !
اعتقدت أنك امتلكت دينا هو فى الأصل ملك للجميع دون أى استثناء، انزله الله على العالمين هداية منه ورحمة لهم دون أن يكره أحدا على اتباعه، من شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر، أما أنت فقد كفرت هذا وأبحت سفك دم ذاك وذهبت إلى أبعد من ذلك: نصبت نفسك خليفة على المسلمين تأمر وتنهى على هواك، تحيى وتميت بفتواك، من أعطاك هذا الحق يا هذا؟ أم أعطيته لنفسك بنفسك هكذا دون أى مقدمات.
أنت لا تختلف عن حاخامات اليهود الذين أشاعوا فى كل الدنيا ولقرون مضت أن شعبهم هو "شعب الله المختار" الذى اصطفاه الله دون كل خلقه ليكون سيدا على الأرض، من أين جاءوا بهذه الاعتقاد؟ هل سلمهم الله وثيقة تقضى بهذه الحقيقة؟، أنت لا تختلف عنهم قيد أنملة، أنت أيضا أوجدت ملة وأنشأت مذهبا لنفسك وأرسيت قواعده ثم مشيت فى القرى والمدن تنشره على مسامع هؤلاء الناس البسطاء الذين تتلهف انفسهم بالفطرة إلى الالتزام بتعاليم الدين فصدقوك بجهلهم وأصبحت بين ليلة وضحاها إماما عليهم وشيخا عارفا لا يرد لك رأى أو فتوى.
بينما جاء الدين صريحا ويسيرا جعلته أنت معقدا وعسيرا، فى حين جاء الدين ليسعد من يعتقد به جعلته أنت شقاء وكبتا وحملت النفس البشرية اكثر من وسعها، فضلت أن ترهب بدل أن تحبب فانفض الناس من حولك، منهم من اتجه إلى دين آخر يبحثون فيه عن الرحمة واليسر اللذان لم يجداهما فى تطبيقك للإسلام ومنهم من انزوى فى بيته يقيم شعائره بنفسه لا يطيق أن يسمع كلمة واحدة ممن يسمون أنفسهم بالدعاة وآخرون أصابهم داء اللامبالاة التامة فأصبحوا يعيشون يوما لكل دين !
ولما لم يعد لك شأن بين الناس ونزلت أسفل السافلين، أفتيت بجواز قتل كل من يخرج عن ملتك على أساس أنها الدين نفسه!، كثرت الأشلاء وامتلأت الشوارع بدماء من كان ذنبهم الوحيد أنهم أفاقوا من غفلتهم وأزاحوك عن ولايتهم ،" احكمك أو اقتلك" هذا هو الاختيار الذى طرحته على الناس ،اختيار لم يضعه حتى من خلق الموت والحياة وبيده كل شيء ،هنيئا لك كل ما ارتكبته من جاهلية باسم دين جاء ليخرج الناس من الجاهلية إلى النور،تعطلت بوصلة الانسانية لديك فلم تشأ حتى أن تصلحها وتراجع نفسك بل ألقيتها جانبا وانتشرت فى الارض فسادا ،لا تسمع الا إلى ما يمليه عليك كبرياؤك وغرورك وحقدك وشيطانك !
انت لم تعد انسانا يا من خلقت انسانا،انت تحولت إلى مخلوق جديد ،حيوان مفترس بعقل ! انت اخطر من هذا الحيوان الذى يفترس بالفطرة ليعيش،انت تفترس ارضاء لنفسك فقط !
تذكر أن صاحب الدين لا يموت وانت دائنوك كثر ولم يعد لك رصيد يدفع عنك غضب الدائن ،لذلك وجب الحجز عليك لعدم الوفاء بمستحقاتك الانسانية !
نصيرة بليلى تكتب: أنت صفر على الشمال يا أيها المتطرف!
الإثنين، 20 يوليو 2015 08:15 م
متطرفون
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة