رويترز: دفء العلاقات السعودية مع حماس جزء من مسعى أوسع للتصدى لإيران.. الرياض تخشى أن يتيح الاتفاق النووى لطهران زيادة دعمها لخصوم المملكة.. ومصر والإمارات مستمرتان فى معارضتهما الشديدة لجماعة الإخوان

الثلاثاء، 21 يوليو 2015 03:55 م
رويترز: دفء العلاقات السعودية مع حماس جزء من مسعى أوسع للتصدى لإيران.. الرياض تخشى أن يتيح الاتفاق النووى لطهران زيادة دعمها لخصوم المملكة.. ومصر والإمارات مستمرتان فى معارضتهما الشديدة لجماعة الإخوان العاهل السعودى الملك سلمان
الرياض ـ رويترز

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
تحت عنوان "دفء العلاقات السعودية مع حماس جزء من مسعى أوسع للتصدى لإيران"، نشرت وكالة رويترز تقريراً شاملاً يرصد تحركات المملكة العربية السعودية لتشكيل تحالف سنى فى مواجهة إيران، لافتة إلى أن هذا التحالف يضم حركات سياسية من بينها حماس.

وقالت الوكالة، فى تقريرها الذى كتبه انجوس مكدوال "جاء لقاء الملك سلمان بن عبد العزيز عاهل السعودية يوم الجمعة مع خالد مشعل رئيس المكتب السياسى لحركة المقاومة الإسلامية (حماس) فى إطار مسعى الرياض لتعزيز وحدة الصف العربى فى مواجهة ما تراه تهديداً من إيران، وتعتقد الرياض أن الأمر أصبح أشد إلحاحا منذ الاتفاق النووى الذى أبرمته طهران مع القوى العالمية الأسبوع الماضى، وأصبحت السعودية أكثر نشاطا هذا العام فى التصدى للشيعة والنفوذ الإيرانى فى المنطقة برمتها، إذ تعتقد أن هذا النفوذ هو السبب الرئيسى فى انعدام الاستقرار والأمن فى الدول العربية".

تخشى الرياض أن يتيح الاتفاق النووى لإيران زيادة دعمها لخصوم المملكة فى الدول العربية


وأضافت الوكالة الأمريكية "وتخشى الرياض أن يتيح الاتفاق النووى لإيران زيادة دعمها لخصوم المملكة فى الدول العربية من خلال رفع العقوبات المفروضة عليها مقابل فتح أبواب المنشآت النووية للمفتشين الدوليين"، ونقلت عن مصطفى العانى المحلل العراقى الذى تربطه صلات وثيقة بوزارة الداخلية السعودية قوله، إن "هذا جزء من الاستراتيجية الكبرى للتصدى للنفوذ الإيرانى، وهذه هى القضية الأساسية للسعودية وأصبحت أكثر إلحاحا بعد الاتفاق النووى".

وأشارت رويترز إلى أنه منذ تولى الملك سلمان الحكم فى يناير الماضى حاول بناء ائتلاف سنى فى مواجهة حلفاء إيران فى المنطقة، فزاد الدعم للمعارضة السورية التى تقاتل جيش الرئيس بشار الأسد وشن حربا على الحوثيين فى اليمن، لافتة إلى أنه على مدى سنوات ظل الارتياب الشديد يملأ نظرة السعودية لحركة حماس لأن الحركة حليف تقليدى لإيران، كما أنها منبثقة عن جماعة الإخوان المسلمين التى تراها الرياض مصدر تهديد.

العاهل السعودى الراحل كان قد وضع جماعة الإخوان على قائمة المنظمات الإرهابية


وقالت الوكالة إن الارتياب السعودى يرجع إلى أن جماعة الإخوان تجمع بين دعوتها للقيم الدينية المحافظة وهو ما قد يروق للمواطنين السعوديين وبين مطالب بإلغاء الحكم الوراثى وإبداله بالحكم عن طريق الانتخابات، لافتة إلى أن العاهل السعودى الراحل الملك عبد الله كان قد وضع جماعة الإخوان على قائمة المنظمات الإرهابية، وأيد الحملة التى شنتها مصر عليها، موضحة أن هذه السياسة من جانب المملكة تسببت فى توتر العلاقات مع تركيا وقطر وهما حليفان رئيسيان فى التصدى للنفوذ الإيرانى فى سوريا والعراق.

الملك سلمان عمل على تخفيف التوترات مع حلفاء الجماعة


وأوضحت رويترز أن الملك سلمان عمل - وأن لم يصل إلى حد إقامة علاقة صداقة مع الإخوان - على تخفيف التوترات مع حلفاء الجماعة، وقوى صلات الرياض مع أنقرة والدوحة ومد يده إلى حركة التجمع اليمنى للإصلاح جناح الإخوان فى اليمن، ونقلت عن جمال خاشقجى رئيس قناة العرب الإخبارية قوله، إن "السعودية فى حالة مواجهة مع إيران وتهتم بجمع قدر ما تستطيع من الحلفاء، لذلك إذا حاولت التواصل مع ماليزيا أو التواصل مع حماس فالأمر سيان، الأمر يتعلق بتجميع أكبر عدد ممكن من الحلفاء".

وقالت رويترز إنه من خلال بناء العلاقات مع حماس ربما تقلص الرياض من التوترات مع حلفاء الإخوان، وتجعل من الصعب على إيران أن تطرح نفسها باعتبارها المدافع الرئيسى فى المنطقة عن المقاومة الفلسطينية وتصور السعودية على أنها تدعم إسرائيل سرا، كما أنها تحسن فرص الرياض فى المساعدة فى الوساطة لتحقيق تقارب بين حركة حماس وحركة فتح الفلسطينية، بما قد يؤدى إلى وضع نهاية للانقسام الذى عطل السعى لإقامة الدولة الفلسطينية، وأدى إلى تبادل الاتهامات فى مختلف أنحاء المنطقة.

وخلال الحرب التى دارت رحاها العام الماضى فى قطاع غزة بين إسرائيل وحركة حماس انتظرت السعودية ثلاثة أسابيع قبل أن تدين الهجوم الإسرائيلى، بل واتهمت بعض الصحف قريبة الصلة بالأسرة الحاكمة الحركة الإسلامية بالتسبب فى الحرب، ومنذ عشرات السنين كان الغضب بسبب محنة الفلسطينيين وفشل الحكومات العربية فى إقامة دولة فلسطينية دافعا لقدر كبير من المعارضة لحكام المنطقة خاصة بين الإسلاميين الذين يصورون القضية الفلسطينية فى إطار التضامن الإسلامى، وفى الوقت نفسه فإن الملك سلمان سيعزز من خلال طرح الخلافات القديمة حول الإسلام السياسى جانبا والعلاقات مع تركيا التى تربط حزبها الحاكم صلات قوية بالإخوان وقطر التى فتحت أبوابها لقيادات الجماعة الهاربة، وفى وقت سابق من العام الجارى نسب الفضل فيما حققته المعارضة السورية من انتصارات فى حلب وعلى مشارف دمشق لتحسين التعاون بين الدول الثلاثة، وهى أكثر الأطراف مشاركة فى دعم جماعات المعارضة السورية.

ظلت الانقسامات العميقة بين الدول السنية فى الشرق الأوسط حول الإسلام السياسى


وتحت عنوان جانبى "تهديد خبيث" قالت الوكالة إنه مع ذلك تظل الانقسامات العميقة بين الدول السنية فى الشرق الأوسط حول الإسلام السياسى، إذ تبقى مصر والإمارات - وهما من الأعضاء الأساسيين فى التحالف السعودى فى مواجهة الحوثيين فى اليمن - على معارضتهما الشديدة لجماعة الإخوان، لافتة إلى أنه "ما زال الأمراء الذين يديرون شئون الحكم فى السعودية ينظرون نظرة سلبية للجماعة، فما زالوا يتذكرون كيف أن الرياض أتاحت ملاذا لأعضائها خلال حركة تطهير فى مصر فى الستينات، وكيف أيد الإخوان فيما بعد فى التسعينات حركة معارضة إسلامية لأسرة آل سعود الحاكمة، وقد وصف الأمير نايف وزير الداخلية الراحل وشقيق الملك سلمان ووالد ولى العهد الحالى الحركة ذات مرة بأنها "مصدر كل مشاكلنا فى العالم العربى".

وأشارت رويترز إلى أنه رغم أن العديد من أفراد الأسرة الحاكمة ما زالوا يرون فى الأنشطة السياسية السرية للإخوان تهديدا خبيثا للحكم، فهم يرون أن إيران تمثل خطرا حاليا، لافتة إلى أن الرياض تأمل أن تؤدى صيغتها الجديدة بالتساهل مع أنشطة الجماعة خارج دول الخليج، ودعمها للرئيس المصرى عبد الفتاح السيسى إلى استمرار المشاركة فى المواجهة الأكبر مع إيران، وقال العانى إن على الإخوان المسلمين الآن أن يتفهموا ضرورة ألا ينشطوا داخل السعودية أو يتدخلوا فى الدول الخليجية، مضيفاً "من المهم أن يفهموا هذه القواعد الجديدة للعبة".








مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة