- مشروع فيلم جيد أفسده "الفلاش باك" و"الاستسهال" و"رتابة الإيقاع" والعلاقات المتداخلة "غير المبررة"
يمتلك فيلم «سكر مر» كل عوامل الجذب التى بمجرد اجتماعها فى عمل تضمن له النجاح.. مخرج جيد سبق أن قدم فيلم «سهر الليالى» قبل 12 عامًا، واستطاع من خلاله أن يفتح الباب لفكر جديد فى السينما، خاضه من بعده العديد من المخرجين، ونجوم لهم جمهور وشعبية، مثل أحمد الفيشاوى، وهيثم أحمد زكى، وغيرهما من النجوم الشباب الذين حققوا نجاحًا فى موسم رمضان، مثل نبيل عيسى، وكريم فهمى، وعمر السعيد، إلى جانب قصة تحمل كثيرًا من التفاصيل المتعلقة بعلاقات الحب، ومؤسسة الزواج، والعلاقات المحرمة، وهى منطقة جاذبة لفئات من الجمهور، إضافة لمشاهد الخمور والمخدرات والديسكوهات، كل تلك العوامل تستطيع أن تخلق فيلمًا ينافس بشدة فى موسم من أهم مواسم السينما، وهو موسم عيد الفطر، لكن يبدو أن المخرج هانى خليفة اعتمد على نجاح فيلمه الأول «سهر الليالى» لكن الذى أغفله «خليفة» هو أن «سهر الليالى» طرح فى توقيت مغاير للأوضاع التى نعيشها، ولذلك يصبح التساؤل الملح: ما الجديد فى أن يعود المخرج، وبعد كل هذا الغياب بنفس تيمة فيلمه الأول؟.
يحاول المشاهد كثيرًا ألا يقارن بين فيلم «سهر الليالى» و«سكر مر» إلا أن أسلوب هانى خليفة إخراجيًا سيجبره على المقارنة، خصوصًا أنه العمل السينمائى الوحيد له كمخرج بعد «سهر الليالى»، ليستقر فى النهاية على أن «سكر مر» نسخة مشوهة من فيلم «سهر الليالى».
من عوامل ضعف الفيلم استخدام هانى خليفة مشاهد «الفلاش باك» بكثرة، حيث تبدأ أحداث الفيلم بمشاهد «الفلاش باك» لنعود للماضى، وتحديدًا فى احتفالات رأس السنة، مصحوبة بلافتات بالتاريخ بشكل متكرر مع اختلاف المدد، وهو الأمر المربك فى كثير من الأحيان والمشتت للمشاهد، إلى جانب رتابة تناول الأحداث والكادرات القريبة جدًا لملامح الممثل على الشاشة، والغريب أن «خليفة» فضل الاستسهال وتوظيف ممثلين فى أدوار سبق أن قدموها من قبل فى أعمال فنية أخرى، مثل نبيل عيسى الذى سبق أن قدم شخصية الشاب المستهتر «الخمورجى بتاع النسوان»، فيما سبق أن قدم عمر السعيد نفس الشخصية تقريبًا مع نفس الممثلة ناهد السباعى مع اختلاف بعض التفاصيل.. شيرى عادل لم تضف شيئًا للدور، وهو نفس الأمر لآيتن عامر التى لم تضف هى الأخرى شيئًا للدور، ربما المكسب الوحيد بالنسبة للمثلين هو أن سارة شاهين ستكون نجمة فى القريب العاجل.
كان على هانى خليفة أن يكتشف فريق عمله فى مناطق جديدة، وأن يبتعد عن المناطق الآمنة التى أجادوا فيها من قبل فى أعمال أخرى، كما أن العلاقات غير الشرعية بين أبطال العمل غير مبررة، وينقصها تجويد كبير من مؤلف العمل محمد عبدالعاطى فى تفاصيل الفيلم، فاعتراض شيرى عادل على ارتداء هيثم أحمد زكى الجلابية أمام الضيوف سبب غير كاف ليتزوج عليها امرأة سورية، ويشرع فى المزيد، فكان لزامًا على المؤلف أن يظهر لنا جانبًا سيئًا لدى «شيرى» كأن تنهره مثلا أو تتسبب له فى حرج عميق، وتتعالى عليه ليكون المبرر كافيًا، لكن كونها امرأة جميلة متدينة تصلى معه الفجر، وتختلف معه على طريقة تناوله الطعام أو ملابسه، فهذا مبرر غير كاف للتطور الدرامى فى حالتهما، وأيضًا كريم فهمى، وسارة شاهين التى لها علاقات متشابكة مع أشخاص كثيرين، وعندما تزوجها لم يتزوجها على أساس أنها «بائعة سبح»، إنما امرأة لها علاقات عديدة وهو أيضًا، كما أن إظهار كريم فهمى الذى قدم شخصية «على» على أنه فى حاجة إلى سارة شاهين لتقف بجانبه لم يكن له أى تاريخ، فـ«على» ظهر فى الفيلم وهو دكتور بالجامعة ولديه سيارة، وكان سيرتبط بشيرى عادل لولا أنها تحجبت، فشعر أنه لا يستطيع أن يعيش مع امرأة متدينة أو محترمة، وبالتالى ظهوره فى حالة احتياج لسارة ليس مبررًا كافيًا.
عدد الردود 0
بواسطة:
محمود عوض عبد العال
a