قلق وغضب بالجيش الإسرائيلى بسبب توصيات اللجنة
وسادت حالة من القلق الشديد داخل قيادة الجيش الإسرائيلى قبل ساعات من إعلان توصيات الجنة المعنية بتقليص ميزانية الدفاع، وتغيير شكل الجيش الإسرائيلى وبنيته من حيث القوى البشرية وفترة التجنيد.
ووصف ضباط كبار فى الجيش الإسرائيلى تقرير اللجنة الحكومية بأنه غير منطقى، وقال أحد قادة الجيش الكبار: "إن تقرير لوكر الذى ترأس اللجنة التى أعدت التوصيات، بمثابة رصاصة بين أعين الضباط الإسرائيليين".
تقليص عدد الجنود الإسرائيليين بنسبة 30% وفق التوصيات
وقالت صحيفة "يديعوت أحرونوت" الإسرائيلية، إن من أبرز توصيات اللجنة، التى تثير مخاوف القيادة العسكرية فى إسرائيل هو تقليص معاشات التقاعد لضباط الجيش، وتقليص عدد الجنود الإسرائيليين فى الخدمة العسكرية بنسبة 30%، وتقصير الخدمة الإجبارية الخاصة بالرجال من 3 سنوات إلى سنتين.
إعفاء نحو 100 ألف جندى احتياط، وتقليص عدد الضباط
ووفق الخطة سيقوم الجيش بإعفاء نحو 100 ألف جندى احتياط، وتقليص عدد آلاف الضباط من الخدمة العسكرية، حيث تشمل الخطة تقليص 6% من حجم القوات العسكرية ابتداء من عام 2023.
وقالت صحيفة "هاآرتس" الإسرائيلية إن توصيات "لجنة لوكر" تتضمن إجراء تغييرات بعيدة المدى فى المبنى العسكرى والقوى البشرية فى الجيش، وتوزيع الميزانية الداخلية فى الجيش ووزارة الدفاع.
تقليص فى أعداد الجنود والضباط ومدة التجنيد ضمن تقرير "لوكر"
ومن بين التوصيات التى تقدمها اللجنة، فصل حوالى 2000 جندى من الخدمة الدائمة، إضافة إلى 5000 جندى تقرر فصلهم قبل عامين، وإلغاء مخصصات "تقاعد الجسر" لغالبية رجال الخدمة الدائمة الذين يستقيلون من الجيش.
وتسعى اللجنة أيضا لتقليص الخدمة الإلزامية بـ 8 أشهر أخرى، لتصبح لمدة عامين فقط، وتقليص المعايير التى تمنح الامتيازات لمكانة معاق فى الجيش، بحيث يتم منح هذه المكانة لكل جندى أصيب خلال الخدمة وليس لجنود أصيبوا فى حوادث وقعت خلال تواجدهم فى إجازة.
تحديد ميزانية للسنوات الخمس المقبلة بـ 59 مليار دولار سنويا
ونقلت هاآرتس عن شخصيات عسكرية اطلعت على التقرير أن إحدى توصياته تدعو إلى تحديد ميزانية للسنوات الخمس القريبة قيمتها 59 مليار دولار سنويا، ولا يشمل هذا المبلغ غالبية المساعدات الأمنية الأمريكية لإسرائيل والتى تصل قيمتها إلى 3.1 مليار دولار سنويا، والهدف من ذلك هو تقليص الزيادة التى يحصل عليها الجهاز الأمنى كل عام.
وقد تسببت هذه الزيادة برفع ميزانية الدفاع من حوالى 55 مليار شيكل إلى أكثر من 60 مليار كل عام، وفى 2014 ارتفعت إلى 70 مليار بسبب الزيادة الخاصة بسبب عملية "الجرف الصامد" ضد قطاع غزة.
غضب حاد بين ضباط الجيش من التقرير
وعبر ضباط فى الجيش الإسرائيلى عن استيائهم من توصيات اللجنة قائلين إنها غير منطقية، خاصة فيما يتعلق باقتطاع نسبة 30% من الجنود فى الخدمة، مشيرين إلى أن الواقع الأمنى فى المنطقة لا يسمح اقتطاعا بهذا الحجم.
وقال مسئولون فى الجيش الإسرائيلى إن أعضاء اللجنة لم يتشاوروا مع ضباط الجيش، خاصة أن الجيش الإسرائيلى برئاسة الجرنال جادى أيزنكوت، قدم خطة خاصة اسمها "خطة جدعون"، تهدف أيضا إلى تقليص الجيش الإسرائيلى وتحويله إلى جيش صغير وذكى.
ضغوط منعت نشر تقرير اللجنة مؤخرا
وكانت اللجنة قد قدمت تقريرها إلى رئيس الحكومة بنيامين نتانياهو، فى مطلع الشهر الجارى، لكنه تم تأخير نشره بسبب الضغوط التى مارسها وزير الدفاع موشيه يعالون والقائد العام للجيش جادى ايزنكوت، نتيجة غضبهما على عدم منحهما فرصة الاطلاع عليه قبل تقديم توصياته واستنتاجاته النهائية.
"خطة جدعون"
وفى السياق نفسه، ومقابل عرض توصيات "لجنة لوكر" تقريرها، عرض قائد الجيش الإسرائيلى، الجنرال جادى أيزكنوت، خطة عمل خماسية "خطة جدعون"، متعددة السنوات يقترح فيها تحديد ميزانية سنوية ثابتة له بقيمة 30 مليار شيكل، وهو مبلغ يزيد كثيرا عن حصته من الميزانية السنوية للجهاز الأمنى.
ميزانية الجيش الإسرائيلى العام الحالى 22.4 مليار شيكل
وحسب معطيات وزارة الدفاع فقد بلغت ميزانية الجيش فى عام 2014 الماضى 26.05 مليار شيكل، وفى العام الحالى بلغت ميزانيته 22.4 مليار شيكل، ولا تشمل هذه الأرقام الزيادة التى حصل عليها الجيش عن حملة الجرف الصامد والتى بلغت حوالى سبعة مليارات شيكل.
الجيش الإسرائيلى يطالب بميزانية ثابتة بـ 30 مليار شيكل سنويا
ويطلب الجيش فى خطته الجديدة بأن تكون ميزانيته الثابتة للسنوات الخمس القادمة 30 مليار شيكل سنويا، وربطها بجدول الغلاء، والتحديد بأنه إذا خرج إلى حرب أو عملية عسكرية طويلة، سيتم تعويضه عن مصروفاته.
ويعتقد الجيش أن حصوله على ميزانية ثابتة سيسمح له بتنفيذ خطط طويلة المدى، لكن هناك فى القيادة العامة من يعترف بأن الجيش يحصل على ميزانية أكبر من هذا المبلغ عندما تجرى مداولات على الميزانية، وتنص "خطة جدعون" على تقليص الضباط والقوات والوحدات، إلا أنها تبقى الميزانية بحجمها وحتى أنها تطالب بزيادتها.
ويقول الجيش الإسرائيلى إن هدف "خطة جدعون" هى إعداد الجيش لمواجهة كافة السيناريوهات التى تمثل تهديدا على إسرائيل والدفاع عن حدودها، فيما يواصل الجيش الإسرائيلى النظر إلى إيران على أنها التهديد الأكبر على إسرائيل اليوم، والأخذ بالحسبان احتمال نشوب حرب رغم عدم وجود مؤشرات على ذلك حاليا.
إغلاق ألوية مدرعات وكتائب مدفعية وفق "خطة جدعون"
وتشكل خطة جدعون إغلاق ألوية مدرعات وكتائب مدفعية، فى مقابل استمرار الاتجاه نحو تعزيز قوة الاستخبارات و"حرب السايبر" وسلاح الجو، من خلال إضافة طائرات بدون طيار.
الجيش الإسرائيلى يستبدل القذائف القديمة بصواريخ ذكية
وسيجرى الجيش الإسرائيلى بموجب هذه الخطة تغييرات فى نوع الأسلحة والقذائف، بحيث سيتم استبدال القذائف القديمة بصواريخ ذكية، كذلك سيتم تقليص عدد القوى البشرية فى سلاح التربية والتعليم.
الخطة تشمل تسريح 2500 ضابط فى الخدمة الدائمة
وإلى جانب تسريح 2500 ضابط فى الخدمة الدائمة، تتجه النية بحسب الخطة إلى تسريح عدد مماثل فى السنوات المقبلة، فى موازاة بدء عملية جعل الجيش شابا أكثر، بمعنى خفض سن الضباط الذى يقودون كتائب وألوية.
الإعلام الإسرائيلى والمحللين يهاجمون "لجنة لوكر"
من جهة أخرى، يتوقع أن تنشر "لجنة لوكر" تقريرها بعد اليوم الثلاثاء، فيما بدأ ضباط الجيش مهاجمتها، وجندوا معهم كافة المحللين العسكريين فى وسائل الإعلام الإسرائيلية، والمعارضة الأساسية لهذه التوصيات هى التخوف من تقليص حجم التقاعد للضباط المسرحين.
واعتبر المحللون الإسرائيليون خطة جدعون بداية "لمعركة" سيخوضها الجيش ضد توصيات "لوكر" ومن اجل ضمان استمرار سيطرته على ميزانية ضخمة.
وقال المحلل العسكرى للقناة العاشرة الإسرائيلية ألون بن دافيد، فى صحيفة "معاريف" الإسرائيلية إن مكان تقرير لوكر سيكون فى سلة النفايات، بينما اعتبر المحلل فى "يديعوت أحرونوت" ألكس فيشمان: "أنه بعد انقشاع الدخان، لن يبقى الكثير من تقرير لوكر"، ووصف المحلل العسكرى فى "هاآرتس" عاموس هارئيل التقرير بأنه بمثابة حادث دهس وهروب.
1- جنود جيش الاحتلال الإسرائيلى
2- الجيش الإسرائيلى على حدود غزة
3- انفو جراف يوضح قوة الجيش الإسرائيلى وتسليحه
4- تقرير يديعوت عن ميزانية الجيش الإسرائيلى
5- جانب من تقرير يديعوت
موضوعات متعلقه..
- قيادة الأركان الإسرائيلية تضع خطة "جدعون" لمواجهة إيران عسكريا
