سعيد الشحات يكتب: ذات يوم.. الاكتئاب يتمكن من نابليون

السبت، 25 يوليو 2015 08:21 ص
سعيد الشحات يكتب: ذات يوم.. الاكتئاب يتمكن من نابليون سعيد الشحات

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
دخل نابليون بونابرت قائد الحملة الفرنسية على مصر والشام (1798 -1801 )إلى مدينة القاهرة على رأس عدد قليل من جنوده، بعد هزيمته للماليك فى موقعة إمبابة أو الأهرام، وفى نفس اليوم كتب تقريرا إلى الإدارة فى فرنسا يشمل أعماله منذ أن غادر الإسكندرية، وحسب كتاب"بونابرت فى مصر"ل"ج.كرستوفر هيرولد"ترجمة فؤاد أندراوس، مراجعة محمد أنيس (مكتبة الأسرة 1998 )، فإن مما كتبه فى تقريره عبارة لخصت انطباعه العام عن مصر وهى: "من الصعب أن يجد الإنسان بلدا أكثر غنى، وشعبا أشد بؤسا وجهلا وضراوة ".

دخل نابليون إلى القاهرة يوم 24 يوليو 1798 بعد هزيمته لجيش إبراهيم بك يوم 21 يوليو، وفى كتاب"الحملة الفرنسية على مصر والشام " ل" نقولا الترك "تحقيق ياسين سويد (دار الفارابى بيروت): "كان أن قامت الحرب مدة ساعتين فقط، ويالها من ساعة لا يقدر الوصف أن يوصف عظم الخمول الذى وقع على أهل البلد تماما، ولاسيما حين سمعوا تلك النار الدائمة التى هى رعد متصل غير منفصل، ثم أهل البلد رجعت من بولاق إلى المدينة فى بكاء ونحيب يلطمون وجوههم ويقولون يا ويلنا قد وقعنا فى أسر الإفرنج "، هكذا يشهد نقولا الترك عن حال أهل القاهرة، وكان هو كاتبا فى الحملة.

هذا الشقاء الذى كان عليه سكان القاهرة (300 ألف نسمة )، من البديهى أن يقابله سعادة ل"نابليون "فهو المنتصر انتصارا يقرب حلمه بحكم مصر، لكن المفاجأة أنه أصبح مكتئبا: "كان خليقا به أن يحس نشوة الانتصار فقد دانت له مصر – لولا شئ من التطهر- ولكنه بدلا من هذا أصبح رزينا بل مكتئبا"، هكذا يذكر كتاب"بونابرت فى مصر "، ففى مثل هذا اليوم "25 يوليو 1798"كتب إلى أخيه "جوزيف ": "أننى أعانى كثيرا من خيبة الأمل فى بيتى، فقد تكشف لى المستور تماما، ولم يبقى لى فى الدنيا بأسرها سواك، ومن المحزن أن يركز المرء كل مشاعره فى شخص واحد، وفى قلب واحد، وأنت تفهم ما أعنى "، ويضيف: "لا يفتك أن تجد لى بيتا فى الريف قبل عودتى، فلقد سئمت بنى الإنسان، وما أحوجنى إلى الوحدة والعزلة، أن العظمة تبعث فى الملل، ولقد جف معين عواطفى، ما أتفه المجد إذا كان المرء فى التاسعة والعشرين: لقد استنفدت كل شئ، ولم يبق إلا أن أصبح أنانيا مغرقا فى الأنانية ".

كانت"خيبة الأمل "التى عرفها نابليون آتية من"جوزفين"التى لم تكن مجرد زوجة له، بل كل حياته، وهو فى طريقه على رأس حملته إلى مصر: "كان يتحدث عن جوزفين بعاطفة لا تقل عن حبه للمجد، مجد فرنسا ومجده الشخصي"، هكذا يذكر كتاب"المرأة فى حياة نابليون"لمؤلفه " كرستوفر هيبرت "ترجمة عمر سعيد الأيوبى، الصادر عن هيئة أبو ظبى للسياحة والثقافة، ويضيف أنه فى يوم 19 يوليو 1798 أى قبل حسم معركة إمبابة بيومين كان نابليون يسير إلى جوار الجنرال جونو فى الصحراء، فأكد له أن جوزفين على علاقة غرامية ب"إبوليت شارل "، فامتقع وجه نابليون وقال ل" جونو"وهو يتقدم نحوه: "لو كنت تهتم لأمرى لأخبرتنى بذلك قبل الآن.. جوزفين، سأطلقها، أجل سيكون طلاقا عاما ومؤثرا، سأكتب إلى جوزيف( شقيقه) لترتيب الأمر، لا أطيق أن أكون أضحوكة فى باريس، إننى أحب تلك المرأة كثيرا، وأنا على استعداد لأهب كل شئ كى يكون ما أخبرنى به جونو غير صحيح ".
هكذا لم يشعر"نابليون"بطعم السعادة لانتصاره فى موقعة إمبابة أو الأهرام، فبينما كان يقود جيشه فى صحار مصر كانت زوجته غارقة فى خيانته فى "باريس "








مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة