وأشارت الصحيفة الأمريكية فى إفتتاحيتها، الثلاثاء، إلى أن تركيا صعدت بشكل كبير من اشتراكها فى الحرب الأهلية السورية، أواخر الأسبوع الماضى، عن طريق تنفيذ ضربات جوية ضد أهداف لتنظيم "داعش" فى سوريا ، معلنة أنها ستسمح لطائرات الجيش الأمريكى التى تستهدف الجماعة الإرهابية بالقيام بطلعات انطلاقا من تركيا.
قرار إنتهازى
وأضافت أن تلك الخطوات من جانب تركيا ، وهى عضو فى حلف شمال الأطلسى "الناتو"، يمكن أن تدعم جهود محاربة "داعش" لكن ذلك التحول تلاه مباشرة تطور خطير سيخلق مزيدا من الاضطراب فى المنطقة. وإشارت إلى إن الطائرات الحربية التركية شنت ضربات جوية يوم الجمعة الماضى على معسكرات حزب العمال الكردستانى، فى خطوة أنهت الهدنة بين حكومة أنقرة والمتشددين الأكراد والتى استمرت قائمة منذ عام 2013.
وحذرت الصحيفة من أن قرار تركيا الانتهازى لدمج مخاطر "داعش" بنزاعها المستمر منذ ثلاثة عقود مع الانفصاليين الأكراد يمكن أن يحدث انتكاسة بالنسبة لجهود التحالف الذى تقوده الولايات المتحدة.
وأضافت أنه بشن هجمات جديدة ضد حزب العمال الكردستانى والاشتراك فى الحرب ضد "داعش"، تبدو تركيا متحفزة برغبة للقضاء على انتشار الجماعات الكردية المسلحة بطول حدودها ، وأضافت الصحيفة أن التهديد الكامن فى رغبة الأكراد بإيجاد دولة مستقلة لهم فى المنطقة لن يقل بتصعيد الصراع الذى من المحتمل حله عبر التفاوض.
وتابعت بالقول إنه فى حالة كانت تركيا تركز على دحر "داعش" فإن القتال متعدد الجنسيات يمكن أن يكتسب جاذبية أكثر فالسماح للطائرات الحربية الأمريكية بالعمل انطلاقا من تركيا يختصر بشكل كبير من وقت الطيران من وإلى الأهداف. ومع ذلك فإن حملة أنقرة المتزامنة ضد الأكراد يمكن أن تقوض بشدة من تلك الجهود.
الغارات التركية مضللة وكارثية
وإتفقت صحيفة "التايمز" البريطانية، مع نظيرتها الأمريكية، حيث وصف الغارات التركية على الإنفصاليين الأكراد بأنها ليست "مضللة" فحسب، بل خطيرة على نحو كارثى". مشددة أن على الرئيس التركى رجب طيب أردوغان التراجع حالا عن هذه الضربات.
وحذرت الصحيفة فى إفتتاحيتها، المنشورة الأثنين على موقعها الإلكترونى، إن إضعاف الأكراد سيسمح لداعش بتوسيع وجوده شمال العراق، حيث سيدفع بقواته بإتجاه بغداد فى الجنوب. فضلا عن أن هذه الضربات الجوية ستؤدى إلى نشوب سلسة من الإشتباكات بين الأكراد والأتراك وقوات الأمن.
أخطر خطأ لأردوغان
وخلصت التايمز بالقول إنه ليس من الصعب فهم اختيار تركيا ضرب الأكراد وإعلان الحرب عليهم ، رغم تصديهم لداعش، على الحدود، إذ وصف رئيس الوزراء التركي احمد داوود أوغلو أن "تركيا محاطة بحلقة من النيران". وأوضحت إن أوغلو وحكومته يعتبرون أن حزب العمال الكردستانى يمثل تهديداً لهم، إلا أنهم مخطئون، لأن الأكراد الانفصاليين لطالما أثبتوا أنهم محاورون مسؤولون.
ورأت أن وجود إدارة كردية مستقلة، صديقة أو على الأقل محايدة، جنوب تركيا هو إحتمال أفضل بكثير من حدود مضطربة يملئها عناصر داعش. وحذرت إن هذه الحرب الساخرة وغير المجدية يمكن أن تتحول لتكون أخطر خطأ يرتكبه أردوغان. ومع ذلك لايزال من الممكن إخماد النيرانن من خلال إعلان هدنة فورية مع حزب العمال الكردستانى واستئتاف المفاوضات .
الغارات التركية على الإنفصاليين الأكراد ليست "مضللة" فحسب، بل خطيرة على نحو كارثى".
- تركيا تصعد حملتها ضد الأكراد وتتجاهل داعش.. أنقرة تتهم حزب العمال الكردستانى بتخريب أنبوب الغاز الإيرانى.. وأردوغان: مستحيل مواصلة عملية سلام مع الأكراد ويؤكد إقامة"منطقة أمنية"على الحدود