أصابع حماس فى العمليات الإرهابية الأخيرة
وقال تسيفى بارئيل، المحلل الإسرائيلى والخبير الإستراتيجى والمتخصص فى الشئون المصرية والعربية بصحيفة "هاآرتس" الإسرائيلية، خلال تقرير له، إنه برغم من أن الجيش المصرى يسيطر بشكل كامل على شبه جزيرة سيناء، لكن الهجمات الأخيرة، التى وقعت بمدينة "الشيخ زويد" تؤكد أصابع "حماس" فيها من خلال دعمها للعناصر الإرهابية هناك.
الجيش المصرى فى سيناء
تهريب الزى العسكرى للإرهابيين من غزة
وأضاف بارئيل أن الزى العسكرى، الذى ظهر به عناصر تنظيم "أنصار بيت المقدس"، الذى أصبح اسمه تنظيم "ولاية سيناء" التابع لتنظيم "داعش" الإرهايى خلال شن هجماتهم يوم الأربعاء، الماضى على أكمنة الجيش المصرى، تم تهريبها عبر الأنفاق من قطاع غزة لسيناء.
عدد الإرهابيين فى سيناء يثير التساؤلات
وقال المحلل العسكرى الإسرائيلى: إنه برغم من أن المعارك مع مقاتلى الميليشيات الإرهابية قد هدأت، لكن مصطلح "السيطرة" لا يزال يثير جدلا، حيث إنها المرة الأولى، التى يسعى فيها التنظيم الإرهابى للسيطرة على أجزاء من الأرض، وشن هجمات للسيطرة على مدينة بالكامل، وهو الأمر الذى يطرح تساؤلا حول عدد هؤلاء الإرهابيين، وكم هو عددهم بالضبط، مشيرا إلى أنه يصعب حاليا تقدير عددهم.
تقديرات بوصول عددهم لـ 4 آلاف إرهابى
ولفت بارئيل إلى أن المصريين يعتقدون أن عدد الإرهابيين فى سيناء حوالى 4 آلاف مقاتل يقاتلون فى صفوف الميليشيات الإرهابية المسلحة، ومعظمهم من المواطنين المصريين وغيرهم جاء من كازاخستان وأفغانستان، وبعض منهم ترك ليبيا وذهب لسيناء لبناء ولاية جديدة فيها.
معظم الميليشيات الإرهابية تأسست بغزة عام 2010
وأوضح برائيل أن هذه الميليشيات، التى تأسست فى غزة فى عام 2010 من قبل الجهادى "عبد اللطيف موسى"، الذى كان قد اشتبك مع حركة "حماس" قبل انتقاله إلى سيناء، وانضمامه لتنظيم "التوحيد والجهاد" الإسلامى المتشدد، شن هجماته بشكل رئيسى ضد أهداف إسرائيلية، وكانت من بين أهدافه تدمير خط أنابيب الغاز لإسرائيل وشن هجمات على منشآت للشرطة فى شمال سيناء.
وأشار بارئيل إلى أن تنظيم "أنصار بيت المقدس" لم يكن سوى واحد من عشرات الميليشيات المسلحة، التى تعمل فى شمال سيناء فى مصر، كتنظيمات "السلفية الجهادية" وتنظيم "القاعدة" وتنظيم "جند الإسلام" وتنظيم "مجلس شورى المجاهدين" والذين نفوا العديد من الهجمات الدامية فى سيناء، منها قتل 16 جنديًا مصريًا بالقرب من رفح فى أغسطس عام 2012، وعمليات اختطاف لجنود وضباط من الشرطة المصرية فى مايو 2013 .
خريطة توضح العمليات الإرهابية فى سيناء خلال السنوات الأخيرة
العمليات الإرهابية ارتفعت بعد عزل مرسى
ولفت المحلل الإسرائيلى إلى أن هذه الهجمات لم تكن بهذا القدر خلال فترة رئاسة الرئيس المطاح به محمد مرسي، وازدادت موجة الإرهاب بعد سقوط نظام "الإخوان" فى أواخر يونيو 2013، وعزل مرسى وتولى الرئيس عبد الفتاح السيسى قيادة البلاد.
الدعم اللوجيستى من حماس لداعش بسيناء
وأوضح بارئيل أنه برغم من وجود عداوة بين أعضاء جماعة "الإخوان" والنظام الحالى فى مصر، إلا أنهم لم يستطيعوا دعم الميليشيات المسلحة فى سيناء، لأنها لم تتمكن من بناء تنظيم عسكرى مثل حماس، وحزب الله والميليشيات المسلحة فى سيناء، وبالتالى يقدم الدعم لتلك الميليشيات حركة "حماس" السليل الأيديولوجى لجماعة "الإخوان" ووجود علاقة عسكرية بينها وبين الميلشيات المسلحة العسكرية فى سوريا.
ونقل بارئيل عن خبراء ومصادر عسكرية إسرائيلية تأكيدهم بوجود تعاون عسكرى وثيق بين كتائب "القسام" التابعة لحماس والجماعات المسلحة المتشددة فى سيناء، حيث تقدم لهم الحركة الخدمات وتساعدهم فى التدريبات واستخدام ترساناتها العسكرية فى الوقت الذى تضطهد فيه الحركة الميليشيات المسلحة المتشددة داخل القطاع التى تسعى للسيطرة عليه.
جانب من تقرير هاآرتس
امتناع القاهرة عن اتهام حماس حتى الآن
ولفت المحلل الإسرائيلى إلى أنه برغم من ذلك، امتنع المسئولون الأمنيون والسياسيون فى مصر فى إلقاء التهم هذه المرة إلى حماس، عقب العمليات الإرهابية الأخيرة فى سيناء، موضحا: "يبدو أنه خلافا لتقديرات الإسرائيلية، فإن الحكومة المصرية ترغب فى البقاء على اتصال مع حماس، للفصل بينها وبين داعش".
وأضاف بارئيل أنه برغم من امتلاك جهاز المخابرات المصرى تسجيلات لمكالمات هاتفية بين حركة حماس وعناصر الإخوان قبل ثورة 25 يناير لاقتحام السجون فى عام 2011، ومساعدتهم لتهريب السجناء، ووجود علاقة بين ممثلى حماس والإخوان فى قطر وتركيا، وأن هناك فرصة كبيرة لاتهام كبار قادة حماس إلا أن الحكومة المصرية تفضل فى الوقت الراهن الحد من التوتر مع الحركة.
موضوعات متعلقة
إسرائيل تورط غزة فى عمليات سيناء وتؤكد وجود علاقة بين "حماس" و"ولاية سيناء".. هاآرتس: هناك تعاون وثيق بين الحركة والتنظيمات الجهادية المتطرفة هناك.. وحماس تقدم العلاج لجرحى "داعش" بمستشفيات القطاع