قصة أول سيارة مطلية بالذهب بالصعيد
وحتى الفترة الأخيرة كان لا يتم السماح بدخول القصر إلا للقليل، حيث إنه ذو شهرة كبيرة بالمحافظة، ويتناوله أهالى الأقصر بالعديد من الحكايات عن التحف والمقتنيات الأثرية الموجودة به، ومنها قصة سيارة جميل بك، ابن توفيق باشا انداروس، وهى من أوائل السيارات التى شاهدها الناس بالأقصر، ويقال إنها مطلية بماء الذهب وبعد وفاته قامت أخواته البنات بإدخال السيارة إلى داخل البيت فى قلب حجرة آخيهم.
(جميلة ولودى وصوفى) بنات "أندراوس باشا"
وكان يسكن داخل القصر بنات توفيق باشا الثلاث (جميلة ولودى وصوفى) اللاتى ظللن آنسات حتى وفاتهن جميعًا لرفضهن الزواج .
وعندما تمر بجانب القصر لا تجد فيه أى علامة من علامات الحياة أو وجود اشخاص يعيشون به، وكان الغريب فى الأمر أنه فى الأسبوع الأخير قبل مقتلهن شوهدت لودى وصوفى فى المدخل الصغير أمام البيت وهن يجلسن بحثا عن دفء الشمس والغريب أن هذا حدث أكثر من مرة فى أسبوع واحد، وهو أمر غير معتاد منهن، بل إن هناك من شاهدهن وهن يتحدثن مع عدد من السائحين والمارة فى الشارع وسائقى الحنطور الموجودين فى هذه المنطقة بشكل كبير، بل إن أحد الشهود قال إنه شاهد أحد سائقى الحنطور يجلس معهن فى شرفة المنزل فى الطابق الأول.
أبناء "توفيق باشا" ورثوا عن والدهم 200 فدان بالأقصر
والغريب فى الأمر أنه على الرغم من قيام صاحبات البيت بعد حاث السرقة بوضع بوابة حديدية على مدخل المنزل، وكان هناك خيط آخر لابد من البحث فيه، وهو مستأجرو الأراضى الزراعية، فأبناء توفيق باشا ورثوا عن والدهم ما يزيد على الـ200 فدان منها 39 فدانا بالعوامية وجزيرة الموز الشهيرة و150 فدانا فى المدامود والزينية، والعلاقة بين بنات اندراوس ومستأجرى الأراضى، على حسب ما أكد أحد المقربين منهم علاقات طيبة جدا، على الرغم من تأخر المستأجرين كثيرا فى سداد الإيجار لدرجة أن أحد المستأجرن لدية مديونية تزيد على المليون جنيه، إلا أن هناك بعض المعلومات الخاصة بوجود بعض المشكلات مع عدد من المستأجرين لتزداد دائرة الاشتباه فى هذا الخيط.
أما القصر، الذى يعد حتى الآن هو الشاهد الوحيد على الجريمة، فكان أيضا شاهدا على العديد من الاحداث التاريخية، فإذا نظرنا إلى قصر توفيق اندراوس أو بيت الأمة أو بيت الأقصر الكبير، كما أطلقت عليه الأديبة فوزية أسعد فى روايتها الشهيرة "بيت الأقصر الكبير" نجد أنه تحول عام 1921 إلى مكان دولى ممنوع الاقتراب منه من أجل استقبال الزعيم الوفدى سعد زغلول
مالك القصر وقف أمام السلطات أثناء أزمة سعد زغلول بالصعيد
بعد أن صادرت السلطات فى ذلك الوقت حرية سعد باشا زغلول، وقام بدرالدين بك مدير الأمن العام بمنع سفينة سعد زغلول من الرسو فى الأقصر فقام توفيق باشا اندراوس بحيلة بأن قام برفع أعلام إيطاليا وبلجيكا وفرنسا فوق منزله، حيث كان قنصل فخرى للدول الثلاث وقام بمد سلم خشبى كبير من السفينة إلى قصره المطل على النيل ليقوم باستقبال سعد زغلول به لتهتف الجماهير يحيا سعد ويهتف سعد زغلول يحيا توفيق اندرارس وكان لتوفيق باشا أندراوس صاحب البيت العديد من المواقف الوطنية، حيث تصدر صفوف ثورة (1919) ووهب لها عمره وحاول القصر الملكى أن يثنيه وعرض عليه أحمد حسنين باشا - وكان زميلا له فى جامعة اكسفورد - رغبه الملك فؤاد فى تعيينه سفيرا فى لندن على أن يترك سعد زغلول، فكان رده الرفض بشدة، وعندما نفت السلطات سعد زغلول ورفاقه علم توفيق اندراوس أن أم المصريين صفية هانم زغلول تشكو من نضوب خزينة الوفد، فما كان منه إلا أن باع سبعمائة فدان ووضع ثمنها تحت تصرف أم المصريين للصرف على الحركة الوطنية.
وكان نائب عن الأقصر فى مجلس الأمة حتى تاريخ وفاته عام 1935 وكان اندراوس باشا بشارة من أثرياء مصر، وقام والده بوقف مائة فدان لخدمة مساجد وكنائس الأقصر مناصفة وأوقف عشرة أفدنة لخدمة المدرسة الصناعية لأنه كان يؤمن أن الصناعة والحرف تشكل المستقبل لشباب الأقصر ثم قام ببناء مدرسة الأقباط، التى مازالت قائمة وبنى مسجد المقشقش ومسجد المدامود وجمعية الشبان المسلمين والعديد من المشروعات الخيرية.
تاريخ عائلة "أندراوس باشا" أشهر عائلة بالأقصر
وتعتبر عائلة اندراوس باشا بالأقصر من أثرى العائلات ذائعة الصيت منذ زمن، حيث إن توفيق باشا أندراوس هو أحد رجال الحركة الوطنية المصرية خلال ثورة 1919 ونائب الأقصر لثلاث دورات بمجلس الأمة ولم تنتخب الأقصر نائبًا غيره فى تلك الفترة، وأحد الأصدقاء المقربين للزعيم الراحل سعد زغلول باشا، والذى زاره فى قصره.
إحدي التحف داخل قصر أندراوس بالأقصر
تحفة مكتوب عليها شرفتمونا سيادتكم بقصر أندراوس
تحف ومقتنيات آثرية بقصر أندراوس باشا
واجهة قصر أندراوس باشا بمحافظة الأقصر
جريمة مقتل إثنين من فتيات أندراوس باشا
فتاتي أندراوس باشا داخل القصر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة