سيدة قررت أن تكون مصدر بهجة المواطنين فى شهر رمضان، تخلت عن أنوثتها وحملت "طبلة" بين يديها تسير فى شوارع القاهرة وقت السحور لإيقاظ النائمين، حتى أصبحت "المسحراتية" الأكثر شهرة بالمنطقة، بعدما مات والدها الذى كان يعمل بنفس المهنة ثم شقيقها الذى عمل بذات المهنة وقتًا طويلًا وكان يصرف عليها وأولادها، فقررت أن ترد له الجميل فى أطفاله، وتعمل "مسحراتية" لتنفق على أطفال شقيقها المتوفى وأبنائها معًا.
قالت "دلال عبد القادر"، ولدت فى أسرة متوسطة الحال بمنطقة البساتين، وكان والدى يعمل مسحراتى، إلا أنه مات وأنا طفلة، ثم ذهبت المهنة إلى شقيقى الأكبر، الذى كان يعمل طوال الليل من أجل توفير جنيهات معدودات يصرف بها على أشقائه، لكن المرض بدأ ينهش فى جسده، حتى مات فجأة.
وأضافت، لم أتردد لحظة فى أن أحل بدلًا من شقيقى حتى أربى أطفاله الصغار، فضلًا عن حاجتى للمال، فزوجى "فواعلى" و"رزقه على الله"، قررت أن أكون سيدة مسحراتية على عكس عادات أهل المنطقة، الذين لم يألفوا سيدة تسير بـ "طبلة" لإيقاظ النائمين فى ليالى رمضان، لم يزعجنى صوت نباح الكلاب، أو الظلام الدامس، ولم أبال بالشباب الذين يتوقفون على نواصى الطرقات، فكان حلمى هى الأقوى، أن أرى أولادى وأطفال شقيقى فى أماكن مرموقة بالمجتمع.
وتابعت المسحراتية، أعمل فى هذه المهنة منذ 4 سنوات، وسأكمل المشوار حتى ترتفع روحى إلى بارئها، "أنا ست بمليون راجل بشتغل وأجيب فلوس من عرق جبينى أحسن ما أمد أيدى للناس"، ومهما ظهرت الأجهزة والتقنيات الحديثة للتنبيه وإيقاظ الناس، فلن يستطيع أحد يتخيل رمضان بدون "المسحراتى"، فستظل هذه المهنة أحد الفعاليات المرتبطة بالشهر الكريم.
وأردفت المسحراتية، يومى يبدأ من الساعة 12 بعد منتصف الليل، حتى أسير على قدمى وبيدى الطبلة، أدق عليها و"أصحى البهجة فى قلوب الناس"، وأترجل على قدمى عشرات من الكيلو مترات حتى قبل الفجر بدقائق قليلة، وغالبًا أتناول سحورى فى الشارع، وأحرص على مغازلة الأطفال بأسمائهم، ويخرج بعض المواطنين بـ"فلوس"، والبعض الآخر بـ"أكل"، فبلدنا "مليانة بالخير والناس طيبة قوى ومحتاجة بس حد يزيح الغبار اللى عقولهم وقلوبهم".
أشهر سيدة مسحراتية بالقاهرة: أنا ست بمليون راجل ومش بخاف من الضلمة ولا صوت الكلاب.. بدق على طبلة عشان أصحى البهجة والفرحة فى قلوب الناس فى رمضان.. وتؤكد: مهنتنا مش هتنقرض لأنها مرتبطة بالشهر الكريم
الأربعاء، 08 يوليو 2015 11:07 ص
أشهر سيدة مسحراتية
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة