عمل كدليل هيئة المساحة المصرية
كان من أهم المرشدين فى منطقة الصحراء الغربية، حيث عمل كدليل فى هيئة المساحة المصرية وعين بها عام 1959، كما عمل فى البعثة الجيولوجية المصرية حتى بلوغه سن المعاش، ورافق العالم المصرى الأمريكى فاروق الباز كدليل فى رحلاته وأبحاثه العلمية فى الصحراء الغربية، كما شارك فى عمليات اقتفاء الأثر للوصول إلى مختطفى السياح فى منطقة الجلف الكبير عام 2008 م، وظل يعمل بعد سن المعاش كمرشد ودليل وقصاص أثر ومؤرخ لتاريخ الصحراء الغربية، ليصبح من أهم رموز المنطقة ، وتحتل صوره مطبوعات البعثات الأجنبية والوفود الأجنبية التى كانت تتوافد على الصحراء الغربية .
معشوق الوفود السياحية
كان الحاج صالح زيدان معشوق الوفود السياحية وقوافل البحث العلمى والمسح الجيولوجى فقد كان رفيقا أساسيا للعالم الدكتور فاروق الباز والذى لم يكن يستطيع بدء رحلته فى المنطقة دون التنسيق مع الحاج صالح زيدان ليصحبه فى الصحراء الغربية لإجراء الأبحاث والمسح الجيولوجى، وكان الدكتور فاروق الباز يحرص دوما على الاتصال به وإخطاره بموعد قدومه ليكون جاهزا فى انتظاره فى الرحلة، كما نجح صالح زيدان فى إنقاذ وفد السياح الأجانب الذين تم اختطافهم فى منطقة طلح كركوك بمحمية الجلف الكبير عام 2008 م والذين تم اختطافهم من قبل عصابات إفريقية متعددة الجنسيات وتمكنت القوات المسلحة المصرية من الوصول اليهم بمساعدة القصاص صالح زيدان وإنقاذهم والقضاء على أفراد التشكيل العصابى بعد أن تفاقمت المشكلة وكادت أن تتسبب فى أزمة مع عدة دول أوروبية آنذاك بسبب اختطاف رعاياهم فى المنطقة، ليتمكن صالح زيدان من التوصل إلى موقع الرهائن مستخدما موهبته الفطرية فى اقتصاص الأثر .
الرجل لم يشتكِ من أية أمراض
وحتى آخر لحظة فى حياة صالح زيدان لم يكن يشتكى من أية أمراض ونام بصورة طبيعية موليا وجها نحو الصحراء التى طالما قضى فيها حياته، لتكون آخر ما ينظر إليه ويخلد فى نومه ويلقى ربه فى هذه الأيام المباركة، وكانت أكثر من فجعت فى خبر وفاته هى ابنته الصغرى حليمة والتى كانت متعلقة به أكثر من جميع أخواتها .
عائلة الحاج صالح لا يعملون بمهنته
الحاج صالح زيدان له 4 أولاد و3 بنات وجميعهم لا يعمل بمهنته، فمنهم الطبيب والبيطرى والموظف إلا أن أحفاده منهم من يعشق مهنة جده، وكثيرا ما كانوا يستمعون لمغامراته المثيرة التى عاشها وخاصة قصص اقتفاء الأثر التى كان جميعها ينتهى بنجاحه فى استعادة المفقود، وقليل منها كانت تنتهى بوصوله الى جثة التائه بعد أن يكون الإبلاغ قد وصله متأخرا.
وفى آخر تصريح قاله صالح زيدان لـ"اليوم السابع"، أنه يعشق الصحراء عشقا بلا توقف فهى عالمه الذى لا يضل فيه أبدا، وأن تاريخ الصحراء الغربية منقوش فى ذاكرته فقد عايش فيها ذكريات لا تنتهى وأن خبرته بدروبها ومدقاتها هى التى جعلته مقصدا لكل من يقوم برحلة بحث أو تقصى لظاهرة أو حدث أو طلب احد المفقودين، وأنه على مدار سنوات عمره كان يقوم بتلك الأعمال ليس طلبا للمال وإنما عشقا لمهنته، مؤكدا على أنه كان أول من يحصل على إجازة رسمية للعمل كدليل وقاص أثر منذ أيام الملك فاروق وما زال يحتفظ ببطاقة العمل منذ ذلك التاريخ وطوال هذه السنوات .
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة