مجدى الزغبى يكتب: رحمة بأبنائنا أيها المسئولون

الأربعاء، 08 يوليو 2015 02:00 م
مجدى الزغبى يكتب: رحمة بأبنائنا أيها المسئولون صورة أرشيفية

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
قابلت فى الشارع شاب لا أعرفه يقف فى نهار رمضان وفى الشمس الحارقة عيناه زائغتان لا أعرف عن ماذا يبحث، استرعى انتباهى ولكنى كنت قد تخطيته بأمتار قليلة وأنا أنظر إليه وهو يحمل مصحفا صغيرا فى يده ولكنه شارد ووجدت نفسى أضغط على فرامل السيارة وأتحدى تحذيرات طبيبى بعدم السير فى الشمس وعدم فقد المياه من جسمى، ولكن أسئلة كثيرة حيرتنى فى نظرات هذا الشاب إنها تجمع بين القوة والضعف إنها مزيج من العزة والكرامة، وأيضا وللأسف من المهانة والإهانة ملابسه تدل عليه هو من أسرة نظيفة ولكنها متواضعة الإمكانيات وعندما اقتربت منه فاجأنى بابتسامة رائعة كلها ثقة ولسان حاله يقول لى لا تسألنى عن شارع أو هيئة فأنا لا أعرف عن المكان شىء ورميت عليه السلام وكان سلامة بكل إيمان وخجل وفى النهاية أكمل سلامه بكلمة يا حاج يا لها من روعة فى هذه الأيام المفترجة وبمنتهى الأمانة حتى هذه اللحظة لم أكن أعرف كيف أبدأ سؤالى له ولا عن ماذا أحدثه ولكنى بادرت بسؤال هو إيه الزحمة اللى هناك دى ورد بمنتهى البساطة يا حاج دى تقديمات طلب وظائف عاوز تقدم لأى حد وهنا بدأت نظرية المؤامرة القذرة تتسلل إلى قلبى ودار فى خلدى بأنه واد سمسار قذر بيستغل الظروف فقلت له لا أبداً وبادرت بالسؤال هو أنت بتشتغل هنا ورد بسرعة يا ريت يا حاج ورديت عليه بنفس السرعة طيب أنت واقف هنا ليه فقال بتلقائية أنا قدمت ورقى وواقف بساعد أى حد عاوز يقدم وبقوله يعمل إيه أصل الناس اللى هنا مابيكلموش حد خالص ولا بيفيدوهم بشىء، وكان سؤالى التالى خبيثا بعض الشىء طيب ما تقلل العدد علشان فرصتك تزيد ورد بسرعة سيبها على الله ياحاج دى كلها أرزاق وأكمل كلامه أنت عارف ياحاج أنا جاى من سوهاج يوم الجمعة وجيت هنا إمبارح السبت قالوللى ده الشغل إجازة السبت مع إن الإعلان فيه التقديم مفتوح ولا يوجد به شىء يدل على ذلك وطبعاً مش عارف ارجع سوهاج واجى تانى والفلوس (مجصرة) ولن أتحدث عن عرضى فلوس عليه ورفضه بشدة وشرح لى معاناته فى قضاء 3 ليال ليُقدم.

أوراقه فى وظيفة، وهنا نبدأ قصتنا هل لا تعلم حكومتنا الإلكترونية أن هناك تقديمات على الإنترنت هل لا تعلم الجهة المتقدمة للإعلان عن الوظائف أن هناك تقديمات عن شىء اسمه البريد سواء السريع أو العادى إلا يستطيع السيد رئيس الوزراء أن ينبه وزراؤه طالما هم لازالوا فى العصر الجاهلى أن التطور التكنولوجى وصل لقمته وأنا شخصيا لو وزير النقل لرفعت عليهم قضية فهاهم بغبائهم يضغطون على كل أنواع المواصلات (والحل موجود) ازدحام فى المرور (والحل موجود) ازدحام أمام المصالح الحكومية والمشاجرات والأمن يفض ويقبض (والحل موجود) مصاريف على الناس الكادحة (والحل موجود) لكننا لا نرى الحلول ولا نسعى إليها ولا نساعد فى حل مشاكل البلد ولكنها بجهل مؤسساتنا نزيدها مشاكل وعقد احسبوا أيها الوزراء الكسالى كم تكلف شاب جاء من سوهاج ومن أسوان ومن الإسكندرية ومن محافظات مصر أقصاها وأدناها هل تعلم أن شباب جاء من شلاتين ليتقدم للوظائف المختلفة ببعض الأوراق وكم كلف الدولة وكم أثقل على كاهلها وأثقلنا على كاهله كم شاب جاء من محافظات مصر ليتقدم بأوراقه كم شاب مات فى حوادث طرق وهو ذاهب لتقديم أوراقه. العالم سبقنا ليس بتقدمه ولكن بتخلفنا نحن ورغم فقدانى الآمل فيكم وفى مؤسساتكم وفى قراراتكم ولكنى كلما شاهدت هؤلاء الشباب قلت اللهم بارك لنا فيهم وساعدهم يارب واعنهم على ما ابتليناهم بمسئولين فشلة صفتهم الغباء وهدفهم البناء ولا يستوى الغباء والبناء ولكن يستوى الفكر والذكاء، الابتكار يصبح هدفا والتقدم أمنيات ورفع العناء كرفع الظلم ولكن بعد أن اشتدت حرارة الجو وتركت الشاب يكافح لا أملك سوى أن أقول حسبى الله ونعم الوكيل.








مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة