بين شوارع وسط المدينة وحتى ميدان التحرير تستقر التراويح الأشهر فى مسجد الزعيم الراحل عمر مكرم، تراويح خاصة برائحة الثورة التى ظلت تحيط بالمسجد لسنوات، وظل هو الملجأ الرئيس لها ولشبابها منذ بدأت، وثورة نابعة فى اسمه المستمد من أحد أوائل الثوار فى تاريخ مصر الحديث، والذى كان له الفضل الأول فى قيام ثورة تأتى بمحمد على، مؤسس مصر الحديثة.
بنى مسجد عمر مكرم أثناء حكم الملكية، وكان وقتها يطلق على ميدان التحرير اسم ميدان الإسماعيلية، وحمل المسجد اسم الشيخ «محمد العبيط»، وهو أحد كبار علماء الأزهر، وحتى الآن لا يظل مقامه بداخله، وحتى اسم المسجد الحالى يرتبط بالثورة، فاسم عمر مكرم وضع عليه بأمر من حكومة ثورة عام 1952.
موقع مسجد عمر مكرم فى قلب وسط المدينة، كفل له أن تحمل تراويحه جميع الفئات، فيتجمع رجال الأعمال من المنازل الفاخرة فى وسط المدينة، مع الباعة المتجولين وباعة المحلات البسيطة فى شوارع وسط المدينة، مع الشباب المثقفين الذين قرروا التنازل عن قعدة القهاوى بعض الوقت لصالح صلاة التراويح فى الشهر الكريم.
أمام المسجد ذى البناء المزخرف بعناية يستقر تمثال الزعيم وعالم الدين الجليل الراحل «عمر مكرم» رافعا إصبعه فى شموخ ووقار وفى يده الأخرى كتب العلم الذى لم يتركه يوما.
ولد عمر مكرم فى أسيوط عام 1750، وتعلم فى الأزهر الشريف، وقاوم الفرنسيين فى ثورة القاهرة الثانية 1800، وخلع خورشيد باشا فى 1805 وقرر هو وكبار العلماء تعيين محمد على، ورحل عام 1822 لتبقى أفكاره، وتمثاله، ومسجده، ذكرى لرجل لن يتكرر، وتظل التراويح فى مسجده تراويح تحمل طعم ثورة طويلة ممتده عبر العصور.
فى قلب العاصمة.. تراويح مسجد الزعيم عمر مكرم برائحة الثورة
الخميس، 09 يوليو 2015 04:09 م
مسجد عمر مكرم
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة