ويبدو أن غادة وقفت مع نفسها لتعيد حساباتها على أمل العثور على سيناريو مختلف تطل من خلاله على جمهورها من جديد لذا لم تتردد عندما قرأت سيناريو "الكابوس" للسيناريست هالة الزغندى، فهو عمل فنى مختلف يحمل قيما اجتماعية بين أحداثه لكنها تأتى فى إطار من التشويق والإثارة، فرغم أن أحداث المسلسل تدور حول "مشيرة" أم تجسد دورها غادة عبدالرازق تبحث طوال الحلقات عن قاتل ابنها "فارس" وتكتشف أن له العديد من الأعداء والعلاقات النسائية وأنها أفسدت تربيته وأنها تتحمل جزءا كبيرا من جميع الأخطاء التى وقع بها، وذلك كله فى إطار بعيد عن الإكليشيهات المكررة والجمل المحفوظة التى طالما سمعناها فى أعمال درامية سابقة.
السيناريست هالة الزغندى فى لوكيشن المسلسل
وابتعدت هالة الزغندى فى الحوار عن الجمل الإنشائية لتقدم دراما عصرية واقعية، وشخوص متعددة يدور حولها الكثير من الشكوك تزيد أحيانا من شخص لآخر، لكن كلهم متهمون سواء أحمد راتب أو "خليل" مدير المصنع الذى تمتلكه مشيرة خصوصا أن أحداث العمل توضح أنه يفعل شيئا فى الخفاء بالمصنع رغم ثقة غادة عبدالرازق الشديدة به، ويظهر أيضا أن الفنان عمرو عابد الذى يعمل فى المصنع وأيضا كان أحد أصدقاء "فارس" متورطا فى الجريمة وتدور حوله الشكوك والتى تزداد مع تصرفاته المريبة ومنها انزعاجه من طلب "زيزةى" أو آيتن عامر تركيب كاميرات مراقبة بالمصنع، وأيضا علاقته بـ رحاب الجمل أو "دينا" صديقة فارس المدمنة التى لا تبتعد كثيرا عن دائرة الشك.
غادة عبدالرازق فى شكل جديد بمسلسل الكابوس
ونجحت هالة الزغندى وفريق عمل المسلسل وعلى رأسهم المخرج إسلام خيرى فى أن يتخطيا أزمة كبيرة تواجه المسلسلات التليفزيونية الـ30 حلقة والتى تعتمد على لغز واحد، حيث إن الجمهور أحيانا يصيبه الملل من متابعة الحلقات بصفة يومية لمعرفة القاتل أو المجرم أو سر اللغز وهو أمر أصاب عدة مسلسلات أخرى فى مقتل وأخرجتها مبكرا من السباق الدرامى الرمضانى، لكن السيناريست هالة الزغندى نجحت فى أن تصنع عملا فنيا يبتعد عن الملل وهو يوضح مدى المجهود الذى بذل فى صياغته، وساعد على خروج السيناريو بذلك الشكل المبهر كاميرا المخرج إسلام خيرى التى وازنت بين مشاهد الفلاش باك والمشاهد العادية.
غادة عبدالرازق تخرج من كابوس التراجع
وخرجت غادة عبد الرازق من كابوس التراجع لتستفيق على أرض الواقع بردود أفعال إيجابية سواء من الجمهور أو النقاد، وتعود غادة للتألق من جديد برفقة هالة الزغندى والمخرج إسلام خيرى الذين شكلوا مجموعة عمل متناغمة، وعادت غادة عبدالرازق لتعبر عن نفسها كممثلة قادرة على تجسيد مختلف الأدوار لكنها فقط تحتاج إلى السيناريو الجيد والمخرج الواعى والإنتاج المدرك لأهمية العمل الفنى، فهى تمتلك الموهبة التى لا يختلف عليها أحد كما لديها قناعة بأنها ممثلة فقط وأن المخرج له دوره والسيناريست أيضا ومدير التصوير وتقف أمام الكاميرا لتمثل فقط بعد أن تفهم كل التفاصيل مع مخرج العمل قبل أن تدور الكاميرا، وهو أمر لا يفقه بعض الممثلين الذين يعتبرون أنهم كل شىء فى العمل حتى يفسدونه.
عدد الردود 0
بواسطة:
وادي النيل
برافو
فعلا مسلسل ناجح برافوا غادة