أهلا يا صديقى.. الليلة هى ليلة احتفالك الشهرى.. فقد أنهيت جولتك حول الأرض وأشرقت الليلة دائرة مكتملة... فأغلقت أنا ضوء غرفتى كى تتسلل أشعتك الضعيفة لتكسر الظلام الذى يمنحنى بعض الهدوء.. فتنير فقط ما أريد أن أراه... أصدقك حين أراك مكتملا؟!.. أصدق كونك بدرًا؟! .. أعلم أنى سأراك غدا دائرة ناقصة.. أنت تعلم أننى أكره الدوائر والأشياء المكتملة المغلقة.. الدوائر التى تلتف حول نفسها لا ترى سوى ذاتها.. تدور كالزمن وترى نفسها مثالية وعادلة...
لكن تكفينا الليلة لنحتفل.. سأصنع كعادتى قهوتى وسأغنى لها وحين تنضج على مهل سأصطحبها للشرفة وأنتظرك حتى تتم زينتك وتشرق أخيرًا.. سأغنى لقهوتى إحدى تغريدات فيروز لتكن "يا ترى نسينا".. تلك تغريدة نادرة هاربة من عالم آخر تفيض رقة وعذوبة.. شدت بها فيروز فى نهاية الخمسينات، حين بدأ صوتها ينضج وأصبح كأنه فنجان قهوة قد أعد على مهل وحكمة.. اكملى قصتك فيروزتى فأنا دائما أفهمك وأشعر أن كلماتك هى من قلبى وصوتك هو من روحى، دائما أغنيتك بكل ما فيها هى هاربة من داخلى أنا..
"وردة على شباك مزروعة بتنام عالنهدات
نجمى عادرب الليل موجوعة بتقول للتلات
قمر ليالينا يا ترى نسينا
والهوى جنا الأحلام عم يدعينا"
حين أجلس أمامك أيها القمر أشعر أنى قد تركت كل العالم خلفى، ولم يبق فى لغتى سوى سمرنا.. لكن ماذا سأحكى لك الليلة؟! هذة ليلة صيفية صافية لا سحب فى السماء.. ولا حتى غيوم.. فالمطر بعيد جدا.. أتعلم أننى مللت الصيف بكل صخبه، أنا أكتب رسائل كل يوم للشتاء.. أتوسل إليه أن يصطحب أمطاره ويأتى مسرعًا.. فقد اشتقت للهواء البارد والمطر وثمار السعادة البرتقالية المستديرة.. ماذا تريد أن تسمع يا صديقى؟! هل أحكى لك عن ضجرى أو عن خيباتى الصغيرة أو أحكى لك عن عراك قلبى وعقلى الذى أسقط أنا ضحيته الوحيدة.. لكنك اليوم بدر لن تفهم ما أقصده.. دعنا نكمل حديثنا غدا حين يضيع منك شيئا ما.. غدا ستفهمنى أكثر وسأصدقك أكثر...
قمر
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة