كرم بدرة يكتب: حينما يتغلب "التكفير" على "التفكير

الثلاثاء، 11 أغسطس 2015 10:23 ص
كرم بدرة يكتب: حينما يتغلب "التكفير" على "التفكير جماعات تكفيرية

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
حينما يتغلب "التكفير" على "التفكير" تتحول المساجد من "التكبير" إلى "التفجير" عقول لا ندرى كيف تم إقناعها أن الجنة فوق جثث المصلين!

سُحقًا لمـن باعَ الأمانـة والهُدى ومضى بخبثٍ يستبيحُ المسجدا
تركوا اليهودَ ورآءهـم وتسابقـوا يستهدفونَ الراكعيـنَ السُجَّـدَا
إنى أقف بدهشة بينى وبين نفسى واقول كيف أقنع هذا التكفيرى أن يقتل مسلمين يصلون فى المسجد وأثناء ركعتهم الثانية هل هو يحلم بالجنة وكيف يدخل الجنة وهو قاتل لمسلمين أثناء صلاتهم. والذى أقنعه أنه سوف يدخل الجنة لماذا لم يقم هو ويفوز بهذه الجائزة الكبرى. ولكن لا، فإنه وجد "مغفل" يقتنع بهذا الكلام ويفجر نفسه فى المصلين.

هذا هو نتاج الفكر التكفيرى الوافد إلينا الذى قضى تماما على التفكير وبدأ يبث سموم الكهنوتية لدى من يتبعهم من شباب يبحث عن أمل يبعده عن شهوات الدنيا لكى يكون فى معية الله عز وجل وأنتج لنا ما نراه الآن من التكفيريين.

وهنا يأتى دور الإخوان والسلفيين لكى يتلقفوا هولاء الشباب فى غفلة تامة من الدولة أو حتى إن كان بعلمها. نعم بعلمها وهم من أتو بالسلفيين ليكونوا بديلا للإخوان أيام حكم مبارك اللعين. كى ينتجو لنا ما نراه الآن ولولا وعى الشعب ويقظته لكانت داعش الآن على حدود مصر الجنوبية.

وللأسف إن معاناة من يفكر مع من يؤلهون البشر لابسى مسوح الدين ومدعى حمل رسالة الله لخلقه كبيرة ولا يجدون من يساندهم ضد هذا المارد الكبير لا الأزهر الشريف ولا حتى الدولة. وكيف وميزان التعليم فى الدولة انقلب بعد ثورة 23 يوليو 52 حتى وصل بنا الحال فى فترات سابقة أن من يذهب إلى الدراسة فى المعاهد الأزهرية هم راسبو المرحله الابتدائية يتم تحويل مسارهم كى يصبحوا شيوخا فى المستقبل.

وللأسف يتوهم البسطاء أن التكفيريين أحرص الناس على الدين ولكن هو العكس ترى الكثيرين منهم أحرص الناس على دنياهم وأهوائهم ونسائهم وأموالهم ومصالحهم ومحاربة خصومهم حتى المصلين فى معية الله والمؤمنين وقذفهم بأشد التهم دون تحقق أو تدقيق لاحتكار الساحة لهم وهم مستعدون للتحالف مع الشيطان فى تحقيق مصالحهم. مازالت فتاوى التكفير تنزل على المثقفين والمفكرين والأدباء والنساء نتيجة تسلط أصحاب الأفكار التكفيرية ومرجعياتهم وسطوة الفقيه وكأنه يمثل الله فى الأرض ليحكم ويحتكر فهم النص وتأويله. لابد أن نهتم بخريجى الأزهر الشريف واختيار الأصلح منهم كى يتصدر المشهد ويتم دعمهم ماديا كى نتخلص من هذا الشر الكبير. ومن بعد ذلك سوف تجد الخطاب الدينى يتجدد من تلقاء نفسه لأن من تصدر هم أصحاب الفكر.













مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة