"الحمى الشوكية" تنشط فى الصيف.. تنتشر فى التجمعات.. والأطفال الأكثر عرضة للإصابة.. الكسل والنعاس وارتفاع الحرارة وبرودة الأطراف أهم الأعراض.. وتشبه نزلات البرد العادية.. وتنتقل عن طريق السعال والعطس

الأربعاء، 12 أغسطس 2015 07:37 م
"الحمى الشوكية" تنشط فى الصيف.. تنتشر فى التجمعات.. والأطفال الأكثر عرضة للإصابة.. الكسل والنعاس وارتفاع الحرارة وبرودة الأطراف أهم الأعراض.. وتشبه نزلات البرد العادية.. وتنتقل عن طريق السعال والعطس مرض الالتهاب السحائى
كتبت أسماء نصار

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
يعتبر مرض "الحمى الشوكية" الالتهاب السحائى البكتيرى أحد أخطر الأمراض التى تصيب الأطفال والكبار على حد سواء، حيث إنها تصيب الأغشية المحيطة بالمخ أو السحايا أو السوائل المخية الشوكية وما حولها، وينشط فى بداية فصل الصيف، وينتشر فى التجمعات الكبيرة مثل المدارس أو النوادى، إلا أن الأطفال هم الأكثر عرضة والأكثر تأثراً به.

أنواع العدوى

يكون السبب فى الإصابة بالمرض عدوى سواء فيروسية، وتكون فى الأغلب عدوى بسيطة ويمكن علاجها بسهولة، ويبدأ التحسن فى خلال 3 أيام، ويتم شفاؤها تماما خلال أسبوعين، أوعدوى فطرية، وهى الأقل شيوعا، وتصيب الأشخاص الذين يعانون من خلل بالجهاز المناعى، مثل مرضى الإيدز.

وقد يكون السبب عدوى بكتيرية، وهى الأخطر على الإطلاق، التى تسببها فى الأغلب ثلاثة أنواع من البكتيريا، منها وتحدث عندما تدخل البكتيريا مع مجرى الدم مباشرة إلى الأغشية المخاطية للمخ المكورات السحائى أو المكورات الرئوية ويمكن أن تؤدى كذلك إلى التهاب الأذن الوسطى، أو الأنفلونزا المدممة النوع " ب"، وهى المسئولة عن أحد أنواع الأنفلونزا البكتيرية، وكانت تتسبب فى الكثير من الإصابات بمرض الحمى الشوكية قبل استخدام المصل المضاد لها.

ويصيب المرض الرضع والأطفال وكذلك البالغين، وكلما كانت الإصابة فى وقت مبكر من العمر زادت الخطورة، حيث يمكن أن ينتهى المرض بالوفاة فى 10% من الحالات بالأطفال تحت 4 سنوات، خاصة حديثى الولادة، إذا لم يتم العلاج الفورى بالمستشفى، وتقل الخطورة فى البالغين والمراهقين، ثم تعود النسبة للارتفاع فى المرضى فوق الستين عاما.

الأعراض
تكون أعراض المرض فى حديثى الولادة غير محددة، ويمكن أن تكون فى صورة ضعف فى الرضاعة وعدم الإقبال عليها، أو كسل أو نعاس مستمر، وارتفاع فى درجة الحرارة، وبرودة فى الأطراف، أو حتى صرخة حادة.. وقد تحدث تشنجات وكذلك بروز بالتجويف الموجود في مقدمة جمجمة الأطفال.

وتختلف الأعراض فى الأطفال، ويكون أهمها متمثلا فى تيبس فى الرقبة وتصلب فى العمود الفقرى، وتحدث التشنجات في نحو 33% من المرضى، وتكون إما مركزة فى عضو واحد، أو تشنجات عامة فى الجسم كله، إلى جانب صداع واضطراب فى الإحساس، وكذلك الحساسية الشديدة للضوء، أو ما يطلق عليه ظاهرة الخوف الضوئى، وكذلك الغثيان والقىء، وأحيانا يحدث إغماء

وفى أغلب الأحيان ترتفع درجة حرارة الطفل، لكنها تنخفض فى بعض الأحيان حينما يكون الطفل فى حالة شديدة من الاعتلال، ويوجد كذلك طفح جلدى فى أغلب الأحيان، ويعانى الطفل من الشحوب، ويمكن أن تظهر بعض أعراض لعدوى كانت موجودة بالفعل، مثل التهاب الأذن الوسطى، وهذه الأعراض ترجح التشخيص وتشير إلى ضرورة البدء الفورى فى العلاج.

التشخيص
يعتبر مرض الحمى الشوكية حالة طوارئ طبية تستدعى الدخول للمستشفى والتشخيص السريع والدقيق، حيث يجب أن يترتب عليه العلاج الفورى، ويتم تشخيص المرض، فضلاً عن الكشف الإكلينيكى وأخذ التاريخ المرضى بعناية - عن طريق أخذ عينة من السائل النخاعى المحيط بالمخ - وهو الاختبار الأهم والأكثر دقة، حيث يؤكد الإصابة بالالتهاب السحائى من خلال الفحص الخلوى والفيزيائى للسائل النخاعى، والذى يحتوى فى حالة المرض على نسبة منخفضة من الجلوكوز مع نسبة كبيرة من البروتينات وكريات الدم البيضاء، ويمكن من خلاله أيضا تحديد نوع البكتيريا المسببة للعدوى، وبينما يكون المريض فى انتظار ظهور النتائج، يجب البدء فى العلاج، حتى قبل التأكد من التشخيص.

ويتم إجراء أشعة طبقية مقطعية، أو رنين مغناطيسى، سواء للمخ أو المناطق المرتبطة بالالتهاب السحائى، مثل الجيوب الأنفية أو الأذن الوسطى.. ويمكن كذلك عمل بذل قطنى من العمود الفقرى، لكنه لا يصلح لكثير من المرضى، خاصة مرضى ارتفاع الضغط أو الجهاز التنفسى، حيث لا يمكنهم تحمل الإجراء، وكذلك لا يصلح فى المصابين بأورام فى المخ أو زيادة الضغط فى المخ، ويتم أيضا إجراء أشعة عادية على الجمجمة أو الجيوب الأنفية، كما يمكن أيضا عمل مزرعة حلق، لكنها لا تعطى صورة صحيحة، حيث لا يمكن من خلالها تحديد نوع البكتيريا المسببة للمرض.

العلاج
يجب البدء فى علاج الحمى الشوكية بمجرد الاشتباه فى الأعراض، حيث يتطلب العلاج الفورى إعطاء مضادات حيوية عن طريق الوريد، ويتم تحديد نوع المضاد الحيوى تبعا لنوع البكتيريا المسببة للمرض من خلال تحليل السائل المخى، ويتم فى الأغلب إعطاء خليط من عده مضادات حيوية، أو مضاد حيوى واحد واسع المجال، لحين التوصل للمضاد الحيوى المؤثر تبعا لنوعية البكتيريا.

وأيضا يتم إعطاء الكورتيزون، حيث يقلل من تورم المخ، فضلا عن تقليل المضاعفات العصبية، خاصة التأثير على السمع، وذلك إذا تم تناوله قبل المضاد الحيوى بنحو 20 دقيقة، أو بالتزامن مع إعطاء المضاد الحيوى.

وتتم أيضا محاولة خفض الحرارة عن طريق التهوية الجيدة وإعطاء السوائل، وكذلك إعطاء خوافض الحرارة مثل عقار الاسيتامنوفين، كما يتم التعامل مع التشنجات بإعطاء مضادات التشنجات، مثل الفينوباربيتون، مع عزل المريض فى غرفة هادئة ذات إضاءة خافتة.

الوقاية
مرض الحمى الشوكية من الأمراض المعدية، حيث ينتقل عن طريق إفـرازات الفم والأنف من خلال السعال أو العطس، ومما يزيد من فرص الإصابة بداية ظهور الأعراض التي تتشابه في بداياتها بنزله البرد العادية، لذلك يتم إعطاء عقار الريمفباين، للمخالطين للطفل باستمرار لمدة 4 أيام مقسمة على جرعتين، ويكون ذلك كافيا للقضاء على المرض فى مرحلة وجوده بالحلق والبلعوم.

كما يوجد تطعيم للوقاية من مرض الحمى الشـوكية، حيث قلت الإصابة بالمرض بنسـبة نحو 94% بعد دمج اللقاح المضاد للأنفلونزا المدممة من النوع "ب" بشكل روتينى مع اللقاح الرئيسى.

ويوجد لقاح آخر يتم استخدامه للمراهقين من سن 11 وحتى 18 سنة عن طريق جرعة واحدة، ويمكن وصفه للمسافرين إلى المناطق التى تنتشر بها الحمى الشوكية، مثل بعض المناطق فى أفريقيا وغرب آسيا، أو للأشخاص ذوى المناعة الضعيفة، أو الأشخاص الذين لديهم مشكلات بالطحال.








مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة