الأنبا مكاريوس يحلل لماذا يقبل الشباب على الرهبنة؟
فى كتابه، لماذا يقبل الشباب على الرهبنة، يجيب الأنبا مكاريوس أسقف المنيا ورئيس تحرير مجلة الكرازرة والمعروف بأديب الكنيسة على هذا السؤال.يؤكد الأنبا مكارويس، أن البابا شنودة الثالث البطريرك الراحل أسهم بدور كبير فى إغراء الشباب بالرهبنة، حيث سجل مئات الأشرطة والتسجيلات عن الرهبنة، وكان يخصص عشر دقائق من عظته للحديث عن الرهبنة بالإضافة إلى عشرات الكتب التى حكى فيها عن حياة الرهبان، أما السبب الآخر فهو سير الشهداء والقديسين، التى حفلت بالبطولة والاستشهاد، بالإضافة إلى الدور الصالح، الذى يلعبه الرهبان فى المجتمع مما يثير إعجاب شباب الكنيسة.
الرهبنة لا تغرى طالبى الوظائف
أما عن فكرة الطمع فى الوظائف الكنسية، يقول الأنبا مكاريوس إن الرهبنة لا تغرى طالبى الوظائف فالأديرة الآن فيها العديد من الأعمال المختلفة، والتى تحتاج إلى جهد كثير ووقت طويل ما بين الإنشاءات والزراعة ومشروعات محطات التسمين والإنتاج عموما، بل إن بعض الأديرة قد يبدو للناظر ولأول وهلة أنه منشأة أو مدينة صغيرة.ويضيف: أما إغراء الوظائف الكنسية فهو أمر غير مضمون، فإن فرص الأسقفية- على سبيل المثال- تعد قليلة بالنسبة لعدد الرهبان الكلى، كما أن الاختيار للأسقفية يتم على أسس يدخل فيها الاختيار الإلهى كعامل أولى وأساسى، كما تلعب الإمكانيات الشخصية دورا لا بأس به فى ذلك، وبالتالى فإنه ليس من الحكمة أن يغامر شخص ما غير أهل وغير كفء للحياة النسكية، بأن يلقى بنفسه داخل هذا الإطار مؤملا أن تأتيه الوظيفة أو الدرجة الكنسية، بل إن هذا دليل كاف على عدم مصداقيته، كما يؤكد ذلك عدم رغبته فى حياة نسكية خالصة، بل إنه مهدد بالفشل.
مطران الكاثوليك: الراهب يخدم إخوته فى الإنسانية
أما عن الكنائس الكاثوليكية، يقول المطران أنطونيوس عزيز مطران الكاثوليك: إن إقبال الشباب على الرهبنة يرجع إلى عدة عوامل أهمها الرغبة فى تكريس النفس لله، وتكريس الروح لخدمة الآخرين والتضحية لأجل أحبائه تشبهًا بالسيد المسيح.وأوضح المطران، أن الرهبنة أنواع، فهناك رهبنة تعبدية تقوم على التأمل والعبادة فى الصحراء، وهناك رهبنة الخدمة التى يعمل فيها الراهب على خدمة العالم، ولا تقتصر خدمته على خدمة أخوته المسيحيين بل تتسع لتشمل كل أخوته فى الإنسانية.
الرهبنة لا تربح ومنصب المطران لا يذهب لطالبه
وأضاف: أما عن الطامعين فى الوظائف الكنسية فإن الرهبنة لا تغنى ولا تربح، الراهب لا يملك إلا ملابسه وطعامه، حتى السيارة التى تمنح لأصحاب الرتب الكبيرة ملك للكنيسة، وكذلك البيت والأرض وكل شىء.واستكمل: من يطمع فى رتبة المطران، يخسر، لأن الكنيسة لا تختار من يحمل هذه الروح الطامعة فى الحياة المادية والوظائف الكنسية.
زاخر: البابا شنودة قدم قدوة للشباب فزاد الرهبان
من جانبه قال كمال زاخر عضو المجلس الاستشارى القبطى، أن اقبال الشباب على الرهبنة واحدة من الطرق، التى تمهد لهم الحصول على حياة روحية أفضل، ولها تكوين نفسى معين، وتربية معينة وقراءات معينة، مضيفًا: الرهبنة بالأساس بادرة شعبية، وليست كنسية أسسها شباب ذهبوا إلى الصحراء ولم يحصلوا على أى رتب كنسية حتى وفاتهم.واستطرد: لا نستطيع أن نصدر حكما عاما، والأسباب تختلف من شخص لآخر ولكن العوامل التى يعيش فيها الإنسان تؤثر على اختياره، مشيرًا إلى أن الدخول إلى سلك الرهبنة زاد مع منتصف القرن العشرين بعدما شهد عام 48 19 دخول الجامعيين سلك الرهبنة مثل الأب متى المسكين، وتلاه "نظير جيد" عام 54 الذى صار البابا شنودة فيما بعد حيث ترهبن باسم الأب انطونيوس السريانى وخرج من الدير إلى سكرتارية البابا وقدم صورة مختلفة عن الرهبنة وقدوة حسنة للشباب.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة